17 نوفمبر، 2024 11:48 م
Search
Close this search box.

هل المهدي موجود في اليابان !

هل المهدي موجود في اليابان !

كل الأديان والأيدلوجيات تدعو الإنسان للخير وان اختلفت دعواتها وأساليبها وتفسيرها للخير فبعض يرى ان عمل الخير هو مقدمة لنيل رضوان الله كما هي الرؤية الإسلامية وبعض يرى ان الخير مطلوب لذاته كقيمة إنسانية تميز البشر عن الحيوان كما هي الرؤية غير الإسلامية فالإسلام مثلا يرى ان الدافع لعمل الخير يجب ان يكون رضا الله ومشروط قبوله بالنية المسبقة لطلب رضوان الله بينما يرى غير المسلمين ان الأهم هو تحقيق المنفعة فمثلا شخص يتبرع بمليارات الدولارات لمرضى السرطان ودافعه ألشهره مثلا فهذا مقبول لان الأهم هو تحقيق المنفعة والهدف الدنيوي بينما المسلم يرى الأخروي ونحن هنا لسنا في صدد بحث وترجيح رؤية على أخرى لكننا نبحث في موضوع الإمام المهدي الذي تؤمن به الأمة الإسلامية على اختلاف فرقها وانه الشخص الذي ولد او سيولد ليحقق العدل والتسامح ويرفع الظلم والحيف عن المستضعفين والمعذبين وانه الشخص الوحيد القادر على في المستقبل على نشر هذا المفهوم وهذا المبدأ ليسود الأرض كلها ,,لدينا تساؤل :هل المجتمع قادر على صياغة نظم ومفاهيم اجتماعية وسياسية واقتصادية نموذجية تجعله مجتمع متماسك منتج متسامح يحب النظام والخير والعمل الدءوب وكأنه خلية نحل كما هو المجتمع الياباني الذي يتعبد اغلبه بالديانة البوذية و(الشنتو) ,, بلغ تعداد سكان اليابان بحلول يونيو 2008 حوالي 127.7 مليون نسمة رسموا للعالم لوحة فريدة من حيث الجمال والانسجام والتلاحم والعمل والنظام ,,اليابانيون اثبتوا للعالم اجمع ان الخير والتسامح والعطاء والعدالة والتنمية يمكن ان تتحقق بدون التعكز والاتكاء على التاريخ والمستقبل بل تحتاج فقط الى شحذ الهمم في الحاضر وتوجيه المجتمع وزرع بذور الخير والتسامح والمحبة في الروضات قبل المدارس لتؤتي ثمارها بعد حين كما هي اليابان الآن,,
لديهم طوائف وديانات وأعياد ومناسبات مختلفة على طول السنة لكن الجميع يحترم الجميع حيث ثقافة تقبل الآخر المختلف وحرية التفكير والعمل والتعبير لا توجد هناك ثقافات الإقصاء والتهميش والدونية ولا يمكن لأحد ان يقرر مصير الآخرين بالنيابة عنهم ,زرعوا المبادئ وتعهدوها بالسقي فأينعت ثمارا أذهلت العالم لونا وطعما ورائحة حتى غدا اليوم اسمهم ملازم لكوكب اليابان لقد تلقوا الصدمة الكبيرة اثر القنبلة الذرية الأمريكية فاستوعبوا أضرار الحرب والدمار وسلموا قيادة بلادهم للكفاءات وأساتذة الجامعات ليرسموا ويخططوا بكفاءة وفاعلية فأصبحوا على ما هم عليه الان ,,هل بالإمكان تعميم التجربة اليابانية على بلدان الشرق الأوسط ؟ أرى انه من الصعب جدا تعميم التجربة اليابانية على مجتمعاتنا الشرقية وبالذات المجتمعات المختلطة بين السنة والشيعة لانها تتكئ على ارث هائل وأرشيف مفخخ ينفجر في اي لحظة حيث الشحنات المتولدة من الخطابات المتشنجة المستمرة عبر الفضائيات التي تساهم في رعاية هذا الأرشيف والحفاظ عليه لتوليد اكبر طاقة ممكنة لاستمرار العنف إلى حين تحقيق نظرية المهدي المنتظر والتي تحققت بعض عناوينها وأهدافها في اليابان ,,لا طريق أمامنا الا ان نذعن ان لا خلاص من هذا الأرشيف الدموي الا بوجود نظام مركزي فوقي يمسك بزمام الفضائيات والخطابات المتشنجة ويزرع بذور التسامح والمحبة وتقبل الآخر كما هو بعاداته وتقاليده ورموزه وزياراته وفرض هذه القناعة على الجميع بالقوة والنظام والقانون الى ان يتقبلها الجميع ذات يوم وتصبح نسق وثقافة عامة بعد تجفيف منابعها ودوافعها وهو امر ليس باليسير في ظل تجاذبات وصراعات محلية وإقليمية .

[email protected]

أحدث المقالات