18 نوفمبر، 2024 12:38 ص
Search
Close this search box.

شائعة الثرثار من المستفيد…؟

شائعة الثرثار من المستفيد…؟

الشائعة وباء ينتشر بشكل سريع في المجتمع، على شكل خبر زائف، يتداوله بسطاء الناس وعامتهم، ظنا منهم على صحته، عادة ما يكون شيقا، محبوك بصياغة لذيذة، يداعب مشاعرهم الجياشة، وما يحسون به في يومياتهم البائسة، يقودهم عاطفيا، يؤثر فيهم، ويجعلهم منقادين لأمره، كما يقود الراعي أغنامه الجائعة.
كان النصر قاب قوسين أو أدنى للمسلمين في معركة أحد، لكن سذاجة بعضهم في تعجيل الانتصار، ومخالفة الأوامر القيادية أو تناسيها، جعل الرماة ينزلون من الجبل لغرض الاحتفال بالنصر والحصول على الغنائم، مما مهد لخالد بن الوليد بأن يكون لهم خنجرا غادرا في ظهور فارغة، فتحول النصر إلى هزيمة.
لم يكن احتلال الموصل مجرد شائعة، في المنظور العسكري، كما يراد أن يسوغ لها من البعض، فشائعة الحرب تسري بين الجنود أولا، وليس في القادة المتمرسين لحروب الشائعات، وما حصل في الموصل هروب جماعي للقادة العسكريين، وتركهم لأسلحتهم وجنودهم وراءهم، وهذه إما خيانة؛ أو انسحاب فاشل، وليست شائعة.
شدة الشائعة كما يصفها العالم “البورت” [شدة انتشار الشائعة = )الأهمية x الغموض(]، وهما شرطان أساسيان، يجب توفرهما حتى تحقق الشائعة أهدافها، والعلاقة بينهما ليست أضافية بل تضاعفية، فلو كانت الأهمية صفرا، يكون الانتشار صفرا، وكذلك بالنسبة لغموضها.
شائعة الثرثار بدأت في مواقع الفيس بوك لأيتام السلطة،  وكبرتها عقول بعض الجنوبيين الساذجة والمضطربة اجتماعيا، ولاكتها ألسن اليتامى من السياسيين والنواب، وقنواتهم الناطقة بالبهتان، وعظمها سكوت الحكومة ورئيسها ووزراءه الأمنيين.
1700 ضحية في سبايكر، و500 أخرى في بادوش، وكذلك ضحايا الصقلاوية، وكثير مما لا يعد ولا يحصى، لم يحرك مشاعرهم وغيرتهم، ليتظاهروا حتى على داعش..!، لكن إشاعة معلوماتها غامضة، وأهميتها مبهمة، جعلتهم يتظاهرون..!، لإسقاط وزير الدفاع، ساعدهم في ذلك مداعبة مشاعرهم الطائفية، حقا إنها الشائعة …!
كل قطرة دم تسقط دفاعا عن الوطن؛ مقدسة، وكل نفس من أبناء العراق ينفث بوجه العدو هو مصدر فخر لتاريخ العراق، فما حصل هو محاولة ثقب السفينة التي يستقلونها، بمسمار الشائعة، غير آبهين بغرقها وهم على متنها، فالربان الفاشل السابق لا يروق له رؤية أضواء الميناء البعيدة، ويفضل الموت على النجاة مع الناجحين.
المواطن البسيط؛ يعرف جيدا أن الإشاعة جاءت من طرف سياسي واضح من أعضاء التحالف الوطني، ويعرف أن التيار الصدري لم يشارك فيها، وتيار شهيد المحراب واجهها بشراسة، والبقية بين ساكت ومتفرج، وهناك من غط في تفاصيلها، وساهم في تحويلها الى قضية رأي عام، ونعرف جميعا، أن الوطن هو الخاسر الأكبر، لكن من المستفيد من هذه الشائعة؟

أحدث المقالات