في عام 1957م ازيل الجسر العائم الذي يربط الأعظمية بالكاظمية وتم بناء جسر قوي شبيه بجسر الأحرار من حيث التصميم الشبيه بدوره بجسر باترسي في لندن.
وبعد الانتهاء من بناء الجسر أراد أهالي الأعظمية، تسميته باسم الأمام ابو حنيفة النعمان فيما اراد أهالي منطقة الكاظمية، تسميته باسم الأمام الكاظم ووصل الأمر الى – ثعلب السياسة العراقية – بلا منازع ، نوري باشا السعيد فقالوا له كيف الحل باشا ؟ أطرق رأسه مليا ثم قال “بسيطة نسميه جسر الأئمة وتنحل المشكلة” فكان له ما اراد بكل ود واحترام وسط بهجة وفرح الجانبين ، المعاظمة والكواظمة حفظهم الله من كل سوء ومكروه وألف بين قلوبهم ما تعاقب ليل ونهار .
“لا بوكسات ، لا دفرات ، لا هاونات ، لا مسدسات ، لا قناصات ، لا رمانات ، لاهتافات ، لااستفزازات ، لا تظاهرات لا ميليشيات ، لا قاذفات ، لابي كي سيات ..لا صحافة تؤجج الفتن ليل نهار ، لا عمائم تنبش الماضي وتؤلب القلوب على بعض ، لا ساسة تلعب على الحبلين من اجل مصالحها ومصالحها فقط ” كلمتان حلتا المشكلة ( جسر الأئمة ) وووبس والنتيجة حبايب بهدف لكل منهما .
حقا ان العراق اليوم بحاجة ماسة الى قادة اذكياء ، أوفياء ، أمناء على شاكلة – ابو صباح – الباشا نوري السعيد الذي شغل منصب رئاسة الوزراء في المملكة العراقية 14 مرة بين 1930 – 1958 والذي قتل فيما بعد بعيد قيام ثورة 14 تموز ولم يترك لأهله مالا أو تركة فيما خصص لزوجته مبلغ قليل بالكاد يكفي لسد رمقها وفي مطلع الثمانينيات من القرن الماضي التمست ابنته العودة الى العراق فسمح لها إلا أنها أودعت في دار الرعاية الاجتماعية بعد فرض الحصار على العراق عام 1991 .
بالمقابل لو توهمنا وعلى سبيل الفرض ان بناء الجسر كان في يومنا هذا ونشب الخلاف بين الجانبين- الكواظمة والمعاظمة – لتسميته ترى كيف سيتصرف من أثروا على حساب الشعب انطلاقا من ديماغوجيتهم المعروفة – ارضاء للجمهور التابع لهم شكليا لضمان تأييدهم في الانتخابات فضلا عن المهاترات والخصومات التي يخضونها ضد بعضهم البعض على مدار الساعة – ؟! لاشك ان التصريحات النارية والطائفية ستملأ صفحات الجرائد والفضائيات والإذاعات مشفوعة بنبش الماضي القريب والبعيد ، اضافة الى مقاطعة جلسات مجلس الوزراء والبرلمان وتعطيل اقرار القوانين المهمة وتجيير منابر الجمعة لحساب هذا الطرف او ذاك وانتشار الميليشيات المسلحة وارتفاع وتيرة الاغتيالات والاختطاف متأثرة بالشحن الإعلامي من كلا الجانبين…رحم الله الباشا وايامه ورحم الله ملا عبود الكرخي الذي انتقد حكومته سابقا ولو كانا حيين لما فعل الكرخي ذلك لأن ما يحدث في العراق اليوم ليس له مثيل على مدار 94 عاما من عمر الدولة العراقية الحديثة ، ونختم بأبيات للكرخي من قصيدته الرائعة ” قيمم الركاع من ديرة عفج ” :
يا حكومتنه الرشيدة ام الوقار
الفساد المالي عنوان الچ صار
ندري جابوكم ابدبابه وقطار
ليش ظليتوا سمچ ياكل سمچ
قيم الرگاع من ديرة عفچ