هل لدينا اهرامات؟!!!! نعم، وهم الرئاسات الثلاث، فالكثير منى سمع بالأهرامات المصرية وتأريخها القديم وكيف بناه الفراعنة القدماء؟ وعلى حساب من وهم العبيد، أنحن عبيد قامت واجتمعت عليها الرئاسات الثلاث مع السلطتين التشريعية والقضائية ام نحن احرار نختارهم بأصواتنا؟ ام بأصواتنا المزيفة؟ التي جعلتهم علينا حكام لا سبيل لديهم الا القمع والظلم ونشر الفساد والفتنة بيننا تأكل الأخضر واليابس منا وتغير نفوسنا الى جهة الظلام ونشر روح التملق بين اوساطنا الثقافية والفكرية، وتحديد مصيرنا كأننا عبيد لديهم (لاحول ولا قوة)، لقد وصلت قوة الاستبداد لديهم كأنهم الهة ونحن نعبدهم بشتى الطرق حتى وصلنا للسجود إليهم وتقبيل أيديهم ومن ينكر ذلك (وهي معروفة عدنا).
لقد خلقنا الله احرار ولنا كل الاختيار في توظيف من يمثلنا ويدافع عنى في سبيل اصلاح وبناء المجتمع، كما قال احمد عرابي(لقد خلقنا الله أحرارا ولم يخلقنا تراثا أو عقارا، فو الله الذى لا إله إلا هو لن نورث ولن نستعبد بعد اليوم)، واذكر قصة حدثت لي اثناء فترة الانتخابات وماذا يروجون لها من فعاليات (جمبازية) وشعارات (قوقازية)، جلب لي احد توابعهم سيرة ذاتية لاحد أعضاء مجلس النواب وقال لي (انتخبه وراح اعينك بالمكان الي تريد)، وكثير من الأمثلة التي استعبدت افكارنا وعقولنا واستحوذوا عليها بأفعالهم والتي باتت تنكشف بمرور الوقت وذلك لاستيقاظنا من الغيبوبة (ولو هذا حلم عدنا) التي وضعونا فيها لتعزيز الاستفادة وتخزين محصولهم ورفع أسهمها في البورصة العالمية تحت أسماء وهمية، لقد حدث الكثير وما زال يحدث ولكن بدون نفع، وانما حدث العكس رغم المظاهرات والمسيرات التي نددت بتخفيض رواتبهم وتقاعدهم العملاقة التي اسقطت هيكلية الدولة وميزانيتها العملاقة وبذلك فرض حصار على الشعب بدعوة (التقشف) وأيضا فرض ضريبة على البضائع المستوردة وتمديد مدة رواتب الموظفين الى أربعين يوم، وكل هذه الاحداث التي مرت بها الدولة والشعب وهم واقفين وحازمين على قرارهم الابدي بعدم التخفيض وكأنما نحن في مزاد علني (ولو هم يأخذون المزادات السرية لانهم من عاداتهم المشبوه)، لقد بنوا أهراماتهم العاجية على أساس مجموعة من المتملقين الرائدين في هذا المجال لتحقيق احلامهم وامنياتهم وبيع أصواتهم وضمائرهم المتعاقدة مع الشيطان في ساحات الظلم والفساد، ولكن طريقهم قصير وليس فيه امل رغم تمركزهم في التشكيلات الحكومية يعني كما قال المثل (كل من يحود النار الخبزته)، اذا كيف نستطيع اسقاطها واسقاط دعامتها الأساسية الواقفة على ظهور احلامنا وامالنا نحو حاضر ومستقبل مشرق يستدل فيه الصغير والكبير ونصبح احرار بعد التحرر من السلاسل والقيود التي قيدونا بها منذ مجيئهم الى العراق، واي عراق أتوا اليه بعد خراب وحصار دام لأكثر من ثلاثة عقود تعوز فيها الام لحليب طفلها والأب ينهض مع صوت الديك فجرا ليعيل اطفاله الجياع (كأنهم فراخ في عش عصفور)، فليتفق صوت حريتنا ونعمل على تثقيف افكارنا وتأجيج عزيمتنا التي سلبت منى بمحض لحظة بسرعة الضوء وليس صدفة، فحياتهم منطوية تحت طاولة القانون الذي شرعوه واستغلوا ضعفنا وضعف انفسنا اتجاه المال وحب الذات الفردية وليست العامة، فلم يكن خطأ عندما قال الامام علي (يا عبدت الدينار)، لأننا متعطشين راحة النقود وحلاوتها التي فقدنها وفقدنا ضمائرنا بسببها وتأخرنا كثيرا في مواكبة عصر التكنلوجيا التي نحن فيها الان، أتنظرون لنا او تسمعوننا عند خروجنا الى ساحات الاعتصام والمطالبة بحقوقنا التي باتت فعل ماض لا مرفوع ولا منصوب ولا حتى مجرور، فأفتحوا اذانكم وعيونكم واخرجوا الى الشوارع وانظروا اليها كيف أصبحت مأساة بضلال التقشف والجوع
وانظروا الى وجوه الناس ترونها مضمحلة وقاسية، بسببكم وسبب تصرفاتكم الشريرة وتصرفات توابعكم(المتملقين).
يقول افلاطون (غير افكارك تغير حياتك)، هل يمكن ان نغير افكارنا وضمائرنا التي اندثرت تحت الاقدام، ونلحق بكرامتنا التي سلبت وباتت وهمية من شدت الخطابات والحوارات التي اجادوها وغيروا فيها سلوكنا وارادتنا، فلننظر لقول افلاطون ونتمعن بكلماته على وجه التغير من الفكري الى الحياتي، فلننظر لأنفسنا في المرآة ونتمعن بأشكالنا ونزيل الأقنعة من وجوهنا التي اختبأنا خلفها لفترة طويل من الزمن ونسينا بذلك حتى جذورنا وتسامحنا مع بعضنا البعض، وكما قال المثل (من ايدك الله يزيدك) والزيادة نوعين خير وشر، وأكيد شر لأنه اضحى يسري بدمائنا ويعمل عمل الاوكسجين، فمرح لنا والى عقولنا ومرح لهم(أهرامات) على فوزهم الساحق بالعراق.
والامثلة كثيرة قوله تعالى: ( إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)، ولا يأتي التغير الا بالإصرار والارادة وقوة العزيمة وإظهار روح القتال الفكري والثقافي معهم كما يقتلوننا به، فلنرفع صوتنا ونمزق حناجرنا بأعلى الأصوات ويكون هدفنا واحد وهو التغير وتلبية مطالبنا المهملة والغبار عليها فلنخرج ونوحد صفوفنا كأننا حزمة واحد من الاعواد لكي لا يكسروننا ويحطموا احلامنا التي حرمنا منها منذ زمن البعيد ولازلنا في دوامة الحرمان التي قد نخرج منها وهناك امل ان شاء الله.