لا أدري حقاً لمَ هذا التلذذ بعذاب العراقيين وإنتهاك حرماتهم , وأبقى محتاراً بين ما يُفترض أن يؤديه اعضاء البرلمان العراقي في هذا البلد من واجبٍ مقدس أنيط بهم وإبداء المشورة والنصيحة وإصلاح ذات البين وتقريب وجهات النظر والسعي الى استئصال كل جذور وبذور ودواعي الفتنة وقبره أينما حلت , وبلادنا العزيزة الطاهرة قطَّعتها الفتنة إرباً وفتحت أذرع القيل والقال أبوابها مشرعةً أمام اعداء العراق اليوم , حتى وصل الأمر الى وضع الروح الوطنية جانباً والإصغاء الى الشائعات والأكاذيب بقي عراقنا فريسة الجهل والفتنة والعبث وقساوة وخسة اعداء العراق فزاد عدد العاطلين عن العمل وتعددت سقوف الهزيمة وأغلقت أبواب الفرج !
بلادنا العزيزة الطاهرة التي انهكتها الفتن والتدخلات الخارجية وتأثيراتها في الداخل بحاجة شديدة وملحة الى من يداوي جراحها ، ويجمع بين ابنائها ويعزز من ادوارها ونجاحاتها ومشاركاتها في جميع الميادين ، وخاصة في ميدان العمل والبناء والاعمار الذي امتلك فيه العراق دورا مشرفا وحقق الكثير من النجاحات الباهرة فيه ,
ونحن في هذه الظروف نقف امام ضرورة المشاركة في بناء العراق الجديد من جديد وأن نكون فاعلين فيه وهذا ما يتطلع اليه العراقيون وما ينبغي ان يتحقق والذي ينبغي ان تتحشد كل الجهود لتحقيقه , نحن بأمس الحاجة الصادقة الى كل قلب وعقل وإرادة لنشر العلم والتعلم والوعي والكلمة الصادقة بين أبناء عراقنا الصابر .. وأدعو كل المخلصين والشرفاء من السياسيين في العراق الى المساهمة الجادة في تطوير هذا البلد وان المرحلة التي يمر بها عراقنا اليوم هي من اصعب المراحل حيث الفراغات السياسية والتدهور الامني وظهور الطائفية والعنصرية وحالات التمزق والتفرقة ومحاولة تقسيم البلاد الى اقاليم على اساس طائفي وعرقي قبلي وقومي تحت غطاء الفيدرالية وان بعض القوي تدعي ان الحريات والحقوق لا يمكن صيانتها الا بتقسيم العراق الى ولايات شتي وحسب الطوائف متجاهلة ان الوحدة الوطنية هي سمة المجتمعات السياسية الحديثة وتكالب الاعداء من الخارج والعملاء من الداخل لنهب وسرقة ثروات هذا البلد وتدمير الممتلكات واستشراء الفساد الاداري في اجهزة الدولة المعنية حتى اصبح هذا البلد يتصدر كل دول العالم في جميع انواع الفساد , فألامر خطير جدا يتطلب جهدا وطنيا يستند الى رؤية صائبة تتعامل مع الواقع العراقي و العربي و الاسلامي بكل تاريخه وحاضره وبكل ثوابته وخصوصياته كوحدة واحدة متكاملة دوما دول تمييز وافضلية لواحدة على الاخرى , وأن فلسفة الثقة واليقين تشكل الاساس الذي ترتكزعليها ثقافات الشعوب وكذلك ما بين افرادها في تعاملاتهم الطبيعية اليومية وياتي ذلك في ضوء ثقافاتهم التي تتأسس على احترام الذات واحترام الاخر .. والتسليم بحقه في العيش بحرية وكرامة وحياة لائقة , أن العراق اليوم يدعو إلى الوحدة والاخوة والمحبة وينهي عن التفرق والتنافي والاختلاف والتناحروقتل النفس , حيث قال سبحانه وتعالي ( واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا ) انه أمرنا بالوحدة , لأن الوحدة قوة ولآن في الوحدة عزة وكرامة , فما احلى التصافي بين افراد الشعب ,لآن افراد الشعب هم جزء من هذه الامة فكلما وجدت هذه الوحدة بين افراد الشعب صارت قوية ومعززة ومكرمة , قلنا أننا خرجنا من حرب بشعة شرسة دخلت فيها كل فنون التفرق والتناحر والفتن ، وأكلت المئات والالاف من خيرة شبابنا , وكانت في وقتها وسائل الود والوحدة والتلاحم والتعاطف في ما بيننا مفقودة كأننا نعيش في عصر الجاهلية ، نأكل الحرام ونأتي الفواحش ويقتل بعضنا الاخر ونقطع الارحام وننسي الجوارويأكل القوي منا الضعيف ونخون الامانة ونقذف المحصنات ونقول الزور كل هذه الحلقات كانت مفقودة حتى أصبحنا على هذا الوضع السئ الذي لا يسر عدوا ولا صديقا فلو تمسكنا بالقيم الوطنية قليلاً لكان الوضع اكثر اماناً واستقراراً , فالعقيدة اساس الوحدة التي تجمع الشعب ، تحت رحمة الباري ، عز وجل والايمان بالتوحيد ، فرب واحد وكتاب واحد دين واحد ونبي واحد وقرآن واحد وقبلة واحدة واسلام واحد ، فلا عنصرية ولا تفضيل الكبير على الصغير ولا الغني على الفقير ولا الابيض على الاسود ولا طائفة على اخرى ولا مذهب ولا عرقية على حساب الاخري .. ( ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) فيجب ان نكون سواء كنا أفراد أم جماعات عند حسن الظن وأن نتمسك بالخلق الكريم , ونحب بعضنا الاخر وأينما وجدت المحبة وجدت الوحدة ان الوحدة في الاسلام عزيزة عند الله وعند الرسول الكريم , ويجب على من بأيديهم أمور هذه الامة ان يحافظوا عليها ويمنعوها من التفرق والتنافر لأن أعداء الاسلام كثيرون ولا تعجبهم وحدتنا , بل اضطربت انفوسهم وتحركت مؤسساتهم وبدأوا يتآمرون ويسعون بكل الوسائل لاحباط تلك المساعي الرامية إلى وحدة الشعب
فأعداء العراق بصورة عامة يملكون من الوسائل ما لا يملكها أحد فهم أصحاب وكالات وقنوات فضائية واذاعات مسموعة ومرئية كثيرة أضافة إلى الصحف والمجلات الفاضحة ويحرضون بعضنا على الكلام .. ويشيعون اشاعات كاذبة ومغريات حياتية كثيرة , والاتقاء من شر هذه الاشاعات هو الابقاء على وحدة صفنا وكلمتنا فانها خير سلاح بوجه هذه التحديات , وكذلك اصلاح ذات البين والتعاون والبر والتقوي والايفاء بالعهد واللين والتسامح وتجنب كل الأسباب التي تؤدي إلى تفرقة الشعب والتكبروتحقير الناس وايذائهم والسخرية منهم واجتناب سوء الظن والتجسس لصالح الكفر والالحاد , بديننا حتماً سننتصر باذن الله ما دمنا نتمسك بالدين الاسلامي العظيم ونعالج الامور بالحكمة والموعظة ..
ومن الله الموفق