ان تشكيل الاحزاب الهدف منه تكوين مجموعات او قواعد شعبية يمكن بواسطتها عند اجراء الانتخابات الوصول الى سلم السلطة اذاً هي اداة او واسطة او وسيلة لنيل السلطة. وعندها يبدأ الحزب في تنفيذ برنامجه السياسي الذي وعد به الجماهير وهنا يكون التقييم لذلك الحزب من خلال أدائه السياسي على صعيد السلطة.
لان مرحلة الشعارات قبل السلطة لا يمكن خلالها معرفة مصداقية الحزب من عدمه، وانما المحك هو السلطة وهو الاختبار الحقيقي لذلك الحزب. نعم ان السلطة هي الامتحان فبها يكرم المرء او يهان، وهنا يثار تساؤل حول منتسبي ذلك الحزب عندما يكون جزءا من السلطة الحاكمة، هل يكون ولاءهم للحزب الحاكم بالرغم مما يرتكبه من خطايا واخطاء اثناء ممارسة السلطة، ام يكون الولاء للشعب الذي انتخبهم وأوصلهم للسلطة، وهم يَرَوْن بام اعينهم الممارسات الخاطئة والاداء غير السليم الممارس من قبل حزبهم القابض على السلطة.
هل ان مصلحة الاحزاب تعلو على مصالح الشعب والوطن؟ وهل الشعب مجرد اداة او آلة للوصول للسلطة، والهدف المرجو الوصول اليه هي مصالح الاحزاب؟!.
ولو رجعنا الى الواقع العراقي الحالي نرى ان الاحزاب الحاكمة في العراق تعتبر الشعب مجرد اداة او وسيلة للوصول الى السلطة واقتسام الغنائم فيما بينها عن طريق المحاصصة الطائفية وجني المال الحرام على حساب الشعب المسكين.
وقبل ايام شاهدت احدى الفضائيات تتكلم بها احدى النائبات في المجلس وهي تدافع بحماسة منقطعة النظير عن اخطاء وزراء من كتلتها وقد حسبت ان الشعب لا يرى ولا يسمع وقد نسيت ان الشعب العراقي “مفتح باللبن” او انها كالنعامة كما يقال “وضعت رأسها في الرمال وحسبت الناس لا تراها” وبذلك تكون الأفواه الجائعة من ابناء الشعب العراقي لا قيمة لها وانما هي مجرد اداة او سلم لوصول النائبة الى قبة البرلمان لكي تخدم مصالحها ومصالح حزبها وكتلتها السياسية.
بينما ظهرت نائبة اخرى في احدى الفضائيات وكانت صريحة عندما قالت بكل وضوح “ان ولائي لكتلتي السياسية”. ومن وجهة نظري الشخصية انها قالت الحقيقة ولم تدجل على الآخرين، لذا فان الولاء يجب ان يكون للشعب والوطن وهو واجب اخلاقي ووطني لاي مواطن عراقي لكون الشعب هو الحكم والحاكم وان الذي يدافع عن الفساد والباطل هو بعيد عن كل قيم. علما بأن تراثنا مليئ بشواهد كثيرة وعلى سبيل المثال لا الحصر قول الرسول (ص) “قل الحق ولو كان على نفسك”، وقول الامام علي (ع) “لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق”، وقول ذلك الاعرابي لسيدنا عمر بن الخطاب (رض) وهو خليفة المسلمين “لو كان فيك اعوجاجا لقومناه بحد سيوفنا”.