24 ديسمبر، 2024 2:32 ص

علامة إستفهامٍ عسكريةٍ  عن معركة بيجي !

علامة إستفهامٍ عسكريةٍ  عن معركة بيجي !

1/ صرّح كبار قادة البنتاغون مؤخّراً أنّ المعركة التي تخوضها القوات العراقية في ” بيجي ” تسير في الإتجاه الخطأ . وحسناً , ماذا واين دور المئات من الجنرالات والمستشارين العسكريين الأمريكان في العراق والذين يراقبون المعركة عن كثب , لماذا لا يرشدون القادة العسكريين نحو الأتجاه الصحيح او الأتجاه المعاكس .! وما الفائدة المرجوّة منهم .؟ ولا ندري ما هي الأمتيازات التي يتمتّعون بها مقابل التزامهم المخلص بالصمت المطبق .!
2 من المعروف ومن المسلّم به أنّ معارك المدن هي من اصعب انواع المعارك في العالم , وتليها معارك الغابات < كما في حرب فيتنام التي صعبت على الفرنسيين اولا ثم على الأمريكيين ثانيا وكبّدتهم خسائراً فادحة , أمّا ” حرب الصحراء ” فيطلق عليها وفق تعبيرٍ عسكريّ خاص بِ < جنّة القائد > وذلك بسبب سهولة رصد الأهداف المعادية , ولأنها تمنح قابلية المناورة لكلا الجيشين المتقاتلين ” او لأحدهما على الأقل ” حسب الطبيعة الطبوغرافية للمنطقة التي تكون مسرحاً للعمليات , ولكنّ المعركة في ” مصفاة بيجي ” هي الأصعب من كلّ انواع الحروب والمعارك الأخرى : – فالمصفاة تمتد لمساحة واسعة , وتضمُّ منشآت وانابيب نفطية متداخلة , بالأضافة الى احتوائها على خزانات ومستودعات واجهزة عملاقة فضلاً عن المباني المستخدمة لأغراضٍ فنية وكيمياوية وغيرها .
كلّ ذلك جعل من المصفاة موقعاً دفاعيا وكأنها قلعة شديدة التحصين ولا يمكن اختراقها , وجعلها ايضا تتحكّم بنتيجة ومصير اية عمليات هجومية تتعرّض لها < الى حدٍّ ما > , ولا شكّ أنّ القوات العراقية قد بذلت تضحياتٍ جمّة وقدّمت ما قدّمت من الشهداء , وهنالك اصرار لدى القيادة العسكرية العراقية على دحر الدواعش و استرجاع المصفاة بأيّ ثمن , ولكنّ السؤال ال : SUPER STRATEGY الذي يختزل التضحيات والشهداء والجهد العسكري السابق واللاحق هو : – < لماذا لا يجري قصف محيط مصفاة بيجي بغاز مخّدر ” لعدة دقائق ” بواسطة المقاتلات الأمريكية , وتقوم القوات الخاصة العراقية خلالها بالأنقضاض على الدواعش في المصفى ويجري حسم المعركة بالكامل .! , وأما م هذه العملية المفترضة والفعالة لابد أن نشير الى بضعة عوامل : –
A – إنّ المصفاة لا يوجد فيها سكّان مدنيون
B – لا يمكن والحالة هذه اعتبار مثل هذا القصف بمثابة ” الأسلحة الكيماوية المحظورة ” حيث أنّ بضعة دول اوربية استخدمته في الأنقضاض على خاطفي طائراتٍ مدنية خلال نصف القرن الماضي , ثم : مَن ذا الذي يحاسب امريكا في ذلك وهي تقصف الدواعش .!
C – لاشكّ أنّ السادة الأمريكان على دراية مسبقة بذلك ” ولعلّهم ” يبتغون إطالة المعركة مع الداعشيين , وأنا شخصياً لا أُقسِم بصوتٍ عالٍ في ذلك
D – كانت وما برحت تمنياتي ورغباتي أن تطلب القيادة العسكرية العراقية من الأمريكان < عبر وسائل الإعلام > تنفيذ هذه الضربة بالغاز المخدّر للأعصاب , وبعدها لتغدو ردود الفعل الأمريكية كمادة صحفية تتناولها وسائل الأعلام بالطول وبالعرض .!