23 ديسمبر، 2024 11:16 م

بزيبز وفرصة الاصلاح

بزيبز وفرصة الاصلاح

قد يكون الحديث عن معبر بزيبز مثيراً للجدل، لكنه حدث ارتقى الى مصاف الكوارث الانسانية والسياسية، فالنزوح العظيم الذي شكل صدمة للفرد العراقي وتناكفا طائفياً وسياسياً، لم يكن إلا كارثة أضحت علامة فارقة في ذاكرة تاريخ بات يستوعب الكثير من المصائب.

وبالعودة الى بزيبز باعتباره حدثا عرى الكثيرين امام محنة شعب لا يمكن غفرانها، فإننا نجد أن النخبة الحاكمة بكل طوائفها ليس لديها مرتكزات ثابتة بشان خلافاتها لأن الكل يرغب بالسيادة المطلقة، لبلد بدأ يستنفذ كل امكانياته، ربما حتى الاخلاقية منها.

ويستوقفنا بشدة موقف القادة السنة، فسياستهم في احتواء الازمات وحلها غير واضحة وتحتاج الى بوصلة تمكنهم من تلمس الطريق لهم ولناخبيهم، لكني هنا لا ابخس حقهم، فلديهم من المفكرين والقادة الكثير الا ان خلافات السلطة والمنصب ضيعت عليهم خطوات واجراءات كان يفترض ان يحرصوا من اجل تنفيذها واحقاقها.

وعلى أساس هذه الظروف، يجب التاكيد على عملية الاصلاح السياسي، فكما هو معروف ان الاصلاح عادة ما يتم في ظروف الازمة التي من الممكن اعتبارها نقطة انطلاق لتجاوز الخطر أو تحديات الوضع الراهن من خلال استثمار الممكنات والتصدي لها عبر شخصيات يمكن الاعتماد عليها في حل الازمات.

التشخيص لا يتطلب الكثير من الوقت، لأن الساحة السنية لا توفر خيارات كثيرة، وبالتالي يمكن حصرها بشخصية او شخصيتين، وقد يكون امثلها سليم الجبوري، فهو يكاد يكون الوحيد الذي يمتلك المؤهلات والمقومات من اجل اعادة التوازن داخل المكون السني وقيادته خلال المرحلة المقبلة، فما يمتلكته الجبوري قد يمتلكه الاخرين لكن بفارق بعض الاستثناءات وأهمها مقبوليته الجيدة لدى الجمهور العراقي وممثليه بكل مكوناته.

وعليه فان امام الرجل الكثير من العمل، وهو قادر على اتمامه بالشكل المناسب، اذا توفرت له الادوات والامكانات التي يوفرها لها منصبه ومكانته لدى الشارع العراقي السني تحديداً الذي بات يثق به دون غيره من القادة الذين حيدوا جهودهم باتجاه رغباتهم الشخصية.

سليم الجبوري الذي يقول مراقبون أنه يعمل بتأني ودقة في خطواته، لحل المشكلات دون اثارة المكونات الاخرى، وبالوقت نفسه يسعى بقوة وحزم لمساعدة ناخبيه وجمهور السنة بالذات، عن طريق علاقاته الجيدة مع دول الجوار والغرب، فضلا عن إدارته القانونية السليمة لمجلس النواب، التي تجاوزت أخطاء الماضي والتي أيضا يمكن اعتبارها خطوة نحو إصلاح سياسي. هو من يحتاجه أهل السنة للتأسيس لقاعدة جديدة وأصيلة تعيد التوازن لجمهور يتمنى أن تكون ازمة معبر بزيبز هي آخر معاناته.