23 ديسمبر، 2024 3:55 م

كنْ فاشلاً أو لصاً ليُفرش لك البساط الأحمر

كنْ فاشلاً أو لصاً ليُفرش لك البساط الأحمر

سمعنا وعرفنا, و قالوا قبلنا :المكان للمكين. وقالوا :الرجل المناسب في المكان المناسب. ولكن في بلدي وا أسفاه فلقد تغيرت المفاهيم والقيم والأعراف ,وربما إختلَّت قوانين الطبيعة والأعراف الأنسانية .فصار للشرف والأستقامة معنىً آخر. وصارت الرشوة هدية .والأستئثار بالمنافع الأقربون أولى بالمعروف. والفشل بإذا حكمَ الحاكم فإجتهد ثم أصاب فله أجران. وإذا حكم فإجتهد ثم أخطا فله أجر. والحال والحق يقول إنه على خطأ بداية ونهاية . فعلاما هذا الأجر ؟عبارات تُستعمل وفق الحاجة كما يُفسَّر الدين وفق المصلحة فمصلحتهم هي الدين وهي الشريعة.

على الرغم من أن قانون الأنتخابات قانون غير منصف .وسُنَّ ليخدم مصالح مجموعة من الكتل السياسية إرتهنت إرادة الشعب .وألغت قراره و وو و . ومع إنَّ نتائج هذه الأنتخابات ليست متطابقة مع رغبات الشعب, إلا إن العجيب والغريب إن من يفشل في هذه الأنتخابات أو من يفشل في منصبه لا يترك الساحة السياسية والرسمية ,كما يجري في كل دول العالم. بل تُكرمه الزمر السياسية التي تتحكم بالبلاد بمنصبٍ عالٍ في الدولة. مستهزئين بصناديق الأنتخاب التي لم تفرز إلا منْ يهوونه ومنْ يبغونه. ليكون دمىية يحركونها كما يريدون أو يرى من ينفذون مخططه.ولا يهم إن كان هذا الأخير عراقياً أم!!!!!!!؟؟؟.فواقع الحال هو تابع لتابع.

فكم من فاشلٍ وخالي وفاض من كل كفاءة ومعرفة, جاهل للعلوم ,نزقٍ نهم لأكل المال الحرام والسحت, تبوءَ منصباً لا أهلية له به ولونطق الكرسي لقال له قرفتُ منك وهذا ليس مكانك .وإن كان هذا الكرسي ذا حركة لأزاحه عنه ورماه في حاوية النفايات. لأن جلوسه عليه يضر بالخلق ويفسد الهواء بعفونته ,رغم ما لبس من ماركات عالمية وتعطر بعطور باريسية . ويخجل المنطق والعفة من تفاهته ووساخة يده وفساد ذمته.

ولكن المحسوبية والمنسوبية والمحاصصة وبدعة التوازن أجلسته على هذا العرش اللعين. وليضرب الناس رؤوسهم بالحائط .فمنْ هم الناس؟وسحقاً لمصلحة الشعب . فهذا إبن فلان ومن طائفة علان ومن قومية الفلتان.فهو المستحق وله الكأس المعلى.فهذه ديموقراطية بلدي.

من معالم ديموقراطية بلدي أن يُستَوزر من لا علاقة لتحصيله العلمي بمهنية وزارته وهو بعيد عنها بعد السماء عن الأرض. ولا ضير أن يقع هذا الوزير في خطأ فادح مدمر, بمشاريعه الفاشلة أو الوهمية أو يُضحك عليه. ويُخدع بسهولة لقلة درايته بأمر وزارته وإختصاصاتها. فهذا ليس مهماً . فالمهم رضا أصحاب السعادة والسماحة والسمو والنيافة والقيافة عنه.

إختلت الموازيين وإضطربت المعايير. والكل الى بئس المصير. عداهم هم وحوارييهم. فالناس عندهم عبيد. ولا يجب أن يلتفت لمصالحهم أحد.

لم يقتصر هذا على الوظائف المدنية. بل تعداها الى القيادات العسكرية. أكتاف بعضها لا تستحق أن تُرصَّعَ بذرق الغربان والظربان. ولكن شاءت الأقدار أن ترصَّع بالسيوف والنجوم والرتب دون وجه حق تعدياً على هيبة العسكرية . مجموعة ممن ينطبق عليهم

في الهيجاء ما جربت نفسي ولكن في الهزيمة كالغزال.

جنودٌ فضائيون وعناصر وهميون وغلبةٌ آخرون من غير الكفوئين من المتواجدين.الذين لا يقدمون ولا يأخرون.محتقرين هيبة الرتبة ومكانتها المهنية والعلمية .حتى ضاع نصف العراق.وأُهين جيشه وسلاحه. وفَقَدَ الشعب كرامته.وتمكنت داعشُ منّا.والكل يصرخ سنقضي على داعش..ولكن داعش باقية كما بقيت إسرائيل. مادام هذا حالنا. وهذا هو المخطط .

فنصيحتي لكل من يريد عرشاً أن يكون فاشلاً أو لصاً فسيفرش له البساط الأحمر .فهي دولةالفاشلين الذين سلموا نصف العراق لداعش وخربوا الأقتصاد وأشاعوا الفساد وأعدموا الثقافة والفنون .وعلى كل مثقف أن

يخفي ثقافته. لأنه سيُحارب.ويَبتعد عن مظاهر العلم . فبقربه منها سيقترب من الموت.ويكذب لأنه إنْ صَدَقَ سيُسَفَّه. وألا يكون أميناً لأنه سيُستهدف. وليصفِق ويهتف ويطبل ويزمر لهم. وليكن لصاً لأنهم سيفرحون بشريك جديد في العملية السياسية. فلقد تغيرت المقاييس. فسُميت الرشوة هدية .وتجاوزا وقالواإنَّ النبي قبل الهدية , متجاوزين على النبي الكريم وديننا الحنيف…. ويا مرحبا يا مرحبا!!!!! .ولا يعيبه شيء إن كوى جبهته ببصلة محروقة. وتزين بمسبحة ولحية مزوقة,وو و… و, من متطلبات عصر النهضة العراقية الحديثة .وليكن فاشلاً أو لصاً فسيُفرش له البساط الأحمر .وعند هذا سينجح.فهذا دليل نجاح اليوم في العراق .هذا هو حال بلدي فوا أسفاه.فكنْ فاشلاً لتنجح ولصاً لتُقدَّس وأميّاً جاهلاً لتتمتع بالجاه والسلطة ويفرش لك البساط الأحمر.لك المجد يا عراق.