من حينٍ لآخر أبتليكم بتقديم (جرد) بما يطرح في ساحة التداول اللغوي السياسي من مفردات جديدة ومصيبتي أنني أتابع بشكل مستمر مستجدات المفردة السياسية، لأنها تتكاثر بشكل ملفت للنظر. والذي أوقعني في هذه المصيبة ، كون المفردات الجديدة تغري بالتداول، وانها ذات وقع خاص فحين اجتاح الغزاة الامريكان وحلفاؤهم بلادنا عام 2003، بدأت هذه المفردات بالتداول ومنها: العراق الديمقراطي التعددي الاتحادي. ومنها أيضاً: التكافؤ – التوازن – الاجتثاث – المساءلة – النزاهة – المناطق المتنازع عليها – الارهاب – الانتحاريون – الجهاديون – التعطيش – الحصار المائي.. وتطول القائمة.
الكُولسه
لكن الكاتب والأديب باسم عبدالحميد حمودي طرح مفردة جديدة توقفت عندها. ففي مقالته المنشورة بجريدة (صوت بغداد) يوم (2015/4/12) ، وتحت عنوان: (أين كُتّاب الثقافة الشعبية) أشار الصديق الباحث باسم عبدالحميد الى موضوع الامعان في (الاستبعاد والشللية والكولسة) وإذا كانت مفردة الاستبعاد معروفة المضمون، كذلك مفردة الشللية، وهما مستخدمتان منذ عقود، فأن مفردة (الكولسة) جديدة بامتياز ماهو مضمون هذه المفردة أيها الصديق أبوعلي؟. أفهم من ذلك، وآمل أن لا أكون مخطئاً، ان (الكولسه) مصطلح يعني:العمل بين الكواليس، وتهيئة (طبخة) ما، وانجازها بسرعة قبل افتضاح الأمر. ولعل (الكولسه) قريبة جداً من مفهوم (الصفقة) المشبوهة التي يتم (سلقُها) كما يسلق البيض في ماءٍ شديد الحرارة.
و.. ((الكايوسية)) أيضاً؟!
المفردة التي طرحها الباحث باسم حمودي، ذكرتني بمفردة فلسفية، هي (الكايوسية) ففي لقاء لي مع الفيلسوف العراقي الدكتور علي حسين الجابري، قال: أنه يعمل على انجاز موسوعتين: الأولى: موسوعة الحضارة. والثانية: الموسوعة الكايوسية. ولأني لم أسمع بالثانية سابقاً، سألته عنها، فأجابني: أنها (علم اللامتوقع) . وأتضاف: أخطأ البعض فقرنها بالفوضى، واسماها (الفوضى الخلاقة) وأشرف الجابري على رسالة دكتوراه، عنوانها: فلسفة الحضارة في المفهوم الكايوسي.
جرعة الفكر التكفيري؟
وتتوالى المفردات الجديدة. فعلى شاشة احدى الفضائيات العربية سمعت وقرأت تصريحاً لمسؤول رفيع في مؤسسة دينية مصرية، جاء فيه: داعش عملتْ على زيادة جرعة الفكر التكفيري. وعليكم استلام هذا المصطلح، وهو (تازه) بامتياز، وضمه إلى القائمة العتيدة لديكم. وحسب هذا القول، فأن للفكر التكفيري جرعات متتالية تؤخذ تدريجياً، وأن (الفكر الداعشي) هو أعلى هذه الجرعات. وما نملك سوى القول: الحمد لله الذي لا يحمد على مكروهٍ سواه.