18 نوفمبر، 2024 12:53 ص
Search
Close this search box.

العرب وأحقاد ورثة ساسان

العرب وأحقاد ورثة ساسان

قبل ايام خرج علينا أحد المسؤولين الإيرانيين وهو (علي يونسي) مستشار الرئيس الإيراني، بتصريح قال فيه أن ايران اصبحت امبراطورية عاصمتها بغداد، ثم اعقبه بعد أيام مواطنة المدعو (حسن هاني زاده) رئيس تحرير وكالة مهر الايرانية بتصريح آخر يدعو فيه العراقيين الى خلع الكوفيه والعقال و الإنسلاخ عن محيطهم المتسخ وانتمائهم العربي والعمل على الاتحاد مع اصدقائهم وجيرانهم واخوانهم من اتباع آل البيت، ومن الواضح ان هذه التصريحات تنضح بما يدور الآن بعقول الساسة الايرانيين واصدقائهم من العراقيين وتكشف عن ما يجري في مطابخ السياسة الايرانية وبعض الجماعات العراقية وتفضح محاولات تطبيع التدخل الايراني الأوسع بالعراق في مرحلة ما بعد داعش.

ولكن وبصرف النظر عن الجوانب السياسية، يبدو ان جيراننا الإيرانيون والفرس منهم تحديداً رغم تضاهرهم بالتدين وتعصبهم لنصرة آل بيت النبوة عليهم السلام جميعاً، لم يفقهوا القرآن الكريم كما يجب ولم يطلعوا على أحاديث النبي العربي المصطفى محمد (r) كما هو مفترض ولن يقرأوا حقائق التاريخ جيداً، وإلا لما كان لمثقفيهم ان يتفوهوا بمثل هكذا تصريحات سخيفة صفيقه، لذا بات الزاماً علينا نحن العرب حمله رسالة ولواء الاسلام الى العالم ان نوضح لجيراننا الإيرانيون المتمشدقين جدا بالدين وبالتشيع لال بيت الرسول (r) ولكل من يدور بفلكهم دون وعي ودراية بحقيقة اطماعهم ونواياهم المغرضه، بما لايحطون به علما عن العرب ومكانتهم عند الله سبحانه ولدى ملائكته المكرمين الى يوم الدين، فالعرب هم السابقون السابقون وهم اولائك المقربون، ونذكرهم ايضا بقرب العرب من النبي محمد صلى الله عليه وعلى اله وصحبه العرب افضل الصلاة والسلام، وبمدى محبته لهم واعتزازه بانتسابه اليهم كما ورد في العديد من الاحاديث النبويه الشريفه والصحيحه ومنها حيث قال (r)

(انا عربي والقران عربي )

(حب العرب ايمان وبغضهم نفاق )

(أاحبو العرب لثلاث لاني عربي والقران عربي وكلام اهل الجنه عربي )

(يا سلمان (مخاطبا الصحابي سلمان الفارسي ) لاتبغضني فتفارق دينك، اجاب سلمان (رض)..يارسول الله كيف ابغضك وبك هدانا الله ’قال (r) تبغض العرب فتبغضني )

(حب قريش ايمان وبغضهم كفر وحب العرب ايمان وبغضهم كفر فمن احب العرب فقد احبني ومن أبُغض العرب فقد ابغضني )

(خلق الله الخلق فاختار من الخلق بني ادم واختار من بني ادم العرب واختار من العرب مضر واختار من مضر قريش واختار من قريش بني هاشم واختارني من بني هاشم فانا خيار الى خيار فمن احب العرب فبحبهم احبني ومن أبغض العرب فببغضهم ابغضني)….. (صدق رسول الله (r))

واذا ما حاول منافق افاق التشكيك بصحيح هذه الاحاديث النبويه الشريفه فما عساه ان يفسر قوله سبحانه وتعالى في الايات الكريمه التي تناولت الدعاء المستجاب لسيدنا نبي الله ابراهيم (ع) حين ابعد ولده الرضيع النبي اسماعيل (ع) عن عالمه و بيئته الى وادٍ غير ذي زرع بأمرمن الله سبحانه وتعالى: ﭽ ﮃ ﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮈ ﮉ ﮊ ﮋ ﮌ ﮍ ﮎ ﮏ ﮐ ﮑ ﮒ ﮓ ﮔ ﮕ ﮖ ﮗ ﮘ ﮙ ﮚ ﮛ ﮜ ﮝ ﭼ صدق الله العظيم

قال اسكنت ولم يقل اودعت اوتركت لانه يعلم ان مشيئه الله سبحانه قضت ان يكون الواد غير ذي زرع عند قواعد بيت الله الحرام سكن وموطن دائم للنبي اسماعيل (ع) وذريته حتى قيام الساعة، وقال من ذريتي ولم يقل ذريتي لان الامركان محصوراً باسماعيل (ع) ولايشمل باقي ذرية ابراهيم (ع) وكانت هذه ارادة الله لكون سيدنا ونبينا محمد (r) يولد من نسل اسماعيل (ع)، وقال ربنا ليقيموا الصلاة وهي اشاره الهيه الى ان هذا الواد غير ذي زرع سكن اسماعيل الرضيع (ع) وموطن العرب سيكون عاصمه التوحيد ومنطلق خير امه

تخرج للناس باعظم واخر رساله سماويه، وقال فاجعل افئده من الناس تهوى اليهم ولم يقل افئدة الناس ولا بعض الناس، لان الله سبحانه اراده فئه معينه من الناس دون سواها لها مواصفات نبيله وصفات كريمه تهوى افئدتها الى النبي الرضيع وامه المرضع مقطوعة السبل لتحتضنهما وترعاهما وتحميهما مع ما رزقهما الله به من ماء بئر زمزم، ولتعليمها النبي الرضيع اسماعيل (ع) منذ نعومه اضفاره قيمها الروحيه ومبادئها الانسانيه ومكارم اخلاقها، ومن بعدهِ ذريته جيل بعد جيل تمهيدا لظهور سيد الكائنات متمم مكارم الاخلاق نبينا العربي محمد (r)، وهذه الافئدة التي اختارها الله سبحانه وتعالى من دون باقي افئدة بني آدم لتهوى الى نبي رضيع بقصد احتضانه وحمايته ورعايته وتربيته واعداده مع ذريته، باعتباره نواة مشروع أمة مؤمنة تدعو الى التوحيد وتأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر، كانت قبيلة (جرهم العربية اليمانية)، التي تكفلت فعلا بالنبي الرضيع اسماعيل عليه السلام وأنشئته وذريته في كنفها العربي عند بيت الله الحرام، وبذلك قد خص الله سبحانه وتعالى العرب بمكانة رفيعه وشرف عظيم لم يناله غيرهم من البشر على مدى التاريخ ثم ايدهم بانتساب حبيبه المصطفى (r) اليهم ثم اكرمهم واعزهم بتصدر الاسلام، وهذه الحقيقة لايدعيها العرب وانما تقرها كل الكتب السماويه وتحترمها جميع الاديان الموحده الله، ومع ذلك يخرج علينا اليوم الذين مازال في قلوبهم شك وحقد ومرض من احفاد الكاهن المجوسي (الزاده دشتي ساسان ) بكل وقاحه وغطرسه وصلف ببدعه جديده يدعوننا فيها الى التخلي عن عروبتنا التي اكرمنا واعزنا الله بها، والى خلع الكوفيه والعقال التي يتجاهلون مدى رفعة رمزيتها، والى الالتحاق باعجميتهم وتبني ثقافه تصدير الفتن والدسائس والغدر خاصتهم.

في حين كان يفترض منطقيا ان العرب هم الذين يدعون الفرس وغيرهم من القوميات الاعجميه المسلمة الى التعريب، او ان يبادر الفرس اذا ما ارادو ان يصح ابمانهم الى استعراب انفسهم، تقربا الى الله ورسوله وآل البيت الاطهار، واقتدائا بصاحبهم الصحابي الجليل سلمان الفارس (y) الذي سمي بعد تعربه بسلمان المحمدي، وكذلك ليكفوا عن

تلاوة القران العربي الكريم بلسان اعجمي معوج فيحرفوا معناه وينحرفون عن روح الإسلام، كما ان العروبة لكثرة ما ذكرت في القران تكاد تكون الركن السادس غير المعلن للاسلام.

أما ما يدعوه عن العرب من كبوات ونكسات ومحن وأتساخ، فهذه مثالب دائما كانت تفرض على العرب من قبل قوى أعجمية صفراء منذ ضهور (ابي مسلم الخراساني ) والى يومنا هذا مرورا بالبرامكه والسلاجقه والبويهين والصفوين، بدليل تردي وفساد وأتساخ الواقع العراقي الآن، نتيجة التدخلات الإيرانية في شؤونه، باعتراف المسؤوليين الإيرانيين أنفسهم.

أحدث المقالات