بكل صلافة وبدون حياء .. يخرج علينا وزير دفاعنا بتصريح كاذب غايته التسويف من خلال زيارته الدعائية لقاعدة الحبانية ، وكما أظهرته قناة البغدادية بالصوت والصورة ، ليقول أن الأنسحاب من الرمادي كان انسحاب تكتيكي .. ثم .. وليس بعد شهر او بعد سنة ، بل ثاني يوم مباشرة من هذا التصريح يصدر اعلان باسم وزير الدفاع ونشرته معظم القنوات الفضائية يقول فيه ان الأنسحاب كان غير مبرر .. مافتهمنه .. تكتيكي ، لو غير مبرر ؟.
الظاهر قادتنا العسكر يحاولون التشبث بأي قشة لكي تخرجهم من مستنقع الفشل والأرتباك وفقدان القيادة والسيطرة في العمليات العسكرية التي تخوضها قواتنا المسلحة والأمنية مع عصابات داعش الأرهابية .. المخجل بل المسيء الى جيشنا المقدام ان الكثير من قادتنا الفطاحل قد سارعوا لتأييد بعض جنرالات الجيش الأمريكي الذين برروا سقوط الرمادي بعاصفة ترابية مفاجئة .. وكأن عاصفتنا الترابية تغشي عيون المقاتلين العراقيين المدافعين عن مدننا ، ولا تغشي عيون المهاجمين من شراذم داعش .
على هذا القياس .. ووفقا لمعرفة الجميع بطقس العراق الترابي المغبر الكثير العواصف الترابية خلال الصيف .. فأننا نتوقع وفقا لهذا التحليل الغريب أننا سنخسر مدينة عراقية مقابل كل (عجاجه) تهب علينا .. وربما بغداد ستكون استثناء وتنجو من مخاطر تلك العواصف لكبر مساحتها ومتانة دفاعاتها .. لكنها حتما ستكون تحت خط الخطر المحدق عند هبوب تلك العاصفة الموسمية المميزة التي تجعل سماء وتراب واشجار بغداد بلون المشمش ، وخصوصا ان توقيت حدوثها السنوي على الأبواب ، والتي يسميها اهالي بغداد بـ (فسوة العجوز) .. فهل من الممكن وفق تلك التحيلات الأمريكوعبيدية أن نخسر بغداد مقابل فسوة ؟.. لا نملك إلا أن نحذر أهالي العاصمة منها فقد تسقط عاصمتهم الخالدة كما سقطت في 2003 .. وندعوا بأخلاص مبتهلين من العلي القدير أن يجنبنا مخاطر فسوة العجوز ومن قبلها ضراط الجعفري.