ذكر لي أحد البرلمانيين صورة قاتمة عن بعض ممثلي الشعب تحت قبة البرلمان عندما يتم التصويت على القرارات المهمة التي تمس حياة الشعب حيث لاحظ هذا البرلماني أن بعض زملائه ( المؤمنين ) ينكفئون منبطحين تحت الكراسي خافضي رؤوسهم بين أرجلهم قبل التصويت على أي قانون أو قرار و لتكرار هذه الحالة و أنسجامها مع بعض الحالات الانبطاحية عند الكثيرين من السياسيين قرر صاحبنا أن يستكشف هذه الحالة الغريبة فكانت المفاجأة أن هؤلاء الاخوة كانوا يمسكون ( المسبحة ) و يأخذون خيرة ( يصوت أو لا يصوت ) فاذا كانت الخيرة في التصويت كانت و الا فلا … حتى ان كان القرار فيه مصلحة للشعب او له أهمية في أنقاذ هذا الوطن مما ألم به و هكذا باتت القرارات التي تخص الشعب (و الذي أنتخب ممثليه ليراعوا مصالحه ) يخضع الى أمزجة برلماني و خيرة سبحته أو توجيهات رئيس كتلته أو مصالح الفئة التي يدعي انه يدافع عنها و يستميت في القتال من أجلها و بما أن الفئات قد تتقاطع مصالحها وفق أجندة التقسيم ( البايدنية ) فلابد أن تتقاطع التوجيهات و يتصاعد الصراع فيصوت من يصوت و يمتنع من لا يرى في القرار مصلحة له أو لمن يمثل ،
و لكن طبعاً هناك أستثناءاً لكل هذا فهناك نوعاً من القرارات لا تخضع للخيرة أو للحيرة و لا للتقسيمات الطائفية او الاثنية او الفئوية فبعض القرارات ترفع لها الايدي و الاعناق و يسيل لها اللعاب و ( تحك لها الايدي ) فهناك أسطورة عراقية تقول أن من ( تحكه يده ) فسيستلم مالاً ( فلوس ) و لهذا فاغلب سياسيينا لا تهدأ أيديهم عن الحك بسبب و بدون سبب أما باقي العراقيين فهم اليوم يعيشون أفضل حالات الحك و الهرش الموسمي و لكن ليس لكونهم سيستلمون الفلوس بل بسبب (كرصات ) الحرمس و البعوض العراقي مع تزامنها بموسم العقوبات الكهربائية الصيفية المتقطعة ، و (شتان بين حكة اولئك و حكة هؤلاء) وأخيراً يبقى الامل في الثلة القليلة الذين لا يخضعون للمساومات و لا تأخذهم في الشعب خيرة أو حيرة و لا يتوقف ضميرهم عن العمل عند محطات الاختبار الوطنية و دمتم سالمين .