تساؤلات كثيرة ، حول مصير محافظة الانبار التي شهدت الولادة الاولى لعصابات داعش الارهابية ، واثرت بشكل كبير على المجريات الامنية في عموم العراق ، حيث دفعت تلك الخلايا السرطانية بأفراخها البشعة الى محافظة نينوى وصلاح الدين وديالى مع تمركزها بالانبار ذاتها .
ان المطبات الامنية والمعرقات في الانبار والتي دفعت نحو تردي امني كبير نشهده بين الحين والاخر قد يجعل الانبار الموصل الثانية ، ويتم اعلان خلافة الطاغوت فيها ايضا ، الا ان هنالك امر واحد يختلف يكمن بسيطرة الدواعش على الانبار وقربها من العاصمة بغداد، الذي قد يضفي طابعا اكثر خشية وخوف من تلك السيطرة .
ومن الجدير بالذكر ان الاخفاقات الامنية التي تعترض الانبار كانت لها اسباب مختلفة ، تكمن في ترهل الجهاز الشرطوي في الانبار ، حيث اشارت الفديوهات والصور الى ان اغلبية ابناء الشرطة ، لم يصمدوا طويلا امام ذلك الزحف الداعشي ، الذي ينام نهارا ويصحوا ليلا ، ليتلهم ما تبقى من العزيمة ، وليتقل العوائل والمدنيين ، من دون التفريق بين الاطفال والنساء والاقارب .
ترى هل سيكون هنالك نهاية لمأساة الانبار، ام انها ستكون محرقة القوات الامنية وابطال الحشد الشعبي والعشائر المنتفضة هناك، ترى هل سينتفض تجار ساعة الذلة والمهانة ، ترى هل يقف رجال الانبار وابنئها بوجه السرطان الداعش ليعودوا الى اصلهم العشائري، الذي يقضي بضرورة اكرام الضيف والحفاظ على النساء والدفاع عن الاعراض ، ورد المعتدي ، هل ستعود الانبار الى سابق عهدها ، هل ستعود الفلوجة ، هل سيعود العراق من جديد؟؟؟..
لقد كانت الانبار بداية لسقوط الانبار وصلاح الدين وبعض مناطق ديالى ، لقد اضحت الانبار الابن العاق للعراق ، لقد كسرت الانبار جميع الانتصارات التي حققتها القوات الامنية وابطال الحشد الشعبي والعشائر العراقية في صلاح الدين وديالى .
وجميع هذه المعطيات ، توصلنا الى نتيجة واحدة ، ان محافظة الانبار ستكون اعتى واصعب من الموصل ذاتها ، ان الانبار اصبحت مستنقعا للدماء ، لايمكن الدخول فيه ولايمكن ابقائه على حاله هذا، يجب ان تتخذ الجهات المعنية كافة التدابير للحد من استهتار الدواعش بتلك المحافظة .
في الختام يجب توجيه رسالة لكل من يعنيه الامر ان ” بغداد تحتضر بفضل الانبار ودواعشها ، ان العاصمة في خطر ، قد بدات عاصمة الرشيد بالتاكل ، لقد دخل الدواعش الى بغداد، هذه حقيقية يجب ان تقابلها الحكومة بالحزم ، لقد نام الدواعش في احضان العاصمة ، لقد سقطت بغداد جزئلا ، واعتنقت الجراثيم حواضنها ، في جملة من مناطق العاصمة ، ايها المعنيون لقد خسرنا الانبار والموصل وصلاح الدين ، وبغداد تستنجد بكم .