تؤكد مصادر مخابرات غربية ان المخابرات الروسية تحت ظلم زعيمها بوتين هي من أنشأت داعش وروجت لها، ووفرت لها مستلزمات الاعداد والرجال والعقيدة ” الإسلامية ” المتطرفة، كونها ( التنظيم ) الاكثر ملائمة لخوض كفاح مسلح ولكن ليس على الطريقة الشيوعية ، بل عن طريق نشر جناح خاص من ” الاسلام المتطرف ” يتوافق مع رغبة التنظيمات السنية ، بعد ان يكون قد استفاد من خبرات رجال من دول سابقة في الاتحاد السوفيتي ومن أفغانستان وتركمانستان ، وقد تم تجنيدهم من قبل المخابرات الروسية ليكونوا البدلاء للتنظيمات الاسلامية المتطرفة التي نشأت في سوريا والمنطقة، وليكونوا البديل المنتظر للقاعدة التي أرسى دعائمها الغرب وساندها إبان المواجهة مع الاتحاد السوفيتي السابق.
وتذهب المصادر الاستخبارية الغربية التي لم تفصح عن هويتها الى ان روسيا عندما وجدت ان مصير النظام السوري بعد حربه مع المعارضة في بلاده أصبح في خطر، وبعد توفر ملاذات التطرف المذهبي في العراق ومناصرة روسيا لايران وشيعة العراق ضد التوجهات الامريكية ولايجاد موطيء قدم لها في المنطقة فقد وجدت روسيا ان افضل من يوفر لها غطاء التحرك في الساحة السورية والتناغم مع التوجهات والتنظيمات السورية المناهضة للاسد والدخول في توافق معها هي اقامة تنظيم اسلامي متطرف يدعو في ظاهره الى محاربة النظام السوري ، لكن الهدف هو تشويه صورة هذه التنظيمات لكل تدخل الى الساحة السنية العراقية وتقوض دعائمها داخل محافظاتها بدعوى مناصرة المذهب السني، وقد نجحت روسيا في الاعداد لهذا التنظيم وفي انتشاره الواسع ومدته بكل وسائل الدعم من اسلحة ومعدات وخبرات وحتى وفرت له الايدلوجيا المناسبة لاثارة التطرف المذهبي ، من قيادات دينية متمرسة ارتبطت بعلاقات وطيدة مع المخابرات الروسية منذ امد ليس بالقصير ووجدت في افكارها فرصة لان تكون المرتكز المستقبلي للانتشار ودخلت في حرب مع تنظيمات سورية معارضة من اجل تفرقة صفوفها وتشتيت قواها واستطاعت بذلك اخماد الثورة السورية ضد نظام الاسد ومن ثم تفتيتها ، وما حصل للمعارضة السورية من انشقاقات وتصارع قوى يدخل في هذا الاطار، وقد شنت داعش هجمات فاعلة استطاعت اخماد الثورة السورية حتى فقدت بريقها في المواجهة مع قوات الاسد، واستطاعت روسيا ان تحفظ نظام بشار الاسد من السقوط والبقاء بالرغم من انف الغرب الساعي الى اسقاط هذا النظام، وكانت داعش هي من اسهم بتحسين صورة النظام السوري امام الغرب على انه يصارع التطرف، حتى استطاع الافلات من رغبة الغرب باسقاطه، وكانت ايران من اكثر الداعمين لتنظيم داعش في الاراضي السورية وقدمت طهران الدعم والاسناد الكافيين لكي تبقى داعش البعبع الذي يقوض دائم المكون السني العربي ، واستطاعت اقناع ايران قبل اكثر من خمس سنوات بتقديم التسهيلات والمعونات لنشأة هذا التنظيم المتطرف، الذي راح يكبر بسرعة واتخذ من المذهب السني ملاذا آمنا لتوجهاته ، ليخدم خطط روسيا وايران في تركيع المكون السني العربي واحداث الفوضى والاضطراب في محافظاته، حتى تحقق هذا الحلم للروس وايران على حد سواء وما حدث من توغل لداعش في العراق هو حصيلة الدعم الروسي السوري الايراني لهذا التنظيم ، ووفرت له كل مستلزمات القوة والانتشار حتى اصبح اخطبوطا يتمتع بكل هذه الضراوة والوحشية التي هي عليها الان.
ومن المشرفين على الاعداد والتنظيم من وجهة نظر متابعين لتوجهات هذا التنظيم السلفي شخصية اسلامية روسية ذات جذور شيشانية تدعى يوري اسلاموف، لها ارتباطات مباشرة مع المخابرات الروسية وتتلقى منها كل الدعم والمساندة ووضع السيناريوهات، ولديها علاقات واسعة مع اطياف سلفية من دول مختلفة وهي تمارس عملها من خلف الاضواء، وترسم خطط العمل وتنفذ التوجيهات شخصيات “اسلامية ” من دول الاتحاد السوفيتي السابق ممن كانت لديها تعاملات مع شخصيات اسلامية في المنطقة وقد عملت في اكثر من دولة عربية وبخاصة في سوريا التي تعد مرتع الشخصيات الاسلامية المرموقة، وقد كانت علاقتها وطيدة بجماعات داعش وهي من أشرفت على تأسيسها ونموها ومن ثم وصولها الى هذا الحجم الهائل من التنظيم والاعداد.
وتلتزم روسيا الصمت ازاء تحركات داعش وخططها، وهي التي تركت هذا السرطان ينمو لسنوات الى ان جاء الوقت الذي انتشر فيه كالوباء الذي يهدد المنطقة بأسرها..وهدفها مواجهة المخطط الاميركي الغربي باستهداف روسيا ومحاولة سحب البساط الديني الاسلامي من تحت قدميها بعد ان كانت تستخدمه الولايات المتحدة في مواجهة المد الروسي في السبعينات والثمانينات ، وقد رعت تنظيم داعش ووفرت له كل سبل الدعم والمساندة؛ حتى وصل الى هذه المرحلة التي اصبح فيها مصدر تهديد للمنطقة، وقد قدم خدمات لروسيا وايران التي ساندت هي الاخرى هذا التنظيم ورعته ، حتى وصل الى مرحلة تعد بالنسبة لروسيا الحلم الاسطوري الذي حقق لروسيا معالم قوة ونفوذ لم تحلم بها منذ عقود.