-1-
لاشك انّ ” البطالة ” هي من أبرز المشكلات التي يعاني منها العراقيون ، ولا سيما الشباب ، وخصوصاً من أنهى دراسته الجامعية وبقي بانتظار التعيين في دوائر الدولة .
والتعيينات – للاسف الشديد – ارتبطت بالحاجة الى ” شخصية نافذة ” تتبنى انجاز الطلب ، أو تقديم رزمة من الأوراق (الخضراء) أو (الحمراء) الى مَنْ بيدهم الأمر ، ومعظم طالبي التعيين يعجزون عن ذلك، ومن هنا تكدّست الأرقام بعيداً عن تحقيق المرام ..!!
-2-
انّ اضطراب الأوضاع الأمنية في البلاد ، بفعل الهجمات الشرسة التي يشنّها الأوغاد من المجرمين – على اختلاف دوافعهم واتجاهاتهم – قد ضيّقت فرص العمل الحرّ، ذلك أنّ الأسواق التجارية لم تفتر عن لحونها الجنائزية وهي في أشدّ حالات الركود …!!
-3-
وجاءت موازنة عام 2015 لتزيد الطين بلةً – كما يقال – حيث كان انخفاض أسعار النفط عاملاً ضاغطاً ، أدى الى تقليص ايرادات الدولة ، الأمر الذي انعكس سلبياً على تنفيذ العديد من المشاريع، والعجز عن استيعاب الكثير من العاطلين في الدوائر الحكومية..
-4-
لقد لاحظنا انبثاق طبقةٍ جديدة اهتمّت بالبحث عن ” عمل فريد ” ليس مشروطاً بما لاتقوى عليه، من دعم النافذين أو تقديم المال للمفسدين، وذلك هو التفرغ لاثارة التساؤلات والشبهات والشكوك والطعون بالكثير الكثير من رموز الوطنية والاعتدال والنزاهة ، حتى عدّت وجود أقرباء لهم في دوائر الدولة أمراً مُثيراً للنقد والاعتراض …!! مع أنَّ العناية بالاقرباء فقط دون غيرهم من المواطنين هي الثغرة الحقيقية في جدار الوطنية والاخلاق ..!!
-5-
انّ هؤلاء – للأسف – لم يسلم منهم حتى مَنْ فتح بابه لاستقبال البائسين وبَذَلَ وسعه لانجاح طلباتهم ..!!
-6-
واذا كان من الصحيح مواصلة البحث الدؤوب للحصول على عمل شريف يضمن الحياة الكريمة للانسان، فانّ من غير الصحيح على الاطلاق أن ينهمك في عمليات القدح والتجريح والاساءة لمن يؤرقهم تزايد العاطلين ، ولا يفترون عن تقديم المساعدات الممكنة لهم، ليتجاوزوا هذه الحالة الحرجة .
انهم قد يُتهمون بالحسد ، – وهو تمني زوال نعمة الغير- ، وهو من كبائر الذنوب الكاشفة عن دناءة وخسة …
وقد يُوصمون بالافتراء حيث لا ينطلقون من ” حقائق ” و “وقائع ” …
وقد تفترسهم مكائد الشيطان لتعبث بدينهم وأخلاقهم بعد ان عبثت بهم أوضاعهم المتأزمة .
انهم لابُدَّ ان يعمّقوا صلتهم بالله : الرزّاق الجواد، المجيب لمن دعاه وناداه..،
وأنْ يواصلوا السعي للوصول الى ما يريدون ، حيث لا تدرك الرغائب بالأماني …