انتشرت في السنوات القليلة الماضية ظاهرة الطلاق المبكر وهي ظاهرة جديدة تفتك بمجتمعاتنا ، حيث لم يدم الزواج سوى بضعة شهور أو سنوات قليلة وتنتهي العلاقة الزوجية بالطلاق ، وتشهد مجتمعاتنا ارتفاعا ملحوظا في نسب حالات الطلاق ولايختلف الحال من بلد الى اخر.الزواج المتعجل ينتهي 50 بالمائة منه الى حالة الطلاق في العام الاول منه وذلك مؤشر الى وجود العديد من الثغرات في بناء هذه الزواجات وقد يكون الاختيار المتعجل وعدم المعرفه الشخصية لكل واحد منهم للاخر وهي نوعية السلوك واختلاف الطباع ولكن الاخطر والاعمق في هذه المشكلة يكمن في سهولة اتخاذ قرار الطلاق لدى حديثي الزواج وبه تضيع جميع حقوق الزوجه لانها لاتملك عقد زواج رسمي ويقتصر على عقد زواج رجل الدين في بلدان الانتظار وغالبا غير معترف به في المحاكم الرسمية ، وسنحاول تسليط الضوء على اهم الاسباب واخطرها التي تنهي تلك الرابطة المقدسة، .. بعد ان يتم الاعداد والتهيئة للزواج من قبل الخطيبين على قدم وساق خلال الاشهر التي تسبق الزواج لتحقيق احلامهم الكبيرة ببناء عشهم الزوجي الجديد ليعيشوا احلى ساعات العمر بسعادة تغمر قلب الخطيبين وتحلق بهم في عالم الحب والسعادة لخوض تجربة العمر الجديدة والتخطيط للمستقبل السعيد و انجاب الاطفال حسب ما مرسوم في خيالاتهم …..وسرعان ماتتهاوى تلك الاحلام وتنهار تلك الروابط الحميمية وتنهي أقدس رابطة تجمعهم بأشهر ويصبح الفراق والطلاق الخطوة القادمة لانهاء الحياة الزوجية.
ومن خلال تلك الحالات والقصص التي تتكرر على مسامعنا ونعيش تفاصيلها في بلدان الغربة ومنها استراليا و بالاخص عملية سحب الزوجه أو الزوج من خارج استراليا والتي غالبا ماتنتهي بالطلاق، ويمكن ان نشخص اهم المشاكل او المعوقات التي تعتري تلك المرحلة المهمة من حياة الازواج في تلك البلدان والتي تشغل بال الكثير من العوائل وتؤرقهم لما ألة اليه حال ابنائهم وبناتهم وهي :
1- تطور المجتمع وزيادة حاصلة في الوعي الاجتماعي ورفض كل الاساليب القديمة في علاقة المرأة مع الزوج والتسلط الذكوري في اتخاذ القرارات الفردية التي تهم الاسرة وعدم الاهتمام برأي اوطروحات الزوجه ومشاركتها في اتخاذ القرارات المصيرية التي تهم حياتهم كزوجين شريكين في السراء والضراء .
2- عدم وجود حب حقيقي يجمع الزوجين ، والشك وعدم الثقة والريبة في تحرك كل واحد منهما والتي تهدم العلاقة الزوجية.
3- العامل الاقتصادي وهو الاهم في بلدان الغربة حيث تتحرر الزوجة من القيود المالية لحصولهاعلى راتب من مؤسسة الضمان الاجتماعي وبهذا تتحرر المرأة ماديا من تبعات الزوج المالية التي تسيطر على حياتها و تيمناً بالمقوله الشعبية ( الماعنده فلس مايسوى فلس ) والاعتماد على رب الاسرة، وبسبب الرواتب التي تدفعها الحكومات الغربية لاسر الاجئيين وهي من اهم الاسباب التي تدفع بالمرأة بالتخلص السريع من التبعة المالية بالمصروف بالاعتماد على الزوج في تلك العلاقة والتي كانت تحكمها في السابق . وهناك العكس يكون التعاون المالي بين الزوجين هو اساس الحياة المنسجمة في داخل الاسرة .
4- التهاون في الحقوق من قبل الزوج والزوجة والسماح للاخرين من اهل (الزوج أو الزوجة ) في التدخل في العلاقة الزوجية وافشاء الاسرار الخاصة بينهما.
5- وهناك اعتقاد خاطئ عند بعض الازواج بان المراة وجدت لخدمتهم واشباع رغباتهم الجنسية. في حين يقع كاهل تربية الاولاد ونشئتهم والاهتمام بامور البيت على الزوجه.وعند حدوث المشاكل البسيطه عدم الرجوع الى منطق العقل والهدوء في حل تلك المشاكل والتعنت من قبل الطرفين في تنازل بعض الشئ للاخر والاعتذار عن الخطأ.
6- عدم التريث في اتخاذ القرارات السريعة التي يتخذها الجانبان في المواقف بحالة الانفعال والعصبية ، والتروي في النقاش الهادئ بالطرح والاخذ برأي وطروحات الزوجة .
7- التكبر والتعالي في فوارق التحصيل العلمي والتمسك بروح الانا سبب رئيس في انهاء العلاقة الزوجية .
8- الكذب وعدم الصدق في التعامل في الحياة اليومية ، والخيانة الزوجية من اشد مايفتك بتلك العلاقة وينهيها . تلك اهم الاسباب التي تنهي العلاقات الزوجية ووصولها الى مفترق الطرق بالاضافة الى ان هناك اسباب اخرى غير شائعة لاتقل اهمية عن التي ذكرناها.
9- في حالةالتاخر عدة ايام في حل الخلافات البسيطة بين الزوجين على مائدة المصالحة وعدم الاعتذار للاخر وعدم اشراك اطراف اخرى يسبب تعقيد المشكله، ان تأخيرها يؤدي الى تراكمها وصعوبة حلها .
10- دخول التطور التكنلوجي الى البيوت مثل الانترنيت والانشغال في مواقع التواصل الاجتماعي (الفيس بك ) يودي الى اضعاف جلسات الود العائلية والمحادثة في امور تخص الاسرة والانسجام بين الزوجين.
في الختام اتمنى صفاء القلوب وتجاوز المحن والمشاكل كي تمنح السعادة الدائمة للزوجين والعيش بأمان بعيداً عن منغصات الحياة .