-1-
العالم اليوم – كما يقولون – قرية صغيرة ..!!
والسؤال الآن :
كيف تحولت القارات المتباعدة الى قرية صغيرة ؟
والجواب :
انّ شبكات التواصل الاجتماعي حققّت هذه الفقرة النوعية ، وجعلت الأحلام والأماني واقعاً مشهوداً لا مراء فيه .
غير أنَّ وسائل التواصل الاجتماعي ، كغيرها من المخترعات ، تبقى سلاحاً ذا حدين :
اذا استُخدمت بشكل هادف صحيح فهي من النِعم الكبرى ،
واذا استخدمت لأغراض الاشاعات الكاذبة،والحملات الظالمة ، والاساءات والبذاءات، كانت وبالاً على المجتمع …
-2-
ومما يؤسف له أنَّ بعض المواقع الالكترونية اخترقت كل الخطوط الحمراء ، وانتهكت الحرمات والكرامات ، وتطاولت على الرموز الوطنية، وأطنبت بكيل السباب والشتائم والقبائح الى شخصيات وأعلام ليس من المقبول أخلاقيا ان يُتطاول عليها بهذا النحو الهابط .
-3-
اننا ندعو الى التحلي بمكارم الأخلاق والالتزام بأدب التخاطب بعيداً عن المهاترات والاستفزازات …
إنّ اختلاف الآراء ظاهرة طبيعية ، وصحّية، ولكنّ الاختلاف في الرأي شيء والتسقيط والتشهير شيء آخر …!!
إنّ بمقدور المتخاذلين في الرأي اعتماد الحوار أسلوباً في تبيان وجهات نظرهم، دون المساس بمكانة المخالِف لهم من قريب أو بعيد ..
لقد روي عن الرسول الاعظم (ص) انه قال :
” ولدتُ في زمن الملك العادل كسرى انو شروان “
والملاحظ هنا أنه (ص) أثبت صفة (العدالة) لعدوّه الكافر …
وهذا هو الدرس البليغ يجب أن لا يغيب عن البال …
إنّ المفارقات الأخلاقية التي يلجأ اليها العاجزون عن التمسك بأهداب الأخلاق ، أصبحت جريمة يعاقب عليها القانون ..!!
والمهم :
انك تستطيع أنْ تُفلت من مخالب العقاب الدنيوي، ولكنْ هل تستطيع أنْ تُفلت من مخالب العقاب الالهي، الذي لا يُسقط ذرةً من الاساءات والقبائح في ميزان العدل الالهي ؟
إنّ الله سبحانه وتعالى يقول في محكم كتابه :
(فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ، ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره )
الزلزله 7-8
إنّ ذرةً من الشر لن يتغاضى عنها جبّار السموات والارض يوم يقوم
الناس بين يديه للحساب ، فكيف اذا كان الشرور ركاما هائلاً ؟!!
انّ المطالبة باحالة الفاشلين المحتالين المفسدين للقضاء ليست من المخطورات ،لا بل هي من صميم الواجبات الوطنية والاخلاقية، ذلك انّ من خان الأمانة ، وعبث بالثروة الوطنية ، والنظام العام لابُدَّ أنْ يُحاسب ويعاقب، وتنتزع منه المنهوبات، وهو الذي جنى على نفسه ، وقديما قيل:
(على نفسها جنت براقش) …