19 ديسمبر، 2024 6:24 ص

الكافر العادل خير من المسلم الظالم

الكافر العادل خير من المسلم الظالم

قد يستغرب القاريء الكريم من عنوان المقال المتضمن أفضلية الحاكم العادل الكافر على الحاكم المسلم الظالم،ولكن العجب سيرتفع في طلب رسول الله صلى الله عليه وآله من المسلمين الهجرة الى الحبشة،ﻷن ملكها النجاشي كان عادﻻ،ونفس العنوان كرره بعض علمائنا الكبار.
ليس تولي الحكم مكسبا شخصيا وحقا فرديا يطالب به زيد او عمرو ويشتريه بالمال والوعود الفارغة وتسقيط المنافس باﻹفتراء والبهتان واﻹتهام،بل تولي الحكم والمسؤولية،امانة ينوء بها من كان اهلا لها،وشرط اداء اﻷمانة العدالة التي تقتضي ان يقف الحاكم من الشعب على مسافة واحدة،فلاحزبية وﻻطائفية وﻻعشائرية وﻻواسطة في منهاجه،ولكن هل الذين يحكمون العراق قد وضعوا المصلحة العامة اولوية في منهاج ادارتهم للعراق؟ام وضعوا المصالح الخاصة حقا وهدفا ستراتيجيا وسخروا لها المال والهمج الرعاع ؟وﻻنحتاج الى عناء في اكتشاف مايجري في واقعنا المزري،فأكثر هؤﻻء الذين يتبوؤون مراكز القرار وادارة الدولة،لبسوا ثوب الحق على فصال الباطل،يقال ان عمر بن عبدالعزيز سأل اباه عندما كان واليا للمدينة وكان يسب اﻹمام علي عليه السلام في نهاية خطبة صلاة الجمعة ولكنه يرتبك ويتلعثم ويرتجف عند السب! ياأبتاه لماذا ترتجف وانت خطيب بارز ومتكلم بليغ؟قال يابني علي بن ابي طالب خير اهل اﻷرض بعد رسول الله!فقال:عمر إذن لماذا تسبه؟فقال:ﻻيدوم ملكنا اﻻ بسبه؟!
فهؤﻻء مصداق لقول اﻹمام علي عليه السلام(أﻻ وإن من ﻻينفعه الحق يضره الباطل،ومن ﻻيستقيم على الهدى يجره الضلال الى الردى).
اين اكثر هؤﻻء المسؤولين من البطالة والفساد المالي واﻹداري واﻷخلاقي ومن الذي تستر على المفسدين،واين القضاء والنزاهة واين اﻷخلاق والشرف والقسم؟فهل هم مسلمون؟ نحن نعتقد انهم مسلمون؟لكن هل شرع اﻹسلام اﻹختلاس والسرقة والرشوة؟وهل شرع اﻹسلام الطائفية والخيانة؟فأين عدالتهم اذا كانوا مسلمون؟واين تقواهم اذا كانوا مؤمنين؟واين هؤﻻء السادة من قول الإمام علي عليه السلام:(أأقنع ان يقال هذا امير المؤمنين وﻻأشاركهم جشوبة العيش ومكاره الدهر)واين اولئك من قول عمر بن الخطاب:(لو عثرت بغلة بأطراف دجلة لسألني الله عنها).ألم يضع اﻹمام علي عليه السلام النار على يد اخيه عقيل عندما طالب بزيادة عطائه؟!اين سيدالموحدين في نهجكم؟هل الهدف ان يقال لهم معالي الرئيس ودولة القائد؟ام هم خدم الشعب؟
(اننا نعيش في زمان ليس فيه شيء اخفى من الحق وﻻأظهر من الباطل،وتخاصم الناس بالقلوب).

أحدث المقالات

أحدث المقالات