(منظومة الامن القومي الامريكية) عندما تُخطط… وتبدأ بالتنفيذ… تضع مجموعة من بالونات الاختبار….
وكل بالون اختبار… تضع امامه كل ردود الفعل المُحتملة…
وكل رد فعل مُحتمل… تُجهز له موقفاً من الادارة الامريكية الرسمية يتناسب معه…
مثال قريب جداً/ بالون الاختبار؛ (تصويت الكونغرس الامريكي على التعامل مع الاكراد والسنة في العراق على انهما دولتين او ما شابه)… عندما وجدت رد فعل عنيف جداً وصارم وتهديد حقيقي لمصالحها ومن زعيم اذا قال فعل وله تأثير واقعي… بادرت وبشكل سريع جداً إلى موقف رسمي كان جاهزاً ضمن الاحتمالات الموضوعة عن طريق السفارة الامريكية في العراق يتضمن بان الادارة الامريكية تتعامل مع الحكومة العراقية فقط…
لكن… هذا لا يعني عزوف هذه المنظومة عن مخططها… فهي قد ربحت الجولة الاولى منه من خلال الشرخ الذي حصل في مواقف الكتل السياسية في تباين مواقفها من هذه المبادرة….
وكذلك… ربحت من خلال معرفة العدو الحقيقي… أو معرفة الجهة الحقيقية لعرقلة مشروعها التقسيمي والتفتيتي والاستضعافي… وعليه… سوف تعمل على استنزاف هذه الجهة في صراعات داخلية وسياسية… قد أعدت لها عدتها…
نعم… قد لا نكون على علم بهذه الادوات التكتيكية الاستنزافية… ولكن… علينا أن نكون حذرين… فالقادم من الايام سيكون مُحملاً بالأحداث الخطيرة والمُفبركة….
أخشى ما أخشاه… أنْ يكون الاستنزاف عن طريق إحداث صراع (شيعي – شيعي) بانت بوادره في فلم (ناظم الثرثار) الذي قام ببطولته مافيات ايتام (المالكي) الالكترونية بالاشتراك مع اعلام (الخزعلي) وغيرهم…
من الممكن… أنْ يحدث تفاهم (امريكي – ايراني) لتصفية، أو استنزاف سيد (مقتدى الصدر) واتباعه من السياسيين… ربما من خلال فتح ملفات فساد أو قضايا جنائية أو غيرها… (أكيد بعض السياسيين المحسوبين على التيار الصدري ربما متورط بهكذا قضايا)…
لا أدري… ربما هناك مفاجئات غير محسوبة… فقطعاً… (منظومة الامن القومي الامريكية) مؤسسة غير نمطية وغير تقليدية… في جعبتها الكثير من المفاجئات… ربما تفوق مفاجئة تصنيع داعش ودخولها للعراق… هذا الدخول الصادم والمريب والمرعب…
(… ويمكرون ويمكر الله، والله خير الماكرين…)…….