قال برلماني عراقي، اليوم السبت، إن خطأ استراتيجيا اقترفته القيادات العسكرية، مكن تنظيم “الدولة الاسلامية” من إعادة ترتيب صفوفه في محافظة صلاح الدين (شمال) مرة أخرى.
وأوضح عباس الخزاعي، عضو لجنة الأمن والدفاع في البرلمان العراقي، لوكالة الأناضول، أن إعلان انطلاق عمليات تحرير محافظة الأنبار (غرب) قبل استكمال مراحل تحرير محافظة صلاح الدين، مكن “الدولة الاسلامية” من إعادة ترتيب صفوفه مرة أخرى في المحافظة الأخيرة.
وسيطر مسلحو “الدولة الاسلامية” خلال الأسبوعين الماضيين على غالبية أجزاء مصفاة بيجي، شمالي مدينة تكريت، (مركز محافظة صلاح الدين) ، بعد نحو 10 أيام من إعلان الحكومة العراقية تحريرها من سيطرة التنظيم.
وقال الخزاعي: إن “الخطط العسكرية التي توضع من قبل القيادات ارتجالية ومبنية على ردود أفعال، وليست خطط مبنية على استراتيجيات عسكرية”.
ورأى أن “القيادات الأمنية، ارتكبت خطأ استراتيجيا كبيرا بإطلاق عملياتها في الأنبار، رغم أن مناطق عديدة في صلاح الدين لم يتم تحريرها من سيطرة الدولة الاسلامية بعد”.
وأشار إلى أن إمكانيات القوات الأمنية، لا تسمح لها بإدارة عدة جبهات في وقت واحد، لافتا إلى أن “هذا الخطأ الاستراتيجي رافقه خلافات سياسية بشأن دخول قوات الحشد الشعبي (قوات شيعية موالية للحكومة) إلى الأنبار”.
وتعد مصفاة بيجي أكبر مصافي تكرير النفط العراقية وتبعد عن العاصمة بغداد نحو 280 كم، ويحاول “الدولة الاسلامية” منذ أسابيع السيطرة عليها وعلى خزانات النفط فيها، ومع تقدمه في عمقها يقوم بإحراق خزانات النفط وبعض المرافق والمصانع داخلها وذلك كي يؤمن لنفسه الحماية من قصف الطيران نتيجة الدخان الناتج عن احتراق النفط الذي يحجب رؤية الطيارين.
وكانت مصفاة بيجي تغذي ثلث العراق بالمشتقات النفطية قبل الهجوم الذي شنه تنظيم الدولة الاسلامية الصيف الماضي على أغلب مدن شمال وغرب البلاد، وعلى الرغم من سيطرة التنظيم على مساحات في محافظة صلاح الدين ومنها مدينة بيجي القريبة من المصفاة، وتبادل السيطرة مع القوات العراقية على تلك المساحات إلا أنه لم يتمكن من السيطرة على مصفاة بيجي بشكل كامل حتى اليوم.
وللعراق 3 مصاف رئيسية للنفط، هي مصافي بيجي، والدورة ببغداد، والبصرة(جنوب)، وتعد بيجي الأكبر بينها بإنتاج 170 ألف برميل من المشتقات النفطية يوميا يتم استهلاكها محليا.