في عراق الغرائب والعجائب، تحدث امور تثير العجب، يعاقب المسؤول الفاسد والفاشل بطريقة غريبة وعجيبة، ينقل ذلك الفاسد الفاشل الى موقع اعلى من الموقع الوظيفي الذي كان يشغله! وثبت فشله فيه، واثير عليه ملفات فساد تدينه بالوقائع والادلة، هذا ما جرى يومي 12 و13 مايس الحالي، فعند سماع المواطنين الامر الصادر من مكتب رئيس الوزراء بأبعاد المدعو نعيم عبعوب الملقب (بأبو الصخرة) من وظيفته كوكيل اداري لامين بغداد، تنفسوا الصعداء واستبشروا خيرا بالسيد العبادي وانا واحد من هؤلاء المستبشرين! قلت مع نفسي انها بداية تعبيد الطريق وازالة مخلفات الفشل
والفساد، لتقويم اعوجاج حدث.
لكن فرحة أهالي بغداد لم تدم الا 24 ساعة فقط، حين تفاجأ الناس بقرار تعيين عبعوب وكيلا لوزارة العلوم والتكنلوجيا!، ان دل هذا القرار على شيئ فهو يدل بأننا ما زلنا على الطريق المعوج، وان قاطرة التغيير الذي تمنيناه، تسير عكس الاتجاه، والا فما هي مؤهلات هذا الممثل الكوميدي، الذي اصبح مدار سخرية العراقيين وليس اهالي بغداد فقط، حتى يعين وكيلا لوزارة تجمع اصحاب المؤهلات العلمية؟!.
انه فخ نصبوه لك يا سيد فارس ججو وزير العلوم والتكنلوجيا، اتدري لماذا لأنك شيوعي مسيحي، وفي اللقاء الذي اجراه معك الاعلامي المعروف الزميل نجم الربيعي وبث من على قناة البغدادية، التي تحظى بمشاهدة ملايين العراقيين، سلطت في ذلك اللقاء وبالارقام والوقائع، انجازاتك العلمية خلال الفترة القصيرة من عملك، ونشاطك الدؤوب من أجل خدمة العراق المبتلى، اما بالحكام الطغاة او الفاشلين الفاسدين، ففي الوقت الذي كنت تقاتل فيه الدكتاتورية على ذرى جبال كردستان ضمن فصائل انصار الحزب الشيوعي، كان معظم حكامنا اليوم يتسكعون في شوارع دمشق وبيروت
ولندن وطهران، يستجدون امام السفارات الاجنبية، حسب مقولة الزميل انور الحمداني.
لقد اغاضهم اداءك لانك تسير على سكة غير سكتهم، وانت لست من ثوبهم، لذا نصبوا لك فخا، بتعيين هذا القرقوز وكيلا لك، والمهمة المناطة به حتما هو العمل على افشالك باية وسيلة كانت، بالتأكيد بطرق غير مشروعة، ان كنت حريصا على مسيرتك القويمة والطريق الصحيح الذي تسلكه، وتاريخك النضالي وسمعة الجهة التي محسوب عليها، ايها الوزير، اذهب الى العبادي وارفض بقوة هذا التعيين وان اصر على تعيينه، اترك هذا الكرسي، وابقى بعيدا عن الملوثات، عند ذاك ستكسب حب واحترام ملايين العراقيين وسيشهد لك التاريخ على موقفك هذا، لانه فخ مفضوح، والا لماذا اختاروا له
هذه الوزارة لاغيرها، اليس القصد السيئ واضحا وضوح الشمس؟