22 نوفمبر، 2024 11:50 م
Search
Close this search box.

المدنيون الديمقراطيون … في البرلمان … معارضة ضائعة

المدنيون الديمقراطيون … في البرلمان … معارضة ضائعة

بعد الانتخابات في عام 2005 … انشغلت الكتل السياسية بتشكيل الحكومة … وفي حينها كتبت مقالة عنوانها ” اي معارضة نريد” ، وحينها ايضا كنت اعتقد ان الدكتور اياد علاوي بعد خسارته لرئاسة الوزراء سيجنح مع كل من سانده من الفعاليات المدنية الديمقراطية … الى تشكيل معارضة قوية في البرلمان توقف العملية السياسية على اقدامها … ولات ساعة مندم دخل اخونا ابو حمزة بكل رحابة صدر في حكومة وحدة وطنية(كذبة نيسان ) توافقية محاصصاتية بامتياز … ووزعت المناصب على عدد الكراسي لكل كتلة في البرلمان اي اصبح الكل حكومة … وبات البرلمان بلا معارضة … وضاعت معها الديمقراطية … ففي كل دول العالم لادولة ديمقراطية بلا معارضة سليمة بل وللمعارضة قوة الحكومة لكن دون التنفيذ تحت اسم حكومة الظل .

علاوي يتحمل وزر ضياع الديمقراطية في العراق وتفتيت جبهة المعارضة المدنية الديمقراطية ، وهو المسئول تضامنيا عن الكوارث التي حلت بالبلاد ، وحصد مازرع فالركلة التي وجهت اليه في عام 2010 بانتزاع رئاسة الوزارة هي تحصيل حاصل لفشله السياسي ، والمثل القائل من شب على شيء شاب عليه فمن كان عضوا بعثيا يؤمن بالقائد الضرورة ،لن يتنازل ابدا عن حلمه بان يكون هو الزعيم الاوحد ، علاوي فاقد للديمقراطية ولايعرفها ولايعمل بموجبها لامن قريب ولا من بعيد ، فهو طوال العشر سنوات الماضية ولو كان مؤمنا بالديمقراطية لحول حركته ، حركة الوفاق الوطني الى حزب ، ولاجرى انتخابات ديمقراطية فيه … لكن حبه للزعامة مدى الحياة يصطدم مع ادعائه بالمدنية والديمقراطية … بل وان قبوله بمنصب نائب رئيس الجمهورية وهو منصب فخري ، منزوع الصلاحيات ، يكلف خزينة الدولة اموالا طائلة هي حق الفقراء والمهمشين ،ويجلس في مكتب واحد مع عدوه اللدود المالكي ، دليلا قاطعا عن ان الرجل لم يعر يوما اهتماما للمآسي والنكبات التي يتعرض لها الشعب ، بل كان سعيه الدائم واللاهث للمنصب ، وبعد ان حصل عليه فان العراقيين في بردا وسلاما ، وبقي كما وصفته في مقال سابق قبل سنوات ” في العملية السياسية بطرك الدملوجي “.

وبعد ان غسلنا ايدينا من معارضة علاوي ، تعالوا معي لنجمع شتات الحركات والاحزاب الاخرى بضمنها احزاب شمولية لكنها لاباس تدعي الديمقراطية ، والادعاء والتطبيق شيئان مختلفان تماما ، اجتمع العديد منها تحت مسميات شتى ، تحالف وطني ديمقراطي ، تحالف العراق ، وووو…، وكانت انتخابات 2014 ، ماوصل من هذه المجموعات الى البرلمان لايتجاوز اصابع اليد ،وقلنا مع ذلك ،ننتظر منهم ان يشكلوا معارضة ، وخاصة تتبعنا لكريزما العديد منهم خلال السنوات الماضية من خلال ظهورهم في الفضائيات ،وتصريحاتهم النارية ضد الحكومة والفساد والبرلمان ، ورفضهم التام للمحاصصة (كانت ورقتهم للحصول على مقاعدهم في البرلمان) ، واملنا وان كانوا خمسة او ستة ان يشكلوا كتلة معارضة ، وكنا نتوقع فعاليتهم ان تكون ” العيار اللي مايطخ يدوش ” ، ولكن الاخوات والاخوة هؤلاء ، دخلوا المحاصصة ايضا عندما دخلوا لجان البرلمان ، لان لجان البرلمان توزع محاصصة بامتياز ،وبالتالي تصورورا ان هؤلاء سيكونون اعضاء في لجان يكون فيها محمد الحسن او مشعان الجبوري او كاظم الصيادي او حتى حنان فتلاوي … وبالتالي ضاع ابتر بين البتران ،ضعتوا ياتيار مدني ديمقراطي ، ببساطة البرلماني عندما لايكون في لجنة ، يفقد الكثير من امتيازاته ، يفقد مخصصات وايفادات ،وربما مساومات مع الوزراء ، لذلك خفتت اصوات اخواننا متصدري المدنية والديمقراطية بعد دخولهم البرلمان … وضاعت المعارضة ضيعتها الكبرى بعد ضيعتها الاولى على يد اخونا ابو حمزة .

عودة للشارع العراقي ،مملوء بحركات شبابية رافضة للوضع الحالي ومنادية بالتغيير ، لكنها تفتقد لقيادة موحدة ،تعلنها صراحة انها ، جبهة معارضة ، وترفض التفاهم والتوافق مع اي من الحركات والكتل السياسية التي عملت في الساحة بعد 2003 ، وترفض وبشدة المحاصصة وكذبة الوحدة الوطنية ،ويكون من اولوياتها الاقتصاص من كل من بدد مالا عاما او فسد اداريا ،بل وحتى المتضامنين معهم ،حركة مثل هذه وحدها تكون مفتاحا لانقاذ العراق ، ومن ينضم لها سيكون عن حق مناضلا ومجاهدا ،لاتلومه في احقاق الحق لومة لائم ،سيلبس الكفن ويكون مستعدا لكل التضحيات ،فمن تمكنوا من البلاد سيكونون له بالمرصاد ويتحدون لاجل ذلك ، فهولاء كما وصفهم عبد الياسط تركي في البغدادية ( اذا بقت الطبقة السياسية الحالية مهيمنة على العراق ، فالكوارث والمآسي ستكون اكبر واشد ). اللهم هل بلغت الهم فاشهد .

أحدث المقالات