11 نوفمبر، 2024 2:27 ص
Search
Close this search box.

يوم الشهيد الفيلي يوم الوفاء لتضحياتهم

يوم الشهيد الفيلي يوم الوفاء لتضحياتهم

احياءاً لذكرى شهداء الكورد الفيليين اقيم في مسجد الامام الرضا (ع ) في مدينة دولت اباد في طهران احتفالاً جماهيرياً شارك فيها عدد كبير من النساء الفيليات استذكاراً لهذه الشريحة المظلومة وقد تضمن الحفل مجموعة من النشاطات والكلمات التي عبرت عن مشاعر الحزن والام لفقدان هذه الشريحة المظلومة واضافت لحنا للوفاء لطريق الشهادة امتزج بعبق الارض وطيبها واهزوجة عشق ابدي وامتازت بالوفاء لتضحياتهم لونوا بها قاعة الاحتفال وبمشاركة الاخوات الفاضلات خادمات الحسين ام منيب وام حنان والدكتورة ام مريم وكلمة للاخت احلام عسكر وكانت لكلمة السيدة رخشان جبار الفيلي وقعاً عميقاً في نفوس الحاضرين . نص الكلمة :
بسم الله الرحمن الرحيم
قوله – تعالى -: ﴿ وَالَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ فَلَنْ يُضِلَّ أَعْمَالَهُمْ * سَيَهْدِيهِمْ وَيُصْلِحُ بَالَهُمْ * وَيُدْخِلُهُمُ الْجَنَّةَ عَرَّفَهَا لَهُمْ ﴾ صدق اللله العلي العظيم

السلامُ عليكم ايتها الاخواتُ الكريماتُ المؤمناتُ
اجتمعنا من اجل ان نحي مناسبةَ  مؤلمة وتحزُ في نفوسنا  وتعيشُ في ضمائرنا ألا وهي ذكرى شهدائنا الابرار تلك المشاعل التي انارة دروب الامة واضاؤوا لها طريقها للدفاع عن كيانها وما يهدد وجودها وامنها وسلامة مجتمعها.وكما قال الشاعر

يا شهيـداً أنـت حـيٌّ         ما مضى دهرٌ و كانـا

ذِكْرُكَ الفـوّاحُ يبقـى         ما حيينـا فـي دِمانـا

انـت بـدرٌ سـاطـعٌ           ما غابَ يوماً عن سماناً

قد بذلتَ النفسَ، تشري     بالـذي بِعـتَ الجنانـاً

الشهيدُ صاغ لحناً للوفاء على قيثارته ونشيداً امتزج بعبق الارض وطيبها وأهزوجة عشق ابدي اختلط فيها الدمُ بالتُراب ، ليرسم على مدى الزمن خارطة الوطن بحروف من نور تلون صفحات التاريخ بأجمل الالوان، فيغدو نبراساً مضيئاً ويبداُ التاريخ من لحظته تلك .لقد استصغروا الموت في سبيل ان يحيا الوطن والامة لان الوطن هو الهدف وعزته هي الغاية ورفعته هي المقصود ، الشهداء اصبحوا دليلاً على مدى البذل والتضحية في سبيل استرجاع الحقوق وتحقيق الاهداف الدينية والوطنية والوقوف بوجه كل متأمر يتربص بالدين والوطن . الشهيدُ يستحق ان ينالَ ارفعُ الدرجات والاوسمة  .

من هنا جئنا واجتمعنا لاحياء ذكراهم وننحني لهامتهم خشوعاً واجلاًلاً لارواحهم الطاهرة التي اجادوا بها وفاء لدينهم ووطنهم وهو فيض عطاء يجود بها الشرفاءُ لاجل العزة والكرامة والرفعة .وهل هناك اعزُ واشرفُ وانبلُ واروعُ خلوداً ، نهايةَ إباء الحياة ، ، تلك هي عظمةُ الشهادة التي هي عنوانُ الحياة الجديدة .واليومَ ونحن تجتمع لنستذكر شهدائنا الذين يتوهجون كواكب مضيئة لاتحجب انوارهم على مر الزمن ، الذين يضيئون لنا سُبلَ مواجهة التحديات والمؤامرات الدنيئة ويرسمون لنا خارطة الصمود ومجابهة كل من تسول له نفسه المساس بأمنا وكرامتنا .ان قافلة العطاء مستمرة وينضُم المزيدُ من الشهداء الابرار الى قوافلهم .ولقدانضم اكثر من 5000 ( خمسة الاف ) متطوع من الكورد الفيليون وبحماسة منقطعة النظير للمشاركة ضمن طلائع قوات الحشد الشعبي وهم اكثر اصراراً وتحدياً لقتال قوى الشر من عصابات البغي من داعش ونال العديد منهم الشهادة في سبيل الدفاع عن الدين واستجابةً لنداء المرجعية الرشيدة لانَّ القتال في سبيل الله عبادةٌ من أشرف العبادات في الإسلام، وحفظاً على مكتسبات الوطن والعرض والشرف ومشاركتهم في تحرير العديد من المواقع والمدن من دنس هذه الشلة الباغية بشعورعال بالمسؤولية الوطنية مع جماهير مكونات الشعب العراقي الذين جمعتهم الوحدة والالفةُ والتأزرُ والتلاحم .وللرد بكل قوة على جميع الشائعات المشبوهة والتشكيك بولاء المكون الفيلي للوطن وانتمائه الاصيل.ان هذه التضحيات هي امتداد طبيعي لتاريخ الاباء والاجداد الذين ملأوا الدنيا شموخاً وطاولوا النجوم كبرياء واضاؤوا الكون عزاً ومجداً وفخراً وبفضل الدماء الطاهرة لهؤلاء الشهداء وسيعود الامن والامان وبوعي التمسك بوحدة شعبنا وحول قيادة اكثر صموداً وقوة .الشهادة عنوان الابرار الذين يواصلون بكل شهامة وتصميم لعبور الصعاب..الشهادة هي السمو والرفعة والنبل والكرامة في اروع صورها والتضحيةُ في ابلغ معانيها ..لانها قيمةٌ اخلاقيةٌ سامية . علينا ان نسعى للموت لاحباً بالموت ولكن ليحيا شعبنا عزيزاً كريماً لانه تجسيد الانتصارات على النفس وتضحية لايفوقها تضحية . لقد سجل شهدائنا الميامين مأثر خالدة وهم يصمدون بوجه النظام الفاشي دون ان يركعوا له ودخلوا عالم الخلود باروع صوره وبروح ابية تلك هي عظمة الشهادة لانهم عرفوا قيمتها بأسمى معانيها وعاشوا حقيقتها مبداً وعقيدة وطريقاً للمجد والخلود شوقاً وعنواناً لتحيى الامة …

ان الويلات التي حلت بالاكراد الفيليين تعجز الاقلام عن سردها وقد توج حزب البعث اجرامه بقتل فلذات اكباد امهاتنا  المحجوزين والمعتقلين بأعمار مختلفة لديه دون ذنب وبمختلف السبل والاساليب الخسيسة .

لقد اختفى الالاف من شبابنا الذين كانوا ليحملون الخير والعطاء لبلدهم ولشعبهم .ولكن رغم ان هذه المسيرة المؤلمة والتاريخ الحافل بالتكبات ، إلا ان الكورد الفيليون كانوا مثالاً للشعب الصبورالمحتسب  ونجده اليوم وبعد كل ماحدث ويحدث قد اصبحوا بحق فئة منسية ومن عدم الاهتمام يقضاياهم من قبل المسؤولين وهنا نطالب بمساندة قضايانا المشروعة وفي استعادة حقوقنا الضائعة وبالمبادرة في معرفة مصير شبابنا المغيبين وارجاع حقوقنا المسلوبة والمغصوبة بشكل يتناسب مع مظلومتنا المتراكمة وعدم  التشكيك بولائنا وانتمائنا لاسباب سياسية وقومية وعرقية ومذهبية وعنصرية والتي مازالت تمارس بحقنا في الكثير من المؤسسات والهيئات ، وتحقيق التوازن الوطني ، والتمثيل الحقيقي للمكون الفيلي في العملية السياسية “باعتبارهم جزئاً اساسياً واصيلاً من مكونات الشعب العراقي العزيز” والمنصوص عليه في ديباجة الدستور  .واخيراً ياشهداً

فالله مولانا اصطفـــــــاك لجنــة

الفردوس فيها يُســعَد الشـهداءُ

ويُرى الشهيد معطّـــــرًا بدمائه

ويد الجبان بجرمه شـــــــلاءُ

الشــــوق يقتلنــي إليك وحيلتي

في عتمة الليل البهيم دُعـــــاءُ

يا رب إنـــي قد فقدت أحبـــــة

سـرّاء عمري بعدهم ضـرّاءُ

يا رب فاجمعنـــي بهم في جنة

يحلو بها للمُتَّــــقيــن لقـــــاءُ
المجد والخلود لشهدائنا الابرار

تحية اجلال واكبار للمرابضين في سوح القتال لمواجهة اعداء الدين

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أحدث المقالات

أحدث المقالات