لا شك ان الذي حصل في المناطق الغربية وخصوصا تكريت والرمادي من سيطرة من قبل ما يسمى بالدولة الاسلامية داعش وسطوة المليشيات التي مارست انتهاكات وحشية ضد السكان المحليين الذين اضحوا هناك بين المطرقة والسندان , قادت هذه الحالة الدموية الى مقتل الكثير من المدنيين من الابرياء الشيوخ والاطفال والنساء وتشريد الالاف منهم الذين ضاقت بهم السبل وهم يصطدمون بحواجز الحكومة والجيش لتمنعهم من دخول العاصمة بغداد بذرائع واهية و مطالبتهم بتوفير كفيل ضامن لتمكينهم من الحصول على تأشيرة دخول عاصمة بلادهم ! وهم قد صدموا مرتين مرة عندما وقفت الحكومة وقواتها الامنية لتمنعهم من دخول العاصمة وهم يفرون لاجئين مذعورين من اهوال المعارك واجتياح داعش لمناطقهم واهملوا في العراء فلا رحمتهم تلك الحكومة ولا تركت رحمة الله تشملهم فيما تركت المليشيات تنقّض عليهم خطفا وقتلا وارعابا وجعجعة , ومرة عندما تركتهم المرجعية في النجف لمصيرهم المجهول وهي التي كانت تردد سابقا من خلال ابواقها ان السنة ( انفسنا ) حيث لم تنبس تلك المرجعية بنت شفه ولم تحرك ساكنا لإنقاذ الالاف من ( انفسها ) الذين يفترشون الارض ويلتحفون السماء هذه المرجعية التي اقدمت على اصدار اخطر فتوى عرفها التاريخ الاسلامي على الاطلاق ( بالجهاد الكفائي ) في المناطق السنية المنكوبة التي كانت من نتائجها ارتفاع مستوى التطرف والحقن الطائفي وظهور الحشد الشعبي بمليشياته المتعطشة للدماء واستقوائه واستفحاله ليصبح فيما بعد فوق القانون وفوق المسائلة ليعيث في الارض فسادا وتخريبا وهتكا وحرقا وسلبا ونهبا , وفي المقابل منحت الفتوى داعش وغيرها الذريعة لاستقدام الاف المقاتلين من كل حدب وصوب تجاه العراق لتكوين قوة او حشد اخر امام الحشد الطائفي كما ان من نتائج هذه الفتوى احياء مشروع التقسيم واعادته الى الواجهة والاسراع في وتيرة تحقيقه , كل هذه العوامل وغيرها خلقت ذريعة للولايات المتحدة وبعض الاطراف الاخرى للمضي في تسليح العشائر السنية وهي ترى استفحال المليشيات الايرانية في العراق ونفوذها الذي ادهش جميع المراقبين للمشهد العراقي من حيث القوة والعدد والمعدات والتسليح المقدم لها من ايران حتى انها اصبحت اكثر قوة وتسليحا من الجيش العراقي نفسه ووقوف الناس هناك والمنظمات الدولية عاجزة ازاء ما صنعته تلك المليشيات من فظائع في ديالى وتكريت وبطبيعة الحال ان امريكا عندما اقدمت على هذه الخطوة ليس حبا باهلنا من ابناء السنة وليس خوفا عليهم واشفاقا بهم بقدر ما كان ذريعة لخلق التوازن في القوى , ومرة اخرى خرجت مرجعية النجف لتزيد الطين بله وتنكأ عمق الجرح وتهيج نار الالم والمأساة لدى ابناء المنطقة الغربية رافضة تسليحها بحجة انه قد
يؤدي الى تقسيم العراق وكأنها لم تكن تدرك ان فتواها الجهادية كانت السبب الاساسي في حصول التقسيم , يقول سماحة المرجع العراقي العربي السيد الصرخي في المحاضرة 24 بتاريخ 5102014 ما نصه ..( الآن لا بأس ببعض التحليل نحن أعتدي علينا لأسباب والسبب الرئيس كان بارزا وواضحاٌ هو رفضنا لفتوى التحشيد فتوى التقسيم فتوى التقاتل بين القوميات فتوى التقاتل بين ابناء العائلة الواحدة نحن رفضنا هذه الفتوى ومن حقنا أن نرفض هذا ضمن السياق لحرية الفكر وحرية المعتقد،)) انما هنا جئت بهذا المقطع من كلام السيد في المحاضرة لأنه استقرأ ومنذ صدور الفتوى انها سوف تفتح باب تقسيم العراق على مصراعيه .
ان رفض التسليح من قبل المرجعية في النجف في حقيقته ومؤداه انما هو خشية انهيار المشروع الايراني في العراق لان تسليح العشائر سوف يؤدي الى ظهور قوة فاعلة من ابناء المناطق الغربية تكون ندا قويا ضد داعش والمليشيات الايرانية وكما يؤدي في النهاية الى استقرار تلك المناطق وهذا ما يخالف التوجهات الايرانية التي ترغب في ابقاء حالة الانفلات والفوضى وعدم الاستقرار تمهيدا لتنفيذ المشروع الايراني الامبراطوري والتمدد الصفوي الذي صرحوا بان عاصمته الابدية ستكون بغداد .فكان الاولى من هؤلاء ان يؤيدوا ويرحبوا بقضية التسليح بدلا من اثارة هذه الزوبعة الفارغة لان التسليح سيكون ضد عدوهم الاخطر داعش .. ( يقول سماحة السيد الصرخي الحسني في الاستفتاء الموسوم (نعم نعم للتسليح .. لوحدة العراق ) والذي رفع اليه بتاريخ 152015 ما نصه (ان التهريج والمواقف الشديدة المتشنجة الغريبة ضد التسليح يؤسس في أذهان الناس ان أميركا لا تدعم دولة داعش بالسلاح والعتاد والغذاء وان الدولة (داعش) ليست صناعة أميركية كما يدّعون وإلّا لكان الأوْلى على المهرّجين والمعترضين على التسليح ان يقيموا الدنيا ولا يقعدوها من باب ان داعش عدوّهم اللدود الأشرس الأخطر بينما الكرد والسنة زملاؤهم ورفاق دربهم ويقاتلون معهم في خندق واحد ضد عدو واحد المتمثل بالدولة (داعش) .واضاف سماحته بقوله ( رابعاً : نحن ضد التقسيم وقلنا ونقول ونكرر ونؤكد قولنا :: كلا كلا للتقسيم ..كلا كلا للتقسيم … لكن لابد من الإشارة والتأكيد على انه لا يوجد ملازمة بين تسليح من يريد الدفاع عن نفسه وعياله وشرفه وأرضه وماله ووطنه وبين التقسيم .
خامساً: من هنا أدعو واُلزم الجميع عدم الانجرار وراء عرّابي الطائفية القذرة والتقسيم القاتل فلا تتحدثوا ابداً عن التقسيم ، بل ليكن كلامنا وتوجهاتنا كلها منصبّة على تسليح من يحتاج التسليح من أهلنا في الشمال او أهلنا في الرمادي او الموصل وصلاح الدين وغيرها من مناطق بلدنا الحبيب لدفع خطر وإجرام التكفير القاتل المنتحل للتسنن او التشيّع .
سادساً : يجب ان لا نكرر الأخطاء فنكون سببا في زيادة الظلم وإراقة المزيد من الدماء بتسليح وتسليط نفس الفاسدين المفسدين الذين ولاؤهم لبطونهم وجيوبهم ولغير شعبهم ووطنهم ، فلنجعل التسليح خاصا بالوطنيين الشرفاء الأمناء كي يكون التسليح سببا لتخليص العراقيين من كل ظلم واضطهاد ومؤديا لِلمّ شملهم وتوحيد وطنهم ) .. وبعد هل يأتي احد وامام كل هذا الدفاع عن عدم التسليح من قبل المرجعية في النجف ليقول انها ليست ايرانية وليس كونها في الحقيقة في قبضة ايران تحركها وتسيرها كيفما تشاء وانى تشاء ..فبين وقوع ابناء المناطق الغربية هناك حيارى بين وحشية داعش وتمددها وبين سطوة المليشيات والحشد الذي لا يعرف الرحمة اذ لا وجود في قاموسه للإنسانية سبيلا , فلابد اذن من حل للوقوف امام هذه المحنة العصيبة وتسليح ابناء المناطق الغربية من الوطنيين الشرفاء ….واخيرا ينقدح السؤال المهم والخطير من هو ضد داعش ومن هو معها ؟ ومن تكون داعش ؟ وصنيعة من ؟ , اذا كانت المرجعية تقف بشدة وبقوة ضد تسليح ابناء الرمادي الذين يقاتلون ضد داعش الا يدعوا موقفها هذا الى الريبة والاستغراب !!, ام في الامر (ان ) كما يقال , ووراء الاكمة ما وراءها … hasany.com/vb/showthread.php?t=413194-http://al