حينما بدأت اعمال العنف في العراق في منتصف يونيو/ حزيران عام 2014 نزح ملايين من العراقيين من محافظات الموصل وديالى وصلاح الدين والانبار باتجاه مناطق اكثر امنا سواء في اقليم كردستان او بغداد او بعض دول الجوار العراقي كتركيا والاردن، وقد تسببت موجة النزوح المفاجئة هذه بمشاكل كبيرة واربكت الوضع في المناطق التي نزح اليها هذا العدد الكبير، فإقليم كردستان لم يكن مستعدا لاستقبالهم ولا مهيئا لذلك فتوزع بعضهم في بعض المخيمات التي بنتها الحكومة والمنظمات الانسانية، والاخرين سكنوا في بعض الهياكل لأبنية غير مكتملة وما تبقى تركوا في العراء.
رغم ان المشكلة كبيرة والحلول المتاحة لها محدودة لكن اقليم كردستان كان له دور مشرف باستقبال الاف من النازحين وحاول توفير ما يمكن توفيره لهم، وكذلك مساهمة بعض المنظمات الانسانية كالأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الاغاثية كان له دور واضح في التخفيف عن المأساة التي تعرض لها هؤلاء.
اما على الصعيد المساعدات الحكومية فقد كانت محدودة وشابها الكثير من الفساد.
اما وزارة التربية ووزيرها فقد كان موقفهم مشرف لحرصهم على عدم تضييع الوقت واهدار سنوات هؤلاء الطلبة دون دراسة لذا اتخذت وزارة التربية مجموعة من القرارات كان من أبرزها السماح للطلبة النازحين الذين لم ينتظموا بالدوام من اداء الامتحانات من 100 فضلا عن التحاقهم بأقرب مدرسة لسكنهم دون اي تعقيدات.
كما وفرت وزارة التربية 271 مدرسة لهم في المناطق التي نزحوا اليها ووزعت الملاكات التعليمية وجهزتهم بالمستلزمات الضرورية.
فضلا عن توفير عددا من المدارس للنازحين في كركوك وبالتعاون مع منظمة اليونيسيف.
ولم يقتصر دور الوزارة على نازحين الداخل بل ان وزير التربية دعى السفير التركي الى دعم الطلبة العراقيين النازحين الى تركيا وتوفير المستلزمات الضرورية لهم مؤكدا على حرص الوزارة على توفير كافة المستلزمات من خلال التنسيق مع وزارة التربية التركية.
ولم تترك وزارة التربية جهدا الا وبذلته بما يتوفر لديها من امكانيات من اجل مساعدة الطلبة النازحين على اتمام دراستهم.
في النهاية ستنتهي هذه الازمة ولن تستمر الى الابد وسينكشف زيف البعض الذين يتشدقون بالوطنية وسيعرف الدور الايجابي والمشرف لمن وقف مع اهله وابناء شعبه ومن تنكر لهم ونكل بهم والايام دول يوما لك ويوم عليك، فاذا كان لك فاشكر وإذا كان عليك فاصبر، والعاقبة للمتقين، والفوز الحقيقي في الدنيا والاخرة لمن خفف عن كاهلهم وساعدهم بما يستطيع، والخاسر من تشفى بهم وخذلهم.