قال جرير وهي مبالغة شعرية :-
لما أتى خبر الزبير تواضعت ..سور المدينة والجبال الخشع
وقال مبالغا :-
والشمس طالعة ليست بكاسفة .. تبكي عليك نجوم الليل والقمرا ؟
هل المبالغة أصبحت جزءا من نفسية المواطن العراقي والعربي ؟ هذا ما يحتاج الى دراسة ومراجعة , ولكن المؤكد أن أحزاب العراق بقسميها الذي يدعي التدين والذي يدعي العلمانية تختزن الكثير من حديث المبالغة , وأذا كانت المبالغة مجازة في الشعر ” أكذبه أعذبه ” فأنها غير مستساغة في ألآجتماع والعمل السياسي , وهذا مالم تلتفت اليه بعض ألآحزاب في أحتفالاتها بشخصياتها التي يحتفظ الواقع لها بصورة غير ماتقدم حزبيا , وربما هذا من أسباب فشل ألآحزاب في الحصول على ولاءات القاعدة الشعبية , المعروف تاريخيا في حقبة ظهور ألآحزاب ألآسلامية في العراق منذ نهاية الخمسينات من القرن الماضي وما طرحته من أفكار ومعارف , أن السيد محمد باقر الصدر هو المؤسس ليس فقط للتنظيم ألآساس , وأنما هو المفكر والمنظر الذي فسر المعرفة البشرية تفسيرا جديدا من خلال نظرية التوالد الذاتي مما جعله يتقدم على أرسطو برتبة المعلمية , وستظل مؤلفاته ” فلسفتنا , وأقتصادنا , والبنك الاربوي في ألآسلام , وبحوث في مستمسك العروى الوثقى , وحلقات ألآصول , وألآسس المنطقية للآستقراء , وغيرها ” تمثل موسوعة غنى للفكر البشري وليست مقولات وخطابات حزبية مثلما درج عليها مؤسسو ألآحزاب الذين لم يغادروا مناخاتهم وغرفهم الحزبية , وماركس رغم ديالكتيك التاريخ قتلته الذات الحزبية في صراع الطبقات فظل متقوقعا ينتظره الفشل الذي حاصر دولته في تسعينات القرن الماضي , لكن محمد باقر الصدر ظل متألقا فكريا بحجم البرهان الفلسفي وظل مفكرا بحجم المعرفة , وهذا ما يعرفه خبراء المعرفة .
لكننا نرى وبوضوح أن ذاتية بعض ألآحزاب لم تغادرها , مما جعلها تطوي كشحا عن العملاق الموهوب محمد باقر الصدر , لتتفاخر بمن هم تلاميذه مع عدم القدرة على مواصلة طريق التلمذة , وبمن هم رفاقه مجازا ولم يعطوا للرفقة حقها , وفي كل الحلات فهؤلاء المحتفى بهم من قبل أحزابهم لم يخترقوا جدار العالمية فكريا كما فعل محمد باقر الصدر , ولم يكونوا أستثنائيين في سلوكهم الشخصي وفي علاقتهم مع الناس , بل هناك مطبات شخصية لبعضهم تجعلهم دون مستوى العادي من الناس , ومن هذه صفته فليس عدلا ولا منطقا أن يقارن بالرموز ؟
أن محاولة أظهار أحتفالات ألآحزاب بمظهر أكبر من أحتفالات الدولة هو خلل يحاسب عليه مسؤولو الدولة مثلما يحاسب عليه مسؤولو ألآحزاب لجهة الهوية الوطنية تحديدا وألآخلاقية لجهة ألآستاذية والسبق المعرفي .
أما محاولة بعض ألآحزاب تهميش الدولة لصالح داعش وعصابات ألآرهاب , فتلك مسألة وطنية بالغة الخطورة لايجوز السكوت عنها مهما كانت أخطاء الحكومة , فأخطاء الحكومة يمكن معالجتها رغم فداحة ضريبتها في الفساد , ألآ أن المنهج ألآرهابي التكفيري والذي أصبحت له حاضنات في المناطق الساخنة والمتوترة , وعلاقة ألآرهاب الداعشي مع الحاضنات مبنية على خطأ تاريخي تراكمي أسيئ فهمه وأسيئ توظيفه مما جعله قابلا للتمرد على كل شيئ بما فيه عقيدة ألآسلام وكتابه القرأن الكريم , وخروج عصابات داعش على نص ألآية “112” من سورة التوبة صار واضحا , فهم يتعمدون تجاوز حدود الله , قال تعالى في صفة المجاهدين في سبيله ” التائبون , العابدون , الحامدون , السائحون , الراكعون الساجدون , ألآمرون بالمعروف والناهون عن المنكر والحافظون لحدود الله وبشر المؤمنين ” – التوبة -112- فهذه تسعة شروط كلها غير متواجدة في عصابات داعش والخروج على الحدود من أوضحها , وعلى ذلك لايجوز أضعاف قرارات الحكومة فيما يتعلق بالحشد الشعبي , ومن يفعل ذلك أنما هو شريك لداعش التي تخطط للآنقلاب على كل مقدسات ألآمة في مكة والمدينة وعلى كرامة ألآنسانية , وألآحزاب التي تعمل على هميش الدولة في أحتفالاتها هي تذكرنا بأحتفالات ما يسمى بساحات ألآعتصام سيئة الصيت , والتي ظهر لاحقا بأنها كانت ساحات أنتقام من العراق وغدرا بأهله