18 ديسمبر، 2024 11:45 م

كيف يخطأ الطيران الامريكي وهو يصور أحدهم مع حمار ؟

كيف يخطأ الطيران الامريكي وهو يصور أحدهم مع حمار ؟

قبل اشهر بثت وسائل اعلام امريكية رصينة صور لاحد عناصر داعش وهو يمارس الجنس مع حيوان يصعب معرفة نوعه لولا التعليقات مع شريط الفيديو التي بثته الاقمار الصناعية الامريكية من مسافات جدا بعيدة ليتبين ان ذالك الحيوان المسكين هو حمار ..استسلم لقبضة احد عناصر الدواعش وهو يمارس معه الرذيلة ..
حمار ومن مسافات بعيدة وبصور جدا واضحة وبتعليق معلقين امريكيين محترفين وهم يقهقهون من فعلة ذالك الداعشي ..حتى ان احد المعلقين تسائل مع زميله الاخر ماهو شعور ذالك الحمار الان هل هو راضي عما يفعلون به ام مستسلم خوفا من القتل ..اجابه زميله في نفس اللحظة انه حمار وعليه تمرر الكثير من الاهداف …هكذا هي امريكا وهي تتعامل مع دول المنطقة ..انها حمير وتمرر عليها الكثير من الاهداف ..تحالف دولي وطيران وتحشيدات واعلام واقمار صناعية تتجاوز المئات تجوب اجواء المنطقة بين العراق وسوريا ومليارات الدولارات تصرف على هذه الحملات التي تدعي انها
للحفاظ على الامن القومي الامريكي ومنع داعش من تهديد امن اوربا وحلفاء امريكا في المنطقة ..
اليوم قدم احد الجنرلات الامريكيين العاملين في العراق اعتذارا للجيش العراقي على ما حصل لسرية مغاوير اللواء 50 الفرقة 14بعد ان قصفتها الطائرات الامريكية وأدت الى قتل اكثر من 20 جندي عراقي وبعض من مقاتلي الحشد الشعبي على ارض المعركة في منطقة بلد والمناطق المحيطة بها وحسب تعبير ذالك الضابط ان الذي حصل هو نتيجة خطأ في تحديد الاهداف ,,خطأ في تحديد الهدف لسرية مغاوير ولواء بكامل عجلاته والياته يشك به انه من قوات داعش اذن هو خطأ غير مقصود واعتقاد ممكن حصوله في معركة مثل تلك التي تحصل في العراق ومئات الاقمار الصناعية التي تستطيع ان تحدد ان
الحيوان الذي يمارس الجنس معه هو حمار وليس غير الحمار من بعد عشرات الكيلوات من الجو …
بعد يومين او ثلاث من الحادثة شاهد المقاتلين في المنطقة ذاتها وهم على تماس مع عصابات داعش ان تلك الطائرات قذفت اكثر من عشر بالونات من الجو (برشوتات) وهي تهبط بحمولة على مواقع داعش المحصنة في منطقة الضلوعية مقابل قوات الحشد الشعبي لسرايا الجهاد وقبل بدأ الهجوم بساعتين بالضبط وشاهد لمقاتلون ان رجال داعش يهرولون نحو تلك الحمولات ويخرجون منها الاسلحة والاعتدة وبعض المؤن الطبية والغذائية وتأكدت تلك القوات من صحة مارأته بعد انتهاء المعركة والسيطرة على تلك المواضع وعرضوا تلك المواد على مواقع التواصل الاجتماعي حتى ان نوعية الاسلحة
حديثة الصنع وقد كتب عليها صنعت في امريكا وبكميات كبيرة جدا تكفي لأمداد لواء بكامل قواته ,,وربما ان يتم فضح قوات التحالف ونشر الصور والفيديوات على مواقع التواصل يخرج احدهم ليعلن ان السبب كان خطأ في الحسابات على الارض وان (امريكا ) تقدم اعتذارها للعراق وشعب العراق ..
يبدوا ان امريكا من هذه الافعال التي لايمكن ان تنطلي حتى على الجاهل انها تتعامل مع الحمار وهو لايشعر لتمرير اهداف قد يكون البعض من تلك الاهداف معروف للمتتبع الواعي لسياسة امريكا والبعض الاخر مدروس ووضع من اجل اهداف استراتيجية على المدى البعيد .
اذن ان الحمار الذي تمرر امريكا اجنداتها عليه وصل حمله الثقيل الى ما لا يطاق وبدأ يشعر من افعال امريكا العدائية ضد قوات الجيش العراقي وقوات الحشد الشعبي التي بدأت تحصد مغانم الانتصارات ضد قوات داعش التي تتمتع بمقبولية بدأ يشعر بالغباء كحمار من قبل بعض دول المنطقة التي تمده بالعتاد والمال والخطط اللوجستية محاولة منها الاستمرار بتدمير دول مثل سوريا والعراق ,,وامريكا اليوم التي تستطيع ان تكشف مسير نملة بأقمارها الصناعية تعتذر لأنها اخرجت سرية مقاتلة بقصف طائراتها عن طريق الخطأ كما تدعي من الخدمة النضالية القتالية ..
الحقيقة ان برنامج امريكا على الارض في العراق بالذات قد واجه صعوبات كبيرة بعد ان تصدى الحشد الشعبي لداعش على اثر فتوى المرجع الكبير السيد علي السيستاني واصبحت قوات داعش تتقهقر بسرعة غير متوقعة ومألوفة بمجرد ان تصطدم بمقاتلي الحشد الشعبي وأكيد هذا التراجع الذي على اثره حررت مناطق كانت لفترات طويلة تعتبر معاقل لقوات داعش لايمكن الدخول لها وهي تأوي قادة التنظيم قد جندل الخطط الامريكية التي كانت تعلن دائما ان القضاء على داعش نهائيا يتطلب اكثر من اربع سنوات وأن التدخل الامريكي في المنطقة ربما يصل لأرسال قوات على الارض لعدم استطاعة
القوات العراقية وابناءها من مقاتلة داعش ,,الغرض من كل ما تفعله امريكا هو محاولة تصحيح اخطاء الماضي بتدخلها في العراق وأحتلاله لأكثر من تسع سنوات واشعار الرأي العام الامريكي ودافعي الضرائب ان عودة امريكا الى العراق ليست فقط للحفاظ على الامن الوطني الامريكي بل لتصحيح اخطاء الماضي وارساء قواعد الديمقراطية في بلد حليف مثل العراق له تأثير على الدول الأقليمية وها هو الربيع العربي يطيح بقادة الانظمة نتيجة هذه الاستراتيجية الامريكية المباركة التي تحاول امريكا اليوم بلورتها في العودة بمقاتلة داعش لفترات طويلة وهي التي صنعت هذا
الوليد المشوه وتعرف متى وأين وكيف تنهيه ..
لكن ما يجري على الواقع اختلف كثيرا عن التوقعات الامريكية وخططها لذالك نراها تبارك اليوم وتشجع لولادة جيش جديد ليس رديفا للجيش العراقي بل هو جيش ربما يوجد لمقاتلة الجيش العراقي في محافظات عراقية تحت مسمى الحرس الوطني وبقانون غريب اقل مايقال عنه انه مدعاة لتقسيم العراق وجعله دويلات غير مستقرة تتقاتل بعضها مع البعض بعد ان كانت دولة مستقرة مستقلة واحدة بعلم وجيش وشعب متحاب وطموح يحاول الخروج من شرنقة الدكتاتورية التي اكلت كل تطلعاته المشروعة .
[email protected]