يقول ابو الطيب :
إني لأ فتح عيني حين افتحها
على كثير ولكن لا أرى أحدا
وهذا ينطبق اليوم تماما على من يفتح عينه فيرى رقما مهولا لعدد الصحفيين في العراق الديمقراطي يتجاوز العشرون الف عضوا في نقابة الصحفيين وحدها ناهيك عمن لم ينتموا لها او ارتضوا الانضمام لتشكيلات مهنية غيرها لكن في الوجود الفعلي لاترى هذا الرقم المهول المرعب ويستطيع الناظر رؤية صحفيين حقيقيين تتناثر اسمائهم على الصحف والمجلات والمواقع الالكترونية والقنوات والاذاعات لكن هذه الرؤية تجلب الالم للناظر والمرارة من واقع نقابة يفترض انها أسست على احتضان الصحفيين والدفاع عن حقوقهم والسعي للحصول على مكاسب لهم اسوة بالمواطنين الاخرين العاملين في قطاعات اخرى ولست متوفقا عند زمن وغاية تأسيس النقابة من قبل العسكر الذين يسقطون الانظمة بمجرد ركوب الدبابات واقتحام القصر الملكي او الجمهوري والذين يحتاجون النقابات والاتحادات مثلهم مثل كل الانظمة الشمولية والديكتاتورية كواجهة للنظام وفخ لصيد او عرقلة الاقلام المعارضة للاستبداد وتسليط اتباعهم على مقدرات النقابات والاتحادات كما حصل ايام حكم حزب البعث انما اريد التوقف عند نقابة الصحفيين في الزمن الذي يفترض به ان يكون ديمقراطيا كما يدعي البعض وأسأل ماهي التغيرات التي طرات على نقابة الصحفيين في الزمن الديمقراطي ؟ بعد انتقال العراقيين وبضمنهم الصحفيون من النظام الشمولي للنظام الديمقراطي ؟ وماهي المتغيرات التي ادخلت على نظام النقابة الداخلي بعد التغيير ؟ ان كان الجواب بالنفي وهو الحاصل فعلا فمعناه ان الصحفيين لازالوا يعانون من وطأة النظام الديكتاتوري وان النقيب ومجلس النقابة تابع للحزب الحاكم وان مايقام من (حفلات ) انتخابات هي امتداد لانتخابات ذلك الزمن تدرج الاسماء باوامر حزبية سرية وتوضع صناديق اقتراع للارائة وذر الرماد بالعيون ويعلن فوز المجلس ونسب الاصوات كتحصيل حاصل ويعمل المنسبون (المنتخبون ) وفق ماتمليه عليهم الاوامر الحزبية الصادرة من الحزب الحاكم لا وفق ماتمليه عليهم مهنيتهم المفترضة ومسؤوليتهم المزيفة امام من انتخبهم ومن يقول غير ذلك ويعدد منجزات تثير الشفقة قبل السخرية حصل عليها الصحفيون كقطع الاراضي كمثال ليس للحصر سيكون الرد نعم حصل صحفيون على قطع اراضي لكن من هم ؟وكيف حصلوا ؟ الاجابة حتى في ايام نقابة ( عدي ) حصل الصحفيون على قطع اراضي باجمل واغلى الاماكن سواء في العاصمة او المحافظة لكن منهم الذين حصلوا ؟ تاكيدا صحفيين لكن من الذين يدورون في فلك النظام فقط وليس من يجاهرون بمواقفهم وارائهم التي لا ترضي النظام وحتى الدعوات والمؤتمرات والسفرات المهنية لايشترك بها من باء بغضب النظام , ولو تجاوزنا كل هذا لماذا لايتم تغير النظام الداخلي للنقابة وادخال مسحة ديمقراطية عليه ؟ ايعقل ان يبقى نظام داخلي ساري المفعول في زمن ونظام يختلف عن زمن ونظام كتابته ؟ ولو قارنا بين الامس واليوم اذ كان عدد الصحفيين لا يتجاوز بضع مئات يوم كتب النظام الداخلي واليوم يتجاوز العدد العشرين الف فهل يكفي (6 ) اشخاص مجلسا للنقابة ؟ والحكومة الديمقراطية قامت بالغاء كل قوانين العهد البائد لكنها سكتت او غضت الطرف عن نقابة الصحفيين وقانونها .. لماذا ؟ هل تريدها نقابة موروثة من العهد الديكتاتورية لكي تتبع الحاكم ؟ او ان رجال التشريع في الزمن الديمقراطي عجزوا عن تشريع قانون لنقابة الصحفيين ؟ ربما رغبة الحكومة برؤية صحفي مكبل وخائف ورازح تحت قوانين ديكتاتورية تراه افضل من صحفي حر يرصد الخطا ويشير له ويطالب باصلاحه لكي لا يسبب لها صداع ؟ في دستورنا الديمقراطي مكتوب (الشعب مصدر السلطات ) و( مجلس النواب هو الجهة التشريعية الوحيدة ) ومنذ تشكيل مجلس النواب ولدت فيه لجنة اسمها ( لجنة الثقافة والاعلام ) ماذا انجزت هذه اللجنة بهذا الخصوص على مدار السنوات الماضية ؟ .