قالوا في علم الكلام:كل قضية ﻻتنتهي الى بديهية فهي باطلة،ومثال ذلك عقيدة الجبر التي وضعها وعاظ السلاطين في عهد الطليق معاوية بن ابي سفيان، وتنص هذه العقيدة المبتدعة على ان لله تعالى شأنه عما يفترون،قد اجبر الناس على الطاعة واجبرهم على المعصية وبذلك نفي للإرادة واﻹختيار التي وردت في قوله تعالى:(إنا هديناه السبيل إما شاكرا وإما كفورا) وكذلك قوله تعالى إسمه:( من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)،فإنشغل المسلمون بالصراعات فيما بينهم وتفرغ معاوية لتثبيت ركائز حكمه القائمة على البغي والمكر والخداع.
واذا كانت عقيدة الجبر تبيح سفك الدماء وإنتهاك اﻷعراض،فعلى شاكلتها بدعة الوهابية التي ترمي جميع المسلمين بالشرك والضلال والزندقة فتستبيح دماءهم واموالهم واعراضهم،وجاء في كتاب اخذناكم بحد السيف(وكانت دعوة الوهابيين دعوة عنيفة سواء في افكارها او في تطبيقها العملي،فكانوا يكفرون كل من خالفهم ويرمونه بالشرك والبدعة ليبيحوا دمه وماله وعرضه،وارتكبوا مجازر عظيمة في شبه الجزيرة العربية والعراق والكويت وقطر وغيرها،ولم يكونوا يفرقون بين المذاهب اﻹسلامية،فكلها في نظرهم مذاهب شرك وبدعة،فقتلوا من اهل السنة كما قتلوا من الشيعة اﻹمامية والزيدية واﻹسماعيلية،وحاربوا تراث علماء اهل السنة كما منعوا تراث علماء الشيعة اﻹمامية والزيدية واﻹسماعيلية).
وقال مفتي الشافعية الشيخ ابن زيني دحلان في كتابه خلاصة الكلام في بيان امراء البلد الحرام،:ص:303فيما يخص محمد بن عبد الوهاب(وكان يصرح بتكفير اﻷمة منذ ستمائة عام،وكان يكفر كل من ﻻيتبعه،وان كان من اتقى المتقين فيسميهم مشركين ويستحل دماءهم واموالهم،ويثبت اﻹيمان لمن تبعه وان كان من افسق الفاسقين).وكان يخطب الجمعة في مسجد الدرعية ويقول في كل خطبة:ومن توسل بالنبي فقد كفر.نفس المصدر:ص:305.
ومن عداوته لسيدنا رسول لله صلى لله عليه وآله:(انه يكره الصلاة على النبي صلى لله وآله ويتأذى بسماعه،ثم قال-محمد بن عبد الوهاب-:(إن الربابة في بيت الخاطئة-يعني الزانية-أقل إثما ممن ينادي بالصلاة على النبي صلى لله عليه وآله في المنابر،ويلبس على اصحابه واتباعه بأن كل ذلك محافظة على التوحيد، فما افظع فعله ومااشنع فعله)نفس المصدر:ص:303
ان الفكر التكفيري وفتاوى الذبح والحرق واﻹغتصاب منبعها مملكة آل سعود، وكل دم حرام يسفك في منطقتنا هو نتيجة لفتاوى أئمة الضلال من الحجاز ومصر، كل ذلك حفظا ﻷمن الكيان الصهيوني وتحقيقا لمصالح امريكا وحلفائها،وانا اتحدى الجميع ان يأتينا بفتوى من علماء الوهابية ضد الكيان الصهيوني.
ان آل سعود يعيشون اليوم تخبطا دينيا وسياسيا وامنيا،فبعد ان ارتكب غاصب الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز خطيئته بشن عدوانه على الشعب اليمني ليقتل اﻷبرياء من اﻷطفال والنساء وكبار السن،حتى ظهرت خلافات العائلة المالكة الى العلن،فقد عمد سلمان الى عزل ابناء اخيه عبدلله،وتفاقمت الخلافات اكثر في خصوص عدوانهم الذي احدث ضجة عالمية،فكانت النتيجة التغييرات التي اجراها في28/4/2015 وادى هذا التغيير الى تقوية الفريق المعارض لسياسة سلمان،من خلال عزله لوزير الخارجية سعود الفيصل وولي العهد مقرن بن عبد العزيز،وهذا بدوره سيجعل القرار السعودي هشا وضعيفا ﻷنه يستند على جبهة داخلية مفككة ومتنازعة.