تناقلت وسائل الاعلام وصفحات التواصل الاجتماعي ،خبرا يستحق الوقوف عنده ، والخبر يقول ان السيد ( العيساوي ) وهو أحد اعضاء مجلس محافظة الانبار قد حمل مجلس محافظة الأنبار ، مسؤولية الكارثة التي لحقت بمحافظتهم ، وسقوطها بيد داعش الارهابي ، لا بل ان الرجل ذهب الى أبعد من ذلك بطلبه من اهالي الانبار أن ” يضربوا جميع السياسيين دون استثناء حتى المتكلم بالأحذية لأنهم لا يستحقون شرف خدمة أهلهم ” .
إن هذا الاعتراف من السيد ( العيساوي ) يجرنا إلى طرح عدة تساؤلات ، وبمستويات مختلفة، تجتمع وتدور حول محور واحد ،أسمه ( المسؤولية ). هذه المسؤولية ليست كلمات تقال عند ترديد ( القسم ) قبل استلام المنصب المعين ، وليست شعارات براقة ترفع أمام وسائل الآعلام ،كي تبهر الناس ب ( كارزمة ) كاذبة ، انها مسؤولية شرعية ، وأمانة دينية واخلاقية ، يتحملها من تصدى لها ، أمام ( الله ) سبحانه وتعالى ، ومن ثم أمام الناس.
إن سقوط محافظة الأنبار بيد داعش ، يجب أن لايمر من دون حساب ، مثلما حصل في قضية سقوط الموصل، والتداعيت السريعة التي حصلت بعد ذلك من سقوط صلاح الدين وأجزاء كبيرة من ديالى وغيرها من المدن ، لدرجة وصول التهديد الى بغداد ، لولا حفظ ( الله ) ولطفه ، وفتوى المرجعية الدينية العظيمة ب ( الجهاد ) . أقول أن الذين تسببوا بمنع الحشد الشعبي من حماية محافظة الانبار ، هم أنفسهم من تسبب من قبل بسقوط الموصل ، ثلة ( عفنة ) لم تعد رائحة خيانتهم مخفية ، فلقد أزكمت بني جلدتهم ، ومن أوصلوهم الى ( الخضراء ) قبل أي أحد أخر، وكان حريا بالسيد ( العبادي ) أن لاياخذ باقوالهم واعتراضاتهم على دخول أبطال الحشد الشعبي المبارك الى أرض ألانبار ، لأن من قتل وهجر هم من سكان هذه المحافظة العزيزة ، وهم من رعيته وتحت مسؤوليته ، أمام الله والشعب والقانون .
إن من المضحك المبكي أن تسمع بعض من كان يصرح جهارا نهارا ، ضد دخول الحشد الشعبي إلى محافظة الانبار ، تسمعه وهو يحذر من الخطر المحدق ببغداد وكربلاء وبعض محافظات الجنوب ، وكأنه أكتشف خريطة مخفية عنا ، أو خطرا غافلين عنه . كلا أيها الساسة ، أن خفلتم أو نمتم أو نسيتم أو حتى ( ؟ ) فأن في العراق الملايين من الرجال الابطال ، الذين سيسحقون داعش ( الحرب ) ومن ثم بأذن الله سيتفرغون لسحق داعش السياسة والى الابد.
وتذكروا ( ان المؤمن لايلدغ من جحر مرتين ) .