ذات يوم في رمضان كنت بحاجة الى مقال عاجل في صفحة آراء حرة بإحدى الصحف المحلية لوجود نقص فيها، اجريت اتصالات مكثفة مع الزملاء الصحفيين مشترطا مقالا غير منشور في أي موقع او صحيفة ورقية او الكترونية فجاءني الرد العاجل من المبدع ، عبد القادر التحافي ، وارسل لي مجموعة كتابات متسلسلة في حلقات بعنوان جامع ” ذكريات باسمات ” ولفت انتباهي ان احداها كانت أروع من الأخرى فضلا عن الخط الجميل الذي كتبت به مذكرا إياي بروائع هاشم الخطاط .
واذكر ان خلاصة واحدة منها وهي التي تم ارسالها الى النشر ، ان ” ضابطا كبيرا في الجيش العراقي وبعد انتهاء التمرين التعبوي في احدى الربايا أراد ان يستريح في خيمته استعدادا للفطور فطلب من المراسل ان يأتيه بقدحي ماء مملؤتين الى النصف اضافة الى كرسي خشبي ولما جاءه بما طلب نزع القائد عينه الزجاجية اليمنى ووضعها في القدح الأول ، ثم انتزع طقم أسنانه فوضعه في القدح الثاني ، ثم انتزع ساقه الصناعية ووضعها على الكرسي ففزع المراسل وهرول مسرعا الى آمر الوحدة المجاورة وهو يصرخ ” سيدي ..ألحقنا قائدنا تبعثر !!!” .
فهدأ الآمر من روعه وقال له ” أبني قائدنا فقد عينه في معارك 1948 ضد الصهاينة ، عندما كان شابا في مقتبل العمر وفقد اسنانه في معارك 1967 او ما يسمى بنكسة حزيران وفقد ساقه بلغم ارضي في معارك الشرف عام 1973 في حرب رمضان وعبور القنال وتدمير خط بارليف المعادل لخط ماجينو الفرنسي .
باختصار ” قائدنا تبعثر ليتوحد الوطن العربي دولا وشعوبا وجيوشا واحزابا وحكومات ” فتوحد – من مرض التوحد – وتبعثرتم فأي الفريقين أحق بالأمن ان كنتم تعلمون ؟! الجواب الرباني يقول: ” الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ”.
ترى لو كان المتبعثرون هم من يقودون الجيش العراقي حاليا هل كان حالنا على ما هو عليه الآن ؟! نسخة الى الجايجي الذي اصبح نقيبا ومازال يصب الشاي لهم ويخدر- القوري – تلو الاخر بانتظار الفرج الذي لن يأتي قطعا عبر استكانة شاي مهيل على الطريقة العراقية !!اودعناكم اغاتي