23 ديسمبر، 2024 7:21 م

فنون الفساد في نهب البلاد

فنون الفساد في نهب البلاد

وزارة الكهرباء تبتدع فناً جديدا في الفساد بمناقصة تحوم حولها الشبهات
منذ عام الشؤوم عام الإحتلال 2003 شهد العراق حالات فساد لم يسبق لها مثيل ، وضعت العراق في مقدمة الدول التي ينتشر فيها الفساد ، بحسب تقارير منظمة الشفافية .

وخلال فترتي حكم رئيس الحكومة السابق نوري المالكي ، وبحسب تصريحات مسؤولين ونواب محسوبين على التحالف الوطني الذي تنتمي اليه دولة القانون ،التي يتزعمها المالكي ، بأن أكثر من الف مليار دولار ، هي عائدات النفط وما قدمته الدول الغربية للعراق كمساعدات ، اختفت وتبخرت ولا يعرف أين ذهبت.

وبعد التغيير وإقصاء المالكي ومجيء حيدر العبادي على رأس الحكومة ، إستبشر الناس خيرا في القضاء على الفساد ، وإعمار البلاد ، ومحاسبة الفاسدين وإعادة أموال العراق المنهوبة .

إلآ أن الوقائع تثبت أن الذين جاءوا في حكومة العبادي ، يبدو أنهم أكثر دهاءاً وفناً في عمليات الفساد ، ومن هذه الأمثلة ماطرحته وزارة الكهرباء في مناقصة تجهيز مادة ” معطل الفناديوم” ، التي تستخدم في المحطات الغازية ، التي تعمل على وقود النفط الخام والوقود الثقيل ، والمرفقة نسخة منها طي المقال.

مايثير الشكوك في هذه المناقصة النقاط التالية:

اولاً: المعروف في جميع المناقصات عالمياً ومحلياً أن تضع المؤسسة التي تطرح المناقصة مواصفات المادة المطلوب تجهيزها، وهذا مالم نجده في المناقصة ، حيث جاء فيها ، (على الشركات واصحاب المصانع المتخصصة في توريد مادة معطل الفناديوم المشاركة في توريد المادة..الى أن تنص المناقصة .. ” لتجربة منتجاتهم في الوحدات الغازية العاملة في العراق “.

ثانيا: ورد في المناقصة مايتعلق بالفقرة اولا اعلاه ، ويقول نص المناقصة الذي ورد في المادة 2 منها ” سيتم إجراء الإختبار على إحدى المحطات العاملة بحضور ممثلي الشركات والمصانع المجهزة ، وفي المادة 4 من المناقصة ، ” وفي حال نجاح المادة

في الإختبار فسيتم إعتبار الشركات والمصانع الناجحة في الإختبار مؤهلة للمشاركة في المناقصات اللاحقة.

وفي المناقصة تنص المادة 6 منها ” وفي حال عدم نجاح الأختبار للمادة لأي شركة أو مصنع وحدوث اضرار في المحطة الغازية فإن الشركة أو المصنع تتحمل كافة التبعات القانونية بالأضرار التي تلحق بالمحطة.

ثالثاً: ورد في المادة 2 من المناقصة أن تقوم كل شركة أو مصنع للمادة بتقديم كمية 40 طن من المادة بنوعيها تركيز 13% 20 طن ، وتركيز 20 % ايضاً 20 طن مجاناً للوزارة لغرض تجربتها ، علما أن كلفة الأربعين طناً من المادة تساوي نحو 200 الف يورو ، فلو قلنا ان 10 شركات ستقدم هذه الكمية فيصبح مجموع اقيامها مليوني يورو .

وهنا نبدأ بالتساؤل حول الشكوك في شبهة الفساد في هذه المناقصة:

اولاً: كيف لوزارة تطرح مناقصة لإستيراد مادة تجربها على محطات غازية بملايين الدولارات دون أن تضع مواصفات المادة بحسن المواصفات المصنعة للمحطات؟؟ هذا التساؤل الأول.

ثانياً: الى هنا نتساءل كيف يمكن لوزارة أن تطرح مناقصة لشركات تقدم منتجاتها حسب مواصفاتها وليس مواصفات تضعها الوزارة ، وهناك علم لدى الوزارة احتمال ان تتعرض المحطات الغازية لأضرار نتيجة اختبار المادة المقدمة من قبل بعض الشركات والمصانع؟؟؟

ثالثاً : من سيضمن ان يتم تجربة هذه المواد المجانية في المحطات ، ولايشك في أنها ستباع الى جهة أخرى ، ويوضع ثمنها في جيوب من أعد هذه المناقصة؟؟؟

رابعا: جميع المتخصصين وأصحاب الشركات الذين اتصلنا بهم قالوا أن ماجاء في المناقصة يعني شيئاً واحداً ، وهو أن هناك شركة متفق عليها ، ولديها المواصفات وهي التي ستنجح في الإختبار ليتم إختيارها ، وهذه الشركة بالتأكيد قد تم التنسيق معها على عمولات كبيرة مقابل اعطاءها المناقصة ؟؟

هذه تساؤلات مطلوب الرد عليها من قبل وزير الكهرباء قاسم الفهداوي ، وان كان مشاركا في شبهة الفساد فيها ، فعلى لجنة النزاهة في البرلمان ورئيس الحكومة حيدر العبادي تقصي الحقائق عنها ومتابعة شبهة الفساد فيها . والله من وراء القصد .