19 ديسمبر، 2024 12:18 ص

ماذا يريد الصدريون؟

ماذا يريد الصدريون؟

قد يكون العنوان مثيرا، لكنه يحمل جزءا كبيرا من الواقعية ،ماذا يريد الصدريون بالضبط من العملية السياسية او بتعبير ادق ماشكل العملية السياسية التي يريدها الصديون؟
من دون شك ان السيد مقتدى محمد محمد صادق الصدر زعيم التيار الصدري بدأ واضحا في مخاطبة جماهيره هذه الجمعة ،فالرجل لايسعى الى تنفيذ نظرية ” شلع قلع ” الا عن طريق التظاهر السلمي والانتخاب بمعنى ان الصدر سد الطريق أمس امام الفوضويين الذين يسعون الى نشر الفوضى والخراب وانتهاك المؤسسات و الساعين الى نشر العنف

جاء الصدر بنقطتين مهمتين وهي حث الجماهير على الانتخابات وان تكون صناديق الاقتراع هي بوابة التغيير والإصلاح واستبدال الفاسدين فضلا عن المطالبة بتغيير مفوضية الانتخابات.

السيد الصدر تحدث أمس بروح ديمقراطية هو يفكر بالإصلاح الدستوري والتشريعي والقانوني الذي لآياتي عن طريق البيان رقم واحد وعن طريق فوهة الدبابة ولا احتلال الإذاعة، لقد ولى ذلك الزمن والعراقيون اليوم يعيشون النمو الديمقراطي على الرغم من كل العيوب التأسيسية التي رافقت تشكيل العملية السياسية منذ نيسان ٢٠٠٣ وتصرفات بريمر الشيطانية ومعه عدد كبير من أعضاء مجلس الحكم الذين قبلوا بتكريس المحاصصة والعمل برؤية انتقامية في إدارة الدولة.

يحتاج التيار الصدري ان يُؤْمِن ان الديمقراطية العراقية لها شكل خاص وتعريف خاص ونوع خاص وأن مايراه التيار الصدري صحيحا هناك قوى لها اثر في الشارع تراه غير صحيح، الملاحظة الاساسية التي يشخصها المتابعون لحركة التيار الصدري ان التيار يحتاج آلى توضيح خارطة طريقه الإصلاحية اي ماذا بعد التظاهر؟ وماذا بعد الانتخابات ؟ وماتو البرنامج السياسي للتيار الصدري ؟ وماهي اليات التغيير ووسائله؟ وكيف ينظر الصدريون الى التعايش السياسي
التظاهر حق دستوري ويمتلك التيار الصدري مواطنين فعاليين ومؤثرين لكن كثرة التظاهر من دون خارطة عمل للبدايات والنهايات أشبه بالذي يبحث عن كنز في الصحراء.
القيادة الصدرية مطالبة بتحديد الأهداف ومن ثم الوسائل والأدوات لاسيما وانهم يمتلكون جمهورا مطيعا يستطيع ان يحقق عمليات الضغط السلمية في المرحلة المقبلة والإصلاح بعيدا عن الفوضى والرجوع الى المربع الاول.