26 نوفمبر، 2024 11:17 م
Search
Close this search box.

القاضي الكندي وحكمه بعشرة دولارات

القاضي الكندي وحكمه بعشرة دولارات

في كندا … تم جلب رجل عجوز قام بسرقة رغيف خبز ليمثل أمام المحكمة ، واعترف هذا العجوز بفعلته ولم يحاول ان ينكرها لكنه برر ذلك بقوله :: كنت أتضوّر جوعا ، وأحسست أن الجوع يأكل في بطني وكدت أن أموت .

القاضي قال له :: أنت تعرف أنك سارق وسوف أحكم عليك بدفع 10 دولارات وأعرف أنك لا تملكها لأنك سرقت رغيف خبز ، لذلك سأدفعها عنك!!

صمت جميع الحضور في تلك اللحظة، وشاهدوا القاضي يُخرِج 10 دولارات من جيبه ويطلب أن تودع في الخزينة كبدل حكم هذا العجوز..

ثم وقف القاضي ونظر الى الحاضرين وقال:: محكوم عليكم جميعا بدفع 10 دولارات لأنكم تعيشون في بلدة يضطر فيها الفقير الى سرقة رغيف خبز!!

في تلك الجلسة تم جمع 480 دولارا ومنحها القاضي للرجل العجوز..

قاض يقتضي إعلان إسلامه لأنها ذات السماحة التي نجدها في الاسلام المحمدي الاصيل!!!!!!

هذه الواقعة نقلها لي استاذ جامعي أحد أصدقائي الذي يعيش الاغتراب منذ أكثر من أربعين عاما فوجدت أن حالها أمام الواقع العراقي فيه الكثير من الألم ولا أريد ان أشكك في القضاء العراقي وواقعه اليوم في العراق لأن ما زال فيه البعض من الخيرين ولكن في مقاربة بسيطة لا أعتقد ان قضائنا الموقر يمتلك تلك الجرأة وهذه الروح الانسانية حين تصل الى حد

الارتقاء بالملائكية التي تمتع بها القاضي الكندي ، قد يقول البعض ان المغتربين يعيشون من البطر الشيء الكثير وهم يتحدثون عن وقائع تحصل في المجتمعات الغربية ولكن هذا مردود لأنها في الواقع حالات انسانية متمكنة من نفسية الكثير منهم خصوصا عندما يتقلد بعضهم المسؤولية لخدمة مجتمعه فهو يعيش معاناته بالفعل الى جانب احترامه الدستور والقانون وعدم التجاوز أو الخروج عليه فهذا القاضي لم يخرق القانون رغم معرفته ان الجرم حصل بدافع الحاجة للبقاء على الحياة فالتزم بحكمه واحترم سيادة القانون والنصوص الدستورية ولم يجامل في ذلك وفي المقابل كمسؤول وإحساسه بضعف المواطن أمامه وانكسار هيبته وخوفه من الحكم قام بإنعاشه انسانيا ليعيد له اعتباره وكرامته فدفع عنه الغرامة ، وهنا كانت مسؤولية القاضي في خطين هما تطبيق القانون من جهة وإنصاف حاجة المواطن الفقير من جهة أخرى،، فكم قاضي لدينا يمتلك هذا الاصرار على المهنية وتطبيق القانون في أبسط القضايا وكذلك المروءة والانسانية تجاه هذا المواطن ؟؟ ربما !!!! وأقول ربما يوجد ذلك مع إني استبعد ان تكون تطبيقات القوانين وأحكامها متراصة لدينا الى هذا الحد بسبب المحسوبيات والواسطات التي تبدأ تأثيراتها منذ عرض المدان في اللحظة الاولى على محاكمته …

الجانب الاخر والمهم هي الثقافة القانونية وترسيخها في نفوس الناس،، وثقافة احترام حرمة المواطنين وأموالهم وعدم التجاوز عليها التي أوصلها القاضي الى السارق حتى لا يظن ان القليل من الذنب يعفيه من العقوبة كي تسود العدالة والامان ، ونحن ما شاء الله في عراقنا حدث ولا حرج عما سُرقَ من أموال طائلة ونهب للممتلكات وصرف وتبذير بلا حدود بما يفوق مئات المليارات من الدولارات تجاوزت أرغفة الخبز بل حتى طعام الملايين من فقراء العراق وقد يحتاج فيها هذا القاضي الكندي الى أحكام العشرة دولارات بما يصل الى مئات من جلسات الحكم هذه كي يصل الى العدد المطلوب في أحكامه على السارقين ، مع ان بعض السارقين لدينا لا يشبه هذا السارق العجوز ليعالج ألم جوعه برغيف خبز وانما هؤلاء

ليشبعوا من سرقاتهم أموال العراق جوعهم الجنسي وهم يجولون على حانات الليل ونوادي الفسق والفجورفي دول قريبة علينا دون مبالاتهم لمعاناة عفيف أو عفيفة تبحث عن رغيف بين القمامة .

عندما وقف القاضي وهو يقول انتم محكوم عليكم جميعا بعشرة دولارات هو لا يعني الحكم من منبع القانون والدستور والنصوص التي تنص عليها المحاكم وإنما هو أراد التثقيف في اتجاه أن يزرع في نفوسهم الإحساس بالمسؤولية على الآخرين حين تقدمهم هو بذلك الفعل باعتباره يتصدى للقضاء ومسؤولية حكم الناس فأراد ان يكون قدوة لهم في ذلك الفعل فكانت الاستجابة سريعة من الجميع ، ولو كان كل المسؤولين في العراق يقومون بهذا الفعل لما بقي محتاج أو فقير في العراق مع كل تلك الموارد والأموال الطائلة بل على العكس وجدنا برلمانا في الدورات الماضية يشرع تقاعدا ومخصصات تفوق التصور والخيال وفي المقابل يقضمون ما يستطيعون من رواتب البسطاء والفقراء من ابناء الشعب العراقي.

فعلا ان هذا القاضي يسجل مفردة تاريخية وأنه يستحق إعلان إسلامه……

أحدث المقالات