18 ديسمبر، 2024 9:13 م

السيد مسعود البارزاني …الفدرالية لم تعد تستوعب احلامنا

السيد مسعود البارزاني …الفدرالية لم تعد تستوعب احلامنا

احزم حقائبك ومعها قلوب الملايين من الكورد
غدا ستتشرف واشنطن بزيارة السيد مسعود البارزاني اليها , في زيارة يقوم بها رئيس اقوى مؤسسة عسكرية واجهت الدواعش وكسرت شوكتهم لعاصمة اقوى دولة في العالم .
لا يقتصر الوفد المرافق للسيد رئيس الاقليم على من حوله من المسئولين في حكومة الاقليم , بل ترافقه قلوب اربعين مليون كوردستاني , وارواح ملايين الشهداء الذين رووا بدمائهم ارض كوردستان تحوم حولهم وتباركهم .

من انين الامهات الثكالى وعبر انهار من الدماء صنعنا الحاضر الذي نعيشه الان من ماضي لا يزال يقض مضاجعنا , فالاخطار لا زالت تداهمنا وتهددنا . نعم تمكننا من ضمان مستقبل افضل لابنائنا واحفادنا من الماضي الذي كان يعتبر لنا مستقبلا , فلن يفجعوا مرة اخرى بالشهيد عمر خاور كما فجعنا به نحن وهو يحاول حماية طفله من الموت دون جدوى في حلبجة , ولن يتعرضوا للانفال وللمقابر الجماعية كما تعرضنا لها نحن , ولكن … هل استطعنا في ظل الفدرالية ان نحمي اولادنا من رؤية جوهام سورجي وهو يذبح على يد اعداء الحرية والسلام ؟ وهل استطاع النموذج الفدرالي الكوردستاني من تلافي المشاكل السياسية الخطيرة بيننا وبين بغداد ؟ هل استطاعت الفدرالية حمايتنا من المد الداعشي وانتهاكهم للمحرمات الكوردستانية ومقدساتها ؟

يا سيادة رئيس الاقليم …. الفدرالية ما عادت تستوعب احلامنا , ولم تعد ضمانة لاجيالنا القادمة في العيش بسلام ضمن عراق تتقاذفه الامواج , لتفتح ابواب مستقبله على جميع الاحتمالات . لا نستطيع القبول بقدر يخيرنا نحن الكورد بين امرين .. اما القبول بدكتاتوريات مذهبية طائفية مقيتة , او التعايش مع عصابات مذهبية كداعش والمليشيات الشيعية . لا ضمان لعدم ظهور صدام جديد من الطرف السني او مالكي جديد في الطرف الشيعي , وبما ان ابواب الفتنة قد فتحت في المجتمع العربي بين السنة والشيعة فلا احد يستطيع اغلاقها .

لماذا ندفع نحن الكورد ثمن مشاكل تاريخية ليس لنا فيها ناقة ولا جمل ( خاصة ونحن في كوردستان لا يوجد لنا نوق او جمال ). ما ذنبي في مشاكل تاريخية بين عائلتين عربيتين حجازيتين تقاتلا على السلطة ويطلب مني ان اكون وقودا لها ؟ لماذا ادفع ثمن هوس عاشه الاخوه العرب بين ثارات الحسين و جنون عظمة يزيد . اذا كان هذا قدرهم وكانوا مصرين على المضي فيه واجتراء التاريخ ليتقوقعوا داخله فهذا ليس قدري ولا طموحي , ولا المزاج الشعبي الكوردي يتقبل هذه العقد والاحقاد .

اصعب شيء ان لا يستطيع المرء تقرير مصيره بمعزل عن تدخلات قوى اقليمية ودولية وان لا تشفع له تضحياته من رسم مستقبل مشرق له , ونفهم الحكمة التي مارستها حكومة الاقليم لتنأى بكوردستان عن الصراع الغبي الذي تشهده المنطقة , لكن طالما طفت على الساحة السياسية في العراق مجاميع تعتبر من اوطيء نقطة في قاع أي مجتمع فلا يمكن توقع ان الامور ستهديء او تذهب باتجاه الاستقرار , ولا يوجد حل امامنا الا الاصرار على الانفصال عن النسيج العربي مهما كانت النتائج , او اضعف الايمان تحويل نوعية الربط بين كوردستان

وبغداد الى كونفدرالية بحيث لا يكون للوضع الداخلي في النسيج العربي أي تاثير سلبي على الوضع في كوردستان .

كنا نقول دائما ان امامنا حرب يجب ان نخوضها في سبيل الاستقلال وكنا نؤكد على حكومة الاقليم للذهاب الى هذا الخيار حتى ان لم ينل رضى دول الاقليم او امريكا , لكن حسابات الحكومات تختلف دائما عن حسابات الشعوب , فكانت حكومة كوردستان تفضل الذهاب الى خيار الانفصال دون خسائر مادية او بشرية , لكن ها نحن ومنذ عام نعيش حالة حرب حقيقية مع داعش , دفعنا فيها تضحيات بشرية واقتصادية كثيرة كانت ستكون مقبولة عند الشعب الكوردي لو كانت من اجل الاستقلال وليس لمحاربة هذه الفئة الضالة .

نتمنى من حكومة الاقليم هذه المرة ان تفكر في الموضوع بجراءة اكثر وان تتيقن بان التضحيات التي سوف ندفعها الان مهما بلغت فستكون اقل من تضحيات مهولة سندفعها لو اجلنا قرار الانفصال الى وقت اخر .