24 نوفمبر، 2024 8:39 ص
Search
Close this search box.

ماهو المطلوب من سنة العراق؟

ماهو المطلوب من سنة العراق؟

يتشكل العراق دستوريا وواقعيا من 3 مكونات اساسية كبرى شئنا ام أبينا. وباقي الاطياف والعلمانيون هم خارج حلبة المصارعة الرئيسية والمحاصصة. الشيعة اثبتوا منذ 2003 وحتى اللحظة فشلهم الواضح في حكم البلد وسوء الادارة وفسادهم الفلكي ولكن حافظوا على تماسكهم. الاكراد نجحوا جزئيا في حكمهم الذاتي شبه المستفل لاقليمهم الشمالي ولكن كانوا وسيظلون غير محصنين من امراض العراق المزمنة المستعصية. سنة العراق نجحوا وبتفوق بوضع العصي في عجلة تقدم واستقرار البلد, وقد يكون مفتاح الحل بيدهم اذا احسنوا قراءة واقعهم ومستقبلهم.

يتميز سنة العراق عموما ولااقول جميعهم عن باقي المكونات بمدنيتهم العالية نسبيا والخبرة التاريخية في الحكم وحب الوطن والسعي لوحدته وتماسكه وتعاطف معظم دول الجوار معهم والقدرة على التسامي فوق الطائفية عند الضرورة, وربما خير مثال على ذلك حصول الدكتور اياد علاوي على حوالي ربع مليون صوت في الانتخابات الماضية جاءت اغلبيتها ان لم تكن كلها من سنة بغداد. الا انهم بنفس الوقت ارتكبوا من الشنائع والاغلاط ما يستدعي المراجعة الحقيقية ونقد الذات والمحاسبة والقبول بالامر الواقع والمساهمة بوضع الاسس المشتركة لعراق المستقبل. وعلى العكس من بافي المكونات التي ان تطرف احدهم صار حمارا ولكن قليل الاذى والاجرام فان السني العراقي اذا تطرف صار سفاحا وقاتلا لايفرق في اجرامه بين صديق وعدو. ولايمكن لحمام الدم العراقي المتواصل منذ وقبل 2003 ان يتوقف بدون قرار سني حكيم وتاريخي. وسنة العراق هم المكون الوحيد الذي انتخب وينتخب ليس السراق فقط وانما من يبيع قضيته وابناء جلدته داخليا وخارجيا وبابخس الاثمان. وهذه بعض النقاط الرئيسية المطلوب منهم هضمها واستيعابها بكل شفافية وصراحة ومكاشفة وباخلاص:

1- القبول بالديمقراطية والعملية السياسية: فقد ولى زمن الانقلابات العسكرية او المدنية الى غير رجعة وليس في الافق ما يشير الى ثورات شعبية تصب في مصلحة السنة على الاقل ولاتقبل القوى الاقليمية والدولية بهكذا مفاجات. وقد كانت غلطة السنة كبيرة وفظيعة عندما وقفوا ضد الصديق الامريكي المحرر وفي تبني المقاومة غير الشريفة والعنف والاصرار على اخراجه من البلد وعندما ناهضوا العملية السياسية والاستفتاءات وبعض الانتخابات. فعلى الجميع الاعتراف بالدستور الفدرالي الحالي مع كل عيوبه وعدم توقع اي تغيير خارج الاطر القانونية المتاحة والانتخابات ومحاسبة نوابهم وقادتهم على ما ارتكبوه.

2- البراءة من داعش والبعث: لاشك ان معظم سنة العراق شكلوا حاضنة اليفة لداعش وللافكار التكفيرية الشاذة والمجرمة. ومع ان داعش لم تات بجديد خارج ما ذكرته كتب السيرة والعقيدة والجماعة الا ان الطابع الوحشي الدموي لحزب البعث العربي لايمكن التغافل عنه او نكرانه في سلوكهم العملي اليومي المقيت. وبالرغم من تبرأ غالبية سنة العراق من داعش وافعالها هذه الايام بعد ان لاقوا منهم مالاقوه, الا انهم لم يتبرؤا بعد من حزب البعث صنو داعش والمكروه من باقي مكونات العراق, ولازالوا يظنونه خاطئين حليفا وملاذا امنا لهم ان دعت الحاجة مستفبلا. ولايعني ذلك التنازل عن المصالحة الوطنية وطي صفحة الماضي والذي سيصب بكل الاحوال بمصلحة السنة اكثر من غيرهم.

3- الاعتراف باقليتهم: بسبب تكابر السنة العرب عن حقيقة كونهم اقل عددا من الشيعة واصرار بعض قادتهم علانية على انهم الاكثر عددا فان رد الفعل المقابل كان ولايزال تحول كل الانتخابات التي جرت حتى الان في العراق الى احصاءات سكانية لتثبيت العدد وليس لاختيار الاصلح. وكي يثبت الاخرون اعدادهم ونسبهم اختاروا الاكثر طائفية وقومية وتعصبا من بينهم. ولو اقر السنة باقليتهم العددية لخرجنا جميعا من قمقم الاحصاء وانتقلنا الى فضاء الليبرالية. ولايكلف هذا سوى الاعتراف بحقيقة صارت واضحة للكل ولاتحتاج لجدال.

4- الترفع عن استفزازات الاخر: كان ولازال السنة يشكون من الطقوس والسلوكيات الاستعراضية للاخرين والتي اثارت حفيظتهم بل وعنفهم. مما رفع درجة العنف والاستفزاز المتصاعد المضاد عند الاخرين. ويدخل ضمن ذلك المعاملة الخشنة والتفرقة على حدود المحافظات والمسيرات والاعلام والهتافات الطائفية وغيرها. ولايمكن وقف دوامة الاستفزازات المتبادلة المستمرة الا بقبول السنة ولو مرحليا بما يقوم به الاخر بعد ان حرم من حريته في ممارستها لعقود طويلة, عسى ان يصل الاخر لمرحلة الاشباع والهدوء.

5- التخلص من عقدة ايران والصفوية ونظرية المؤامرة: على السنة الاعتراف بان الشيعة لم ولن يبيعوا بلدهم ولن يسلموا مصائرهم للفرس الايرانيين حتى مع الاشتراك بالمذهب. نعم شهدنا بعض التخاذلات والانتهاكات هنا وهناك ولكن للحقيقة توقعنا الاسوأ من ذلك بكثير ولم يحصل. ليس بسبب ممانعة السنة للامر ولكن لحرص الشيعة والكرد على استقلاليتهم الذاتية والتي يجب دعمها والثناء عليها املا بالحفاظ على عراق موحد قوي قادر على النهوض والتطور وبما يصب في مصلحة الجميع والمشتركة.

6- دعم الجيش العراقي وكل المؤسسات الوطنية: بعد ممانعة طويلة ومحاربة علنية للقوات المسلحة الرسمية توصل السنة الى ان هذه القوات ارحم واكثر نزاهة ووطنية من البدائل الاخرى التي شهدناها مؤخرا. ونفس الشيء يجب ان يقال عن باقي مؤسسات ودوائر الحكومة الاتحادية, وان تتم محاربة الافكار الانفصالية والاقلمة عدى كردستان ولكن مع لامركزية وحرية ومشاركة باتخاذ كل القرارات وفي الحكم.

اذا تمكن قادة ومثقفو السنة ومعتدلوهم من القبول والاعتراف بهذه النقاط وتجاوزها لتوسع فضاء المعتدلين المقابلين وصولا الى عراق موحد مدني غير طائفي وامن وخال من كل اشكال العنف والتمييز والتقسيم والمرجعيات الهلامية والخارجية وتعدد الولاءات وتنافر المصالح.

ماهو المطلوب من سنة العراق؟
يتشكل العراق دستوريا وواقعيا من 3 مكونات اساسية كبرى شئنا ام أبينا. وباقي الاطياف والعلمانيون هم خارج حلبة المصارعة الرئيسية والمحاصصة. الشيعة اثبتوا منذ 2003 وحتى اللحظة فشلهم الواضح في حكم البلد وسوء الادارة وفسادهم الفلكي ولكن حافظوا على تماسكهم. الاكراد نجحوا جزئيا في حكمهم الذاتي شبه المستفل لاقليمهم الشمالي ولكن كانوا وسيظلون غير محصنين من امراض العراق المزمنة المستعصية. سنة العراق نجحوا وبتفوق بوضع العصي في عجلة تقدم واستقرار البلد, وقد يكون مفتاح الحل بيدهم اذا احسنوا قراءة واقعهم ومستقبلهم.

يتميز سنة العراق عموما ولااقول جميعهم عن باقي المكونات بمدنيتهم العالية نسبيا والخبرة التاريخية في الحكم وحب الوطن والسعي لوحدته وتماسكه وتعاطف معظم دول الجوار معهم والقدرة على التسامي فوق الطائفية عند الضرورة, وربما خير مثال على ذلك حصول الدكتور اياد علاوي على حوالي ربع مليون صوت في الانتخابات الماضية جاءت اغلبيتها ان لم تكن كلها من سنة بغداد. الا انهم بنفس الوقت ارتكبوا من الشنائع والاغلاط ما يستدعي المراجعة الحقيقية ونقد الذات والمحاسبة والقبول بالامر الواقع والمساهمة بوضع الاسس المشتركة لعراق المستقبل. وعلى العكس من بافي المكونات التي ان تطرف احدهم صار حمارا ولكن قليل الاذى والاجرام فان السني العراقي اذا تطرف صار سفاحا وقاتلا لايفرق في اجرامه بين صديق وعدو. ولايمكن لحمام الدم العراقي المتواصل منذ وقبل 2003 ان يتوقف بدون قرار سني حكيم وتاريخي. وسنة العراق هم المكون الوحيد الذي انتخب وينتخب ليس السراق فقط وانما من يبيع قضيته وابناء جلدته داخليا وخارجيا وبابخس الاثمان. وهذه بعض النقاط الرئيسية المطلوب منهم هضمها واستيعابها بكل شفافية وصراحة ومكاشفة وباخلاص:

1- القبول بالديمقراطية والعملية السياسية: فقد ولى زمن الانقلابات العسكرية او المدنية الى غير رجعة وليس في الافق ما يشير الى ثورات شعبية تصب في مصلحة السنة على الاقل ولاتقبل القوى الاقليمية والدولية بهكذا مفاجات. وقد كانت غلطة السنة كبيرة وفظيعة عندما وقفوا ضد الصديق الامريكي المحرر وفي تبني المقاومة غير الشريفة والعنف والاصرار على اخراجه من البلد وعندما ناهضوا العملية السياسية والاستفتاءات وبعض الانتخابات. فعلى الجميع الاعتراف بالدستور الفدرالي الحالي مع كل عيوبه وعدم توقع اي تغيير خارج الاطر القانونية المتاحة والانتخابات ومحاسبة نوابهم وقادتهم على ما ارتكبوه.

2- البراءة من داعش والبعث: لاشك ان معظم سنة العراق شكلوا حاضنة اليفة لداعش وللافكار التكفيرية الشاذة والمجرمة. ومع ان داعش لم تات بجديد خارج ما ذكرته كتب السيرة والعقيدة والجماعة الا ان الطابع الوحشي الدموي لحزب البعث العربي لايمكن التغافل عنه او نكرانه في سلوكهم العملي اليومي المقيت. وبالرغم من تبرأ غالبية سنة العراق من داعش وافعالها هذه الايام بعد ان لاقوا منهم مالاقوه, الا انهم لم يتبرؤا بعد من حزب البعث صنو داعش والمكروه من باقي مكونات العراق, ولازالوا يظنونه خاطئين حليفا وملاذا امنا لهم ان دعت الحاجة مستفبلا. ولايعني ذلك التنازل عن المصالحة الوطنية وطي صفحة الماضي والذي سيصب بكل الاحوال بمصلحة السنة اكثر من غيرهم.

3- الاعتراف باقليتهم: بسبب تكابر السنة العرب عن حقيقة كونهم اقل عددا من الشيعة واصرار بعض قادتهم علانية على انهم الاكثر عددا فان رد الفعل المقابل كان ولايزال تحول كل الانتخابات التي جرت حتى الان في العراق الى احصاءات سكانية لتثبيت العدد وليس لاختيار الاصلح. وكي يثبت الاخرون اعدادهم ونسبهم اختاروا الاكثر طائفية وقومية وتعصبا من بينهم. ولو اقر السنة باقليتهم العددية لخرجنا جميعا من قمقم الاحصاء وانتقلنا الى فضاء الليبرالية. ولايكلف هذا سوى الاعتراف بحقيقة صارت واضحة للكل ولاتحتاج لجدال.

4- الترفع عن استفزازات الاخر: كان ولازال السنة يشكون من الطقوس والسلوكيات الاستعراضية للاخرين والتي اثارت حفيظتهم بل وعنفهم. مما رفع درجة العنف والاستفزاز المتصاعد المضاد عند الاخرين. ويدخل ضمن ذلك المعاملة الخشنة والتفرقة على حدود المحافظات والمسيرات والاعلام والهتافات الطائفية وغيرها. ولايمكن وقف دوامة الاستفزازات المتبادلة المستمرة الا بقبول السنة ولو مرحليا بما يقوم به الاخر بعد ان حرم من حريته في ممارستها لعقود طويلة, عسى ان يصل الاخر لمرحلة الاشباع والهدوء.

5- التخلص من عقدة ايران والصفوية ونظرية المؤامرة: على السنة الاعتراف بان الشيعة لم ولن يبيعوا بلدهم ولن يسلموا مصائرهم للفرس الايرانيين حتى مع الاشتراك بالمذهب. نعم شهدنا بعض التخاذلات والانتهاكات هنا وهناك ولكن للحقيقة توقعنا الاسوأ من ذلك بكثير ولم يحصل. ليس بسبب ممانعة السنة للامر ولكن لحرص الشيعة والكرد على استقلاليتهم الذاتية والتي يجب دعمها والثناء عليها املا بالحفاظ على عراق موحد قوي قادر على النهوض والتطور وبما يصب في مصلحة الجميع والمشتركة.

6- دعم الجيش العراقي وكل المؤسسات الوطنية: بعد ممانعة طويلة ومحاربة علنية للقوات المسلحة الرسمية توصل السنة الى ان هذه القوات ارحم واكثر نزاهة ووطنية من البدائل الاخرى التي شهدناها مؤخرا. ونفس الشيء يجب ان يقال عن باقي مؤسسات ودوائر الحكومة الاتحادية, وان تتم محاربة الافكار الانفصالية والاقلمة عدى كردستان ولكن مع لامركزية وحرية ومشاركة باتخاذ كل القرارات وفي الحكم.

اذا تمكن قادة ومثقفو السنة ومعتدلوهم من القبول والاعتراف بهذه النقاط وتجاوزها لتوسع فضاء المعتدلين المقابلين وصولا الى عراق موحد مدني غير طائفي وامن وخال من كل اشكال العنف والتمييز والتقسيم والمرجعيات الهلامية والخارجية وتعدد الولاءات وتنافر المصالح.

أحدث المقالات

أحدث المقالات