أزمة سياسية لاقتحام المليشيات النخيب تنفيذا لاجندات ايرانية!

أزمة سياسية لاقتحام المليشيات النخيب تنفيذا لاجندات ايرانية!

يجري ساسة عراقيون اتصالات لتطويق تداعيات دخول حشود من المليشيات الشيعية قادمة من محافظة كربلاء الى ناحية النخيب السنية بمحافظة الانبار المجاورة بعد 48 ساعة من اناطة مسؤولية الامن فيها الى قوات الفرات الاوسط المكلفة بامن المحافظات الشيعية بدلا من قيادة البادية والجزيرة المكلفة بأمن المناطق الغربية السنية التي كانت تابعة لها.
فقد بحث رئيس مجلس النواب العراقي سليم الجبوري اليوم مع رئيس الوزراء حيدر العبادي تطورات الملف الامني لناحية النخيب التابعة لمحافظة الانبار السنية والتي انيطت مسؤوليتها بقيادة الفرات الاوسط للمحافظات الشيعية داعيا “الى طمأنة المواطنين بان الاجراءات الامنية الاخيرة في الناحية تتعلق بالجانب الفني ولا تحمل اي ابعاد جغرافية” في اشارة الى مخاوف اقتطاعها من محافظة الانبار وضمها الى محافظة كربلاء كما تطالب حكومتها المحلية.
واكد رئيسا البرلمان والحكومة على اهمية الاخذ بنظر الاعتبار الاوضاع الامنية في محافظة الانبار وتوحيد الجهود في محاربة تنظيم داعش الارهابي حيث اتفقا على استمرار التشاور بهدف تطويق اي مشكلة قد تنتج عن تلك الاجراءات” كما قال بيان صحافي برلماني تلقت “أيلاف” نسخة منه الاربعاء.
وجاءت هذه المحادثات بعد ساعات من اعلان حكومة الانبار المحلية دخول قوات كبيرة من مليشيات الحشد الشعبي الشيعية الى ناحية النخيب قادمة من كربلاء.
وقال مجلس محافظة الانبار في بيان اليوم ان “ناحية النخيب (400 كم جنوب غرب الرمادي)، والتي تربط الانبار بكربلاء مؤمنة بالكامل وتحت سيطرة قوات الجيش والشرطة والامن الوطني وبقية القيادات الامنية الاخرى”.. موضحا ان “جميع الادارات فيها تعمل بصورة طبيعية ولم يدخل اليها تنظيم داعش”. واضاف المجلس انه “تفاجأ بدخول قوات كبيرة من الحشد الشعبي الى ناحية النخيب وتمركزهم فيها دون علم مجلس الانبار والحكومة المحلية فيها وهي قادمة من محافظة كربلاء”. وطالب المجلس رئيس الوزراء والقائد العام للقوات المسلحة حيدر العبادي بأصدار اوامره بسحب قوات الحشد الشعبي من ناحية النخيب واعادتهم الى كربلاء .. مشددا على ان الناحية لا تحتاج الى تواجد قوات الحشد فيها .
وجاءت هذه التطورات اثر قرار الاثنين الماضي بأناطقة مسؤولية الامن في النخيب الى قيادة عمليات الفرات الأوسط بالمكلفة بأمن المحافظات الشيعية وسحب هذه المهمة من قيادة البادية والجزيرة المكلفة بأمن المناطق السنية .
ولتبرير هذا الاجراء فقد ادعى عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة كربلاء محمد الموسوي إن “معلومات استخبارية أكدت خلال الأيام الماضية نية عناصر تنظيم داعش الإرهابي مهاجمة منطقة النخيب والسيطرة عليها وعزلها عن الأنبار تمهيداً لمهاجمة كربلاء” .. وقال أن “نحو 250 كم من حدود كربلاء الغربية متاخمة للأنبار وأن التهديد الامني الأكبر للمحافظة يكمن في منطقة النخيب الحدودية”. واوضح أن “ناحية النخيب أصبحت عسكريا ضمن قاطع مسؤولية قيادة عمليات الفرات الأوسط وتم تأمينها تماماً ولم يعد بإمكان الارهابيين التقرب منها”.

الاصابع الايرانية ليست بعيدة
ومن جهته اكد مصدر عراقي عليم بجغرافية المنطقة في حيث مع “أيلاف” مفضلا عدم ذكر اسمه لحساسية الموضوع ان السيطرة الشيعية على ناحية النخيب تأتي ضمن الاستراتيجية الايرانية لقطع الصلة بين الأنبار وعشائرها والمملكة العربية السعودية والأردن وفرض طوق شيعي حول السعودية من جهة العراق من خلال الحاق النخيب بمحافظة كربلاء وبشكل تصبح المحافظات العراقية ذات الأكثرية الشيعية على تماس مباشر مع الحدود السعودية والأردنية بحيث تملك إيران طريقاً آمناً عبر المحافظات الشيعية في جنوب العراق ووسطه للوصول الى هناك.
وتقع ناحية النخيب في وسط الصحراء العراقية الغربية وكانت تابعة إلى قضاء الرطبة والتي تبعد عنها بمسافة تصل إلى حوالي 270 كم و 100 كم عن الحدود السعودية العراقية ما أكسبها أهمية لوقوعها على طريق الحج البري واستراحة الحجاج إلى بيت الله الحرام والذي يعد منفذاً ومفتاحاً مهما لمحافظة الأنبار مع المملكة العربية السعودية.
أما على المستوى الاداري فقد كانت النخيب قرية تابعة إلى ناحية الرطبة منذ عام 1946 وجزءاً من البادية الشمالية وكانت شرطتها تتبع شرطة البادية العربية في الرطبة منذ تأسيس الدولة العراقية عام 1921. ثم أصبحت ناحية عام 1960 وترتبط بقضاء الرطبة التابع لمحافظة الأنبار لغاية عام 1978 حين ضمت لمحافظة كربلاء ولمدة 14 شهراً فقط بعد الأزمة التي حدثت بين وجهاء عشائر النخيب وحكومة الرئيس العراقي الاسبق أحمد حسن البكر وقد كان الغرض منها معالجة إدارية مؤقتة وقد انتهت في حينها .. حيث أعيدت عام 1979 إلى محافظة الأنبار لتكون تابعة إلى قضاء الرطبة.
وينتمي أغلب سكان النخيب إلى قبيلة عنزة وبعض عشائر شمر والدليم والشريفات السنة ويبلغ عدد سكانها نحو 100 ألف نسمة. وتعد النخيب من المناطق الغنية بالثروات الطبيعية غير المستغلَّة بعد وكانت الحكومة العراقية قد وضعت خططاً لحفر آبار استكشافية فيها حيث تشير الدراسات الى وجود 200 مليار برميل من النفط تحت رمال صحراء النخيب والرطبة لكن غزو العراق عام 2003 حال دون ذلك .
وتحيط بالنخيب من الشمال مدن الهبارية والكسرة والرطبة ومن الشرق مدن الرحالية وكربلاء والعامرية والفلوجة .. وهي في الوقت الحاضر مركز كبير للمطاعم ومحطات الوقود على الطريق السريع المؤدي للأردن وسوريا.
يذكر ان محافظة الأنبار تقع في نهاية القسم الغربي من العراق وتبلغ مساحتها 138579 كم مربع وهي تحتل المرتبة الأولى من حيث المساحة بين محافظات البلاد حيث تشكل نسبة 32% من مجموع مساحة العراق.

أخبار ذات صلة

أخبار ذات صلة