3 نوفمبر، 2024 12:27 ص
Search
Close this search box.

الحكيم يخسر جماهيره بغباء!!

الحكيم يخسر جماهيره بغباء!!

كانت امنياتنا كعراقيين ذاقوا من نظام صدام حسين اشد انواع المرار، ان نرى عراقا خاليا من الحرب ومذاقا عبقا بلا روائح للبارود والدم، سيما بعد ان تحقق للمعارضين حلمهم الابدي بزوال الحكم البعثي، وبعد ان اصبحت ايديهم مبسوطة لاستثمار سقوط البعث، والتربع على كراسي الحكم.
كراسي الحكم وبدلا من ان تكون بوابة خير  اصبحت وبالا وعائقا حجبت الرؤيا عن عراق مضيء كنا وكانوا يحلمون به، بيد انهم تنازعوا على حقوقهم وضيعوها بفعل حركات لا تنم ولا تعطي انطباعا بأهلية القادمين من خلف الحدود ليكونوا قادة التغيير وبناة المستقبل الذي ما يزال مجهولا.
ولعل واحدا من هذه التيارات هو تيار الحكيم او ما سمي لاحقا باسم تيار شهيد المحراب طبقا لقائدهم محمد باقر الحكيم، الذي قتله مجهولون بعد ايام من عودته الى العراق، وربما لو كان حيا الى الان لتغيرت المعادلة برغم شكوكنا بارادة خارجية واستقواء بالخارج واسباب مجهولة كانت وراء حادثة اغتياله.
بفقدان الحكيم الاخ والعم لخليفته الذي صار رئيسا لهذا التيار واقصد به عمار الحكيم، نكون قد وصلنا الى مرحلة ذات مفترق، بلحاظ ان اكثر المستفيدين من تغييب محمد باقر الحكيم كانوا الاخوة الاعداء، ومقصدي هنا يذهب الى قيادات حزب الدعوة المنافس الوحيد فكرا وجماهيرا للحكيم وحزبه، فكل ما عمله الزعيم الذي تسلم قيادة تيار الحكيم ( عبد العزيز الحكيم ) انه اسس لثقافة خاطئة انتجت تمسك حزب الدعوة بمنصب رئاسة الوزراء برغم عدم أهليتهم وبرغم تآمرهم على العملية السياسية التي باتت عرجاء لا تقوى على المسير، فالحكيم ابو عمار انشغل ببناء علاقات داخلية بين سنة طامعين بالمناصب وبين كرد يعشقون مصالحهم وذلك كله كان على حساب البناء الداخلي لحزب الحكيم، وفي الجهة المقابلة فان حزب الدعوة بدأ بنسج بيت العنكبوت على ارض خصبه هيأها الحكيم لهم وضربوا مشروعه عرض الجدار.
التقارب بين السنة والشيعة والكرد لم يكن تقاربا فاعلا برغم ان الشيعة كان مكسبهم رئاسة الوزراء، الا ان التصرفات الغبية لبعض القيادات واستغلالها من قبل اعداءهم جعل الحكيم يظهر بمظهر الراعي الرسمي للدولة الكردية وان اي طمع كردي في العراق سيكون للحكيم دورا فيه، مما افقد تيار شهيد المحراب كثير من انصاره.
الحكيم عليه ان يعي ان المرحلة مرحلة الكسب الاعلامي ، وان اي تصرف ولو كان بحسن نية سيكون ذا تأثير سلبي على جماهيره وعلى المؤمنين بخطه فالاعداء لا يتعاملون مع حسن النوايا الا بخبث.
نصيحة للحكيم ان يجتمع بوزراءه وباعضاء كتلته وان يطالبهم بمعاملة الكرد بمثل ما يعاملونا فلا نفط بدون اتفاق ولا رباضة بدون المركزية، ولا طيران بدون مقابل ، أملي ان تكون رسالتي وصلت لمن يعنيه الامر.

أحدث المقالات