يوم حزين وانتهاك صارخ، تكميم الافواه بدأ من ذلك اليوم، كل من يقول الحق، ويطالب بحقوق البلد ولا يجامل الاحتلال، سيكون مصيره القتل، مسلسل بدأ بقتل السيد محمد باقر الحكيم (قدس سره)، لان المشروع والثوابت التي يحملها، أكبر من عقلية سياسي يريد أن يحكم العراق، او شخصية دينية يحمل فكر المجتهد، يفتي بالحلال والحرام، بل هو منهج، يعبر عن العدالة في الحكم.
إنسانية الفكر المتحضر لدى الحكيم، وقوة شخصيته، جعلته يكسب رهان الشارع العراقي.
من قتل شهيد المحراب، يدرك عمق قاعدته السياسية، وما يعطي من قوة لهذا البلد، لأنه مشروع وحدة، ولديه قوة أرادة، ويتعاطى مع أي مشروع عراقي من أي طرف كان، هدفه وحدة العراق، والنهج الذي يسير عليه تخليص العراق من الظلم والاستبداد، والحكم للجميع، شعار رفعه منذ دخوله أول يوم للبلد، طريق الحكيم المتبع للمرجعية الدينية، في النجف الاشرف، مصدر قوته، التي أرعبت الأعداء، وهذا الامر أزعج بعض الدول الإقليمية، التي لا تريد الاستقرار للعراق.
الأمر الاخر الذي سرع بقتل شهيد المحراب، هو تفكيك المشروع الذي أعده الاحتلال آنذاك، فوقفت المرجعية بقوة، ضد المنهج الامريكي، والتي قادت مشروع بضد من سياسية الاحتلال، أن أهل العراق هم من يحكمون أنفسهم، واهل مكة أدرى بشعابها، وتم التنسيق بين ممثل الأمم المتحدة في ذلك الوقت (سرجو دملوا) وبين المرجعية، وتصاعدت الأصوات بتشكيل هيئة أداريه تقدم الخدمات للبلد، تؤدي واجباتها لتحل محل سلطة الاحتلال، وهذا ما أغاضهم واعتبروها سحب البساط من تحت أقدامهم، وفعلا تحقق ذلك بفضل المرجعية وشهيد المحراب.
توالت الاحداث سريعا وبدأ الامر بالإرهاب، ولم ينج من القتل، حتى ممثل الأمم المتحدة، الذي دعم المشروع، بقوة ونجح العراقيون بذلك، وأصبح الصوت الشيعي أكثر قوة، لان الرؤيا كانت واضحة عند تيار شهيد المحراب الذي دعمه بعض السياسيين، ومنهم الشهيد عز الدين سليم، الذي ذهب إلى ربه نتيجة تلاحمه مع مشروع الحكيم، فلتحق بشهيد المحراب، والقاتل واحد، التفاني من أجل المبادئ والثقة بالمشروع، والكلمة الحرة، والشجاعة، عوامل نجاح أي مشروع تقدم عليه.
في الختام؛ شهيد المحراب قتلوه، لأنه حجر عثرة في طريق الفاسدين والعملاء.