26 نوفمبر، 2024 2:27 م
Search
Close this search box.

العراق : الصحافة المستقلة تعدم نفسها

العراق : الصحافة المستقلة تعدم نفسها

اثار استغرابي واستغراب العديد من المختصين بالشأن الاعلامي والصحفي اجتماع عدد  رؤساء تحرير صحف مستقلة من بينهم رئيس تحرير صحيفة ( الصباح الجديد، والمشرق ، والدستور، والزمان، البينة الجديدة، المستقبل). في بغداد ومطالبتهم الحكومة اولا ، والبرلمان ثانيا من خطورة انهيار الصحافة المستقلة في العراق بسبب الوضع المادي المتردي الذي تعانيه .
ويقول الخبر الذي نشره موقع الشرقية ”  حذر رؤساء تحرير الصحف العراقية المستقلة الاكثر انتشارا من تداعيات الإهمال والفساد على واقع عمل الصحافة المستقلة التي تعاني أزمة مالية حادة بسبب ضعف موارد الإعلان وتجاهل الوزارات والمحافظات تعليمات وزارة التخطيط الخاصة بضوابط نشر إعلان المناقصات والمزايدات الحكومية . ولفت رؤساء تحرير الصحف المستقلة خلال اجتماعهم في بغداد انظار جميع الجهات ذات العلاقة والمعنية بالشأن الصحافي الى خطورة الموقف والانهيار الوشيك الذي تتعرض له داعين مؤسسات الدولة للقيام بواجبها من خلال إيجاد حلول طارئة تنتشلها من مشكلاتها وتمنع تسريح مئات الصحفيين عن العمل ضمن الإجراءات الاحترازية التي قد تلجأ لها منعاً لوقوع الكارثة . وهدد المجتمعون باللجوء لخيارات صعبة اضطراراً بسبب عدم القدرة على الاستمرار بإصدار الصحف ومنها الاحتجاب الشامل عن الصدور وتنظيم اعتصامات سلمية ومخاطبة المنظمات الاقليمية والدولية . وشارك في نقاشات الاجتماع رؤساء تحرير كل من صحف المشرق ، الدستور، الصباح الجديد ، الزمان ، البينة الجديدة ، المستقبل ، اضافة إلى المستشار القانوني لنقيب الصحافيين ، كما أبقى المجتمعون الباب مفتوحاً أمام الصحف المستقلة الأخرى للانضمام إلى تجمعهم .
 من حق رؤساء الصحف ان يطالبوا بانصافهم في توزيع الاعلانات فضلا عن مطالبتهم البرلمان ان يشرع للصحافة العراقية قانون لدعمها بدون تدخل الحكومة وان يكون الدعم من اموال الشعب كما قانون شبكة الاعلام العراقي، لكن ما في الامر ريبة ان الصحف المستقلة لم تعد فيها استقلالية بمطالبتهم الحكومة وعلى رئسها الدكتور (حيد العبادي )ان يدعمهم وهذا ما اؤكده على شاشة قناة البغدادية رئيس تحرير الدستور باسم الشيخ انه اتصل بالمكتب الاعلامي لرئيس الوزراء وطالبه بالدعم ناهيك عن عمود اسماعيل زاير في الصباح الجديد تجد مطالبة مباشرة من الحكومة ان توفر المال لصحيفته .
 هذا الامر كان معمولا به خلال الحكومات السابقة باعطائهم الاكراميات والمنح المالية ، لكن ذلك لن يكن بلا مقابل فعلى الصحيفة ان تكون بوقا اعلاميا لرئيس الحكومة ، ومع الاسف هذا ما اعتمده رئيس الوزراء السابق نوري المالكي خلال فترة حكمه التي استمرت ما يقارب ثمان سنوات .
الصحافة هي احدى الاسس الاولى لدعم الديمقراطية عند تشخيصها مواقع الخلل في مفاصل الدولة وعملها وفضح المفسدين ، لكن اليوم صارت صحافتنا للاسف للارتزاق ،والاستجداء ، بل هنالك صحافة عائشة على الابتزاز ، بالامس كانت تهاجم ، واليوم صارت تمجد .
الكثير من المتابعين وقراء المنشور الصحافي تجد ان ثقافة النقد البناء بالاسس العلمية غابت بل انعدمت وصارت اما تهليل وتمجيد ، او هجوم واساء وشتائم وهذا لايمكن ان يكون عملا صحافيا .
ان من جعل اغلب الصحفين المحلين خاصة ينظرون للحكومة بعين الارتزاق يقع اولا واخرا عاتقه على نوري المالكي الذي امتلك نقابة الصحفين العراقين العملاقة بعطاياه ومنحه وخاصة المنحة السنوية للصحفين .
ان العمل الصحافي ونقاباتها واتحاداتها بعيدتا كل البعد عن الحكومة وجزاياها وعطاياها ،لكن تستلم المنح من البرلمان لانه اموال الشعب . وذلك لان الاعلام السلطه رابعه فهذه السلطه تفقد بريقها بعد استلامها الاموال من الحكومة والسبب معروف .
قرب الانتخابات التشريعية البرلمانية الاخيرة في العراق اتصل بي الزميل والصديق مستشار المالكي الاعلامي علي الموسوي وقال لي بالحرف لك بشرى قلت ماهي قال هنالك منح لكم رؤساء تحرير وكالات الانباء لتغطية مصاريف عملكم فاجبته من اين قال من عند رئيس الوزراء فرفضت ويمكن ان تسالوه ،فسالني بالقول” الكل فرح بالخبر انت لماذا ” فاجبته لوكان من البرلمان مشرع بقانون وافقت لكني لا اخذا من رئيس حكومة مرشح للانتخابات مقبلة وانا احرر لوكالة انباء وهي مصدر الخير ( اصوات ) ماذا تريدون من ذلك ..؟ الغبي يفهما .
الصحافة العراقية اليوم تقف على مفترق طرق خطير وعلى رؤساء التحرير ان يغيروا في خطابهم وان يعرفوا من يخطابون والا سنكتب على صحافتنا السلام وسنعدمها فعلا .

أحدث المقالات