15 نوفمبر، 2024 10:01 ص
Search
Close this search box.

ألماسونية بين ألمحافظة والتجديد/3

ألماسونية بين ألمحافظة والتجديد/3

يقدّر عدد ألمحافل الماسونية في ألعالم- حسبما ورد في دائرة المعارف الدولية لعام 1964 – باثنين وثلاثين الف محفل، ويقدّر عدد اعضائها مابين الخمسة والستة ملايين.
وليس للماسونية مركز عالمي عام لكن لها محافل رئيسية مستقلة بعضها عن بعض، ولكل محفل رئيسي محافل اعتيادية تابعة له، ويسمى المحفل الرئيسي ” المحفل الاكبر ” أو ” الشرق السامي ” أو ” المجلس السامي ” أو غير ذلك من الاسماء حسب اصطلاح المؤسسين له، واذا اسس مثل هذا المحفل في احد الاقطار وجب الحصول على اعتراف المحافل الرئيسية من الاقطار الاخرى.

وللماسونية درجات اساسية ثلاث موجودة في كل المحافل تقريبا هي: المبتديء والزميل والاستاذ، وهي مأخوذة من مراتب البنائين القدماء. ثم اضيفت بعدئذ درجات اخرى عالية وهي تختلف باختلاف الطرائق المتبعة، كالدرجة الثامنة عشر والثالثة والثلاثين في الطريقة الاسكتلندية القديمة المقبولة، ودرجة النخل والصدف في الطريقة الامريكية، والدرجة السادسة والتسعين في الطريقة الممفيسية، ودرجة العقدالملوكي وفارس الهيكل والاستاذ المختار في طريقة يورك…. الى آخره من التسميات.

اذا اريد تأسيس محفل اعتيادي في مكان ما وجب اجتماع سبعة ماسونيين او اكثر من درجة استاذ او اعلى منها، فيطلبون الاذن لهم بالتاسيس من المحفل الرئيسي في قطرهم اذا كان موجودا، او من محفل رئيسي في قطر آخر. وحين يتم تاسيس المحفل يجوز له قبول اعضاء جدد فيه حسب الاصول المتعارف عليها.

يمكن تصنيف الماسونية في العالم الى فئتين متمايزتين: محافظة ومجددة. فالماسونية المحافظة هي المنتشرة في بريطانيا واسكندنافيا والمانيا والولايات المتحدة الامريكية، وهي تدعو الى طاعة الحكومة والانسجام مع النظام القائم.

اما الماسونية المجددة فهي المنتشرة في في فرنسا واوربا الجنوبية وامريكا اللاتينية، وهي تدعو الى محاربة التسلط الديني والاستبداد السياسي.

يعزو الدكتور روسك في كتابه (السيطرة الاجتماعية) الصادرة في نيويورك في عام  1947 الفرق بين الفئتين الى ما يحيط بكل منهما من ظروف سياسية واجتماعية مختلفة، فالفئة الاولى من الماسونية تعيش في بلاد يسودها النظام الحر نسبيا وليس فيها صراع عنيف بين الكاثوليك والبروتستان، ولهذا فهي لا تجد في نفسها حافزا للتدخل في امور الدين والسياسة.

اما الفئة الثانية فهي تعيش في بلاد تختلف عن تلك في اوضاعها الدينية والسياسية، ولهذا فهي اصبحت ذات نزعة ثورية تجاه الاوضاع السائدة في بلادها قليلا او كثيرا.

والملاحظ ان الماسونية المحافظة ذات مكانة محترمة في المجتمع الذي تعيش فيه، وهي مكشوفة لا تتكتم الا في حدود معينة، بينما الماسونية المجددة تميل الى التكتم بوجه عام وينظر اليها الناس بعين الريبة والاتهام.

حين ندرس عظماء الرجال في البلاد التي تنتشر فيها الماسونية المحافظة نجد عددا غير قليل منهم ماسونيين ففي احد المراجع الماسونية الانكليزية  Pick And Knight ) ) وردت قائمة باسماء العظماء الذين هم ماسونيون وفيما يلي بعضهم:

الملوك: اوسكار الاول والثاني، شارل الخامس عشر ( السويد والنرويج )، غوستاف الخامس ( السويد )، فردريك السابع والثامن ( الدانمارك )، اسكندر الاول ( روسيا )، فردريك الكبير وفردريك وليم الثالث ( بروسيا )، القيصر فردريك ( المانيا )، ليوبولد الاول ( بلجيكا )، جورج الرابع، وليم الرابع، ادوارد السابع، ادوارد الثامن، جورج السادس ( بريطانيا ).

رؤساء الولايات المتحدة الامريكية: واشنطن، مونرو، جاكسن، بولك، بوكانين، اندرو جونسن، غارفيلد، ماكنلي، ثيودور روزفلت، هاردنج، كولدج، ترومن.

القواد: نابليون، ولنجتون، نلسن، كتشنر، برشنج، ماكارثر.

الكتاب: فولتير، غوته، آرثر كونان دويل، وايلد، كبلنج، مارك توين.

المشاهير: بيتهوفن، موزارت، ميرابو، مازيني، غاريبالدي، فوردي، أغا خان الثالث، تشرشل، فلمنج، كيبل، لندنبرغ.

ومما يجد ذكره في هذا الصدد ان الماسونية ذات اهمية اجتماعية كبيرة في الولايات المتحدة الامريكية، وعدد الماسونيين فيها يفوق عددهم في اي قطر آخر في العالم، ولهم في كل ولاية محفل رئيسي خاص بها حيث يتبعه عدد كبير من المحافل الاعتيادية.

يقول الدكتور روسك: ان الماسونية تمثل الطبقة العالية في المجتمعات المحلية في الولايات المتحدة الامريكية، فالعضوية فيها تدل على المكانة المحترمة والنفوذ، ولهذا فان نفوذ الشخص قد يزداد بانتمائه الى الماسونية، وهو يعتمد على اخوانه الماسونيين في الملمات.

ويضيف الدكتور روسك الى ذلك قائلا:

ان الماسونية في اعمالها الخيرية تقصر نفعها على اعضائها وعائلاتهم فقط، ولذا فهي تختلف عن بعض الجمعيات الاخرى التي تحاول باعمالها الخيرية معونة المعوزين عموما كجمعية الروتاري مثلا.

مصادر البحث:

لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث- الجزء الثالث – ملحق ماهي الماسونية…… الدكتور علي الوردي

أحدث المقالات

أحدث المقالات