{إستذكارا لدماء الشهداء التي ستظل تنزف الى يوم القيامة، من أجساد طرية في اللحود، تفخر بها أرواح خالدة في جنات النعيم، أنشر موسوعة “دماء لن تجف” في حلقات متتابعة، تؤرخ لسيرة مجموعة الابطال الذين واجهوا الطاغية المقبور صدام حسين، ونالوا في معتقلاته، خير الحسنيين.. الشهادة بين يدي الله، على أمل ضمها بين دفتي كتاب، في قابل الايام.. إن شاء الله}
“حسبي الله ونعم الوكيل” قال أمام كركوك.. حسن شبر، حين جيء اليه بجسد نجله الشهيد المُهندس السيّد رياض السيّد حسن شُبّر، الذي إعتقلتهُ السلطة البعثية الجائرة في العام 1979، وأذاقوه صنوف العذاب ثُمّ أعدموه!
إستجاب المهندس الشهيد، منذ بواكير يفاعته، لأفكار والده، المكلف شرعيا من آيات الله العظمى، مجتهدي الحوزة العلمية في النجف، بإمامة أهل كركوك؛ على إعتبار أنه أقدر من سواه على مخاطبة أبناء جلدته التركمان.. الكرماء بطيبة لا متناهية، إخلاصا في الولاء المطلق، لله ورسوله ودينه.ز الاسلام حنيفا!
بدءاً بأبنائه الاقربين؛ تأثر المهندس رياض به، متحمسا لأفكار حزب الدعوة الاسلامية، نظريا وعمليا؛ حد الاستشهاد العملي فيها؛ من أجل المؤمنين عموما، بمواجهة رجس الطغاة.
كم حياة إستقامت، نبتت ونمت وأورقت مزهرة من نشر رياض لأفكار الامام محمد باقر الصدر، بين شباب كركوك.ز يتداولها ذوو الوعي الحسن؛ إذ إلتحق الامام الصدر بهم، وقد سبقوه.. بضعة أشهر، الى جنان النعيم، خلودا.
فيوم سيق مغلول الكبرياء، بقيود جلاوزة مديرية أمن كركوك، شعر والده شبر الكبير، بهمس رباني يوحي له بأن في موت إبنه حياة لأولي الالباب؛ فأجيال إلتفت حول “الدعوة” غير آبهين بدولاب الدم البعثي، الدائر بأجساد المؤمنين.
جرى التحقيق داخل دهاليز المعتقل، بفظاعة مروعة الوصف، لكنه عاشها غير آبه، وفق التقارير الواردة.. محفوظة في ملفات الامن العامة، التي إنتقل اليها.. محطة؛ إرتقى منها مدارج الأثير، الى السماء السابعة، مترعا وسط قصره المنيف بين الانبياء والرسل والأولياء والصديقين، شهيدا خالدا في الجنة.
الا ان البعث لم ينقطع عن ملاحقة ذويه؛ ينغص حياتهم؛ ثأرا من ترفعهم عن همجيته الفاسدة، التي أحبطتها عصمة المؤمنين.. تعدم وتلاحق الاحياء من ذوي المعدومين؛ لكن المعارضة تتفاقم، خطرا يداهم بغيهم.
تبت يدا عفلق وتب من إتبع إلحاده الوالغ بدم المؤمنين.