في الوقت الذي كان الجميع يطبل ويهلل للربيع العربي على اساس ان المجتمعات العربية ستتخلص من رؤسائها الفاسدين الجاثمين على انفاسهم وبداية عصر جديد من الديمقراطية – ( التي لا نفهمها ولا يريدها الكثير حتى وان ادعوا بتبنيهم اياها )- سيحل في الوطن العربي وبعد ان وضعت ثلاثة تسائلات وهي لماذا امريكا واسرائيل اللقيطة لم تضرب مفاعل ايران النووي مثلما فعلت مع العراق- ثم من هؤلاء البديل الذي سيظهر على الافق في الاقطار العربية بعد هذه (الثورات) او التغيير بالقوة – واخيرا علاقة كل ما يحدث مع تهديد بوش (المسيحيون المتصهنيون ) بانه سيتفرغ لعدو امريكا القادم (الاسلام) وعلاقته بامن الصهاينة . وعليه والهاما من الله سبحانه كنت خارج السرب احذر من هذه الثورات التي ستحرق الاخضر واليابس ولذلك امتنعت معظم وسائل النشر عن نشر مقالاتي باعتباري ضد الثورة !. القناعة المبدئية الاولى ترسخت وفق تفسير الامريكي صامويل هننجتون لصدام الحضارات وعلاقة ذلك بالتفرغ للاسلام كعدو مما يعني تفعيل حروب غايتها القضاء على الاسلام وتحجيمه او جعله واتباعه يتناسب مع العقول المريضة لالغاء الاخرين في الغرب لكن لا يجب ان يكون بين حضارة الغرب ضد الشرق وانما اعلاء الفتنة التي تأكل حضارة الاسلام او من يدعي انه مسلم !من خلال طوائفه اي ان طوائفه هي التي تتناحر بينها وتهدم هذا الدين !, فوجدت ايران كدولة شيعية ولانها لم تتعرض لأي ضربة لا من امريكا ولا من الصهاينة فلا بد ان تكون قد وضعت كاداة رئيسية لهذا الصراع الذي وصل حد الابادة للسنة – الخطر الاكبر الذي يهدد الغرب لاتباعه منهجا تاريخيا موثوق يعتمد على القران الكريم والسنة -لمرحلة متقدمة.
وعليه فحفاظا على هذه الدولة العميلة او (الوسيلة للغرب) ذهب الغرب الى ابعد ما يمكن ان يتحمله من عصيان وحماقات ايران وتهديداتها الجوفاء بحيث لم تضرب اسرائيل اللقيطة او الغرب مفاعل ايران رغم انه قطع اشواط اكبر بكثير من المفاعل العراقي الذي تم تدميره ..ولان افعال ايران وردودها متوقعة لان الغرب يتقدم علينا في انهم لا يأتون بسياسين كانوا يبيعون كبة او سبح مثلا لا تدرج حزبي لديهم ولا تنظيم ولا خبرة سياسية يمكن ان يكتسبوها الا من خلال عمالتهم لايران وهذه لا تعطي خبرة مفيدة بقدر ما تغلق عقولهم لانك حتى لو رضيا زعمنا ان فيهم من لديه حس وطني فانه اما ان يكون لبلده الاصلي او ان تأتيه الاوامر من ايران فتكبح رغباته التطويرية فيتحول الى انسان متلبد ما ينفك ان يمشي مع تيار اللصوص وسراق خيرات القطر.
في السياسية هناك ما يسمى بفن ادارة الصراع فانت تكون مرغما احيانا على قبول ما لا يناسبك من اجل تمرير غاية اكبر فلا استبعد ان يكون عدم ضرب المفاعل الايراني ايضا سببا من اسباب تحجيم الخلاف مع روسيا بان تستطيع ان تمرر صفقات المفاعل النووي لايران وتستلم اتعابها الباهضة ما دام ان الطرفين يعلمون حدود هذا التطور مهما حدث ( هم علماء ومخترعي هذه المفاعلات ) وهكذا فروسيا التي لم تنجح بالحفاظ على علاقات جيدة مع العرب تكسب منها, تراها تتنازل في كثير من امور تخص مناطق الشرق الاوسط ومنها اليمن في سبيل ابقاء منبع المادة المكتسبة من ايران (اي المفاعل وما يحتاجه ).
رب قائل يقول ان تحليلي خطأ بما يخص اليمن بسبب الاقاويل التي تعلن عن وجود وفرة من البترول مخزونة في اليمن لم يتم الكشف عنها لو استخرجت لاصبحت اليمن من الدول الاربعة الاولى من ناحية كمية انتاج البترول وعليه فلا يمكن ان تقبل روسيا خسارة الحوثيين لانها قد تخسر المشاريع النفطية في اليمن ..هذا صحيح من ناحية سياسية سريعة لكن الاصح سياسيا في هذه اللعبة او الصراع هو ان روسيا قبلت ظاهريا عدم التدخل عسكريا ضد السعودية في تطهيرها لليمن من الحوثيين في خطوة تعود اليها بالنفع ايضا في حالة استمرار دول الخليج العربي في بسط نفوذها وكسب اعوانها في اليمن بنفس الوقت الذي لو انتصر الحوثيون فهي كانت ولا تزال الممول الرئيسي لهذا التسلح المدفوع ثمنه من ايران .,اذن هي ضربة معلم من روسيا ولاول مرة في تاريخها السياسي في المنطقة !!.
ايضا نقول ولو ان هذا المقال ليس مكانه ان الصراع في اليمن ليس صراعا سنيا شيعيا وانما هو صراعان الاول بسط واتساع النفوذ الفارسي بما يجعلها تحيط بعرب الخليج العربي للانتقام لكسرى منهم والثاني الاستفادة من حصة الاسد في حال استخراج البترول والسعودية كذلك فهي ودول الخليج العربي تدافع عن امن كيانها بالتخلص من عملاء الفرس ونفوذها والثاني ماديا بعدما عرضت السعودية مبلغا سنويا لليمن مقداره 10 مليارات دولار مقابل الحصول على عقد حصري لاستكشاف واستخراج البترول وتسويقه من اليمن ورفض الحوثيين وقوى صالح ذلك فهي بتدخلها سترفع من ساندتهم لاستلام السلطة وبالتالي فهم ممنونون لها وادبيا فهذه العقود ستكون من نصيبهم .
اذن نعود لمقترح الكونغرس الامريكي فبعد هذه المقدمة علمنا ان من يتحكم بلعبة الشطرنج في العراق والمنطقة ويحرك بيادقها هم امريكا (والغرب والصهاينة ) اما الباقين في الساحة فهم البيادق التي تجعل اللعبة تمضي فامريكا تعلن عن طريق مقترح يقدمه احد اعضاء البرلمان وتفتح المجال للاخرين تقديم عروضهم من رفض وتنازل وكشف النوايا والتهديد البركاني ! وبالتالي فانها ستعلن انها مع عراق موحد لانه لم يحين الوقت للتقسيم فتعطي متنفس للاخرين يتحركوا سياسيا من خلاله وبالنهاية تضرب الجميع على حلوقهم !..
ايران وعملائها ضد تقسيم العراق لان هدفهم هو التشييع وجعل الدولة الصفوية ترتبط مع سوريا والاكراد يرفضون لان هدفهم ابتلاع الموصل وربط حدودها داخل سوريا وسياسي السنة او خونتهم سيلهثون في سبيل ظنهم انهم لو اخذوا اقليم فانهم سيبعدون عنهم تهمة خيانة العراق والسنة بالذات وهكذا فلا تقسيم الان الا بعد ان يزداد القتل وما مشروع بايدن الا خدعة وخطة شطرنجية لادامة التقتيل واضعاف السنة حتى يستطيع الصهاينة التمدد داخل اراضيهم تحقيقا لحلم اسرائيل الكبرى !
اما السياسيون الوطنيون والمخلصون فهم الخاسر الاكبر لانهم لم يفهموا اللعبة جيدا ولانه فقدوا قوتهم ومناصريهم لذلك فانهم يغردوا خارج السرب وابوكم الله يرحمه .