((ان قناة البغدادية كانت ادعاء عام منتج وحققت الكثير من الاثار الصحيحة على عقلية وفكر الشعب العراقي، والبغدادية كانت تعمل كمفوضية نزاهة منتجة؛ بعد ان اكدت ان لا حصانه لمزور ولا مزايا لفاسد ولا احترام لمرتش… ان الادعاء العام الشعبي (قناة البغدادية) أكد ان الشعب العراقي يريد تطهير الدولة من الفساد، فهل ستنفذ ارادة الشعب، ومن يقوم بتلك المهمة؟ )) هذا ما قلناه في مقال سابق
لا ننكر لقناة البغدادية دور كبير في اخافة الفاسدين وهز عروشهم والذين لم يخافوا من محاسبة الجهات الرقابية والقضائية بقدر ما أصبحوا يحسبون ألف حساب لما سيعرض في قناة البغدادية وبخاصة ستوديو التاسعة، وهي بذلك سلطة رابعة لها مقومات هيئة نزاهة وادعاء عام شعبي فعال.
يقوم برنامج ستوديو التاسعة باطلاع المشاهدين على حقيقة ماجرى ويجري في العراق من خلال حث الناس عامة والنواب خاصة، اذا تناهى إلى علمهم بحكم عملهم البرلماني صورا متعددة لجرائم الفساد والانتهاكات، واستطاعت البغدادية بداية؛ وبفضل المهنية والصدقية اللذان كانا يشوبان عملها(ونرجو ديمومتهما)؛ أن تقوي مساهمة الجمهور في مكافحة الجريمة ومنع وقوعها، عن طريق الاخبار، وذلك لسعة المساحة التي يمكن ان يؤديها الاخبار في تغطية مفردات الحياة العامة، وكنت قد كتبت مقال سابق عن ان هناك انحراف في بوصلة مهنية وحيادية البغدادية(برنامج ستوديو التاسعة بالذات) كونها تغادر جرائم تصنف بانها ضد الإنسانية لبشاعتها وجسامتها وان مرت عليها فإنها تمر مر الكرام بدون التركيز عليها وتركز على أمور وقضايا نجدها تحمل صبغة سياسية وتحمل في طياتها البعد الشخصي؛ خاصة عندما يتم الإصرار على تكرارها وكأن العراق ليس فيه الا ذلك الامر او تلك الشخصية وبطريقة بات يعلوها البعد عن الوطنية والوطنية عودتنا عليها قناة البغدادية، خصوصا انا عملت في القناة لاكثر من سنتين تقريبا كمحامي في عدة دعاوى عنها ولدي تصور كبير عن عمل القناة وكنت رئيس هيئة الدفاع مع استاذي الفاضل ضياء السعدي عن صحفي البغدادية (منتظر الزيدي) وتحملنا الكثير من المخاطر والتهديدات والمغريات، فينتابني الحزن عندما اشاهد الإعلامي المبدع أنور الحمداني يلوك بأمور ليس من الضروري تكرارها لان الماسي والجرائم وصفحات الفساد في البلد تحتاج منه ان يغطي اغلبها لا(مثلا) ان يركز على منشور صدر من كتلة المواطن ليومين متتاليين وغيرها من التكرارات لأمور تصبح غير مهمة بإعادتها؛ وبطريقة اخلت نوع عما بالمهنية الإعلامية المطلوبة، وحملت في ثناياه الاستهدافات الشخصية؛ كما في التركيز الذي يكاد يكون يومي، على شخصية مشعان الجبوري والمالكي والكربولي وغيرها؛ والتي أوصلت للمشاهد فكرة لا يمكن ان يغادرها بان كل حلقة يجب ان يكون هناك موضوع ما يتعلق بمشعان الجبوري ورئيس الوزراء السابق المالكي وجمال الكربولي واصبحوا فاكهة البرنامج ونرى ان برنامج ستوديو التاسعة الذي سخر له الأخ عون الخشلوك كادر كفء وامكانيات كبيرة لاجل انجاحه والسيد الخشلوك بنفسه يشرف على اعداد حلقات البرنامج وتلك أمور جيدة، لكن، مثلا في يوم 17/4/2015 ركزت على مسائل غامضة وقد تكون شخصية( لقاء مع امرأة تم خطف أولادها من بعض عناصر التيار الصدري، اظهار شخص يدعي ان مشعان الجبوري قتل أخيه، اظهار إفادات تثبت ان محافظ البصرة من كتلة المواطن لا يعمل في محافظة البصرة ، ام اظهار شخص يدعي انه اخ المدرب محمد عباس او اظهار اشخاص سلموا سندات وهمية يوميا) وغيرها الكثير من المناشدات التي تخص قضايا وامور لا نقول انها ليست مهمة لكنها شخصية في اغلبها، وهناك مهم واهم وافضل ومفضول، ونقول للسيد الحمداني والاخ العزيز الخشلوك، ان استضافة شخص قادم من كندا لأجل ان يروي وقائع اشبه بقصة ويتم تقديمه بانه لديه شهادة مهمة ومنتجة قد تغير مجرى التحقيق الذي تم في قضية المدرب المرحوم محمد عباس، وظهر الرجل وهو يسرد وقائع وروايات ليس لها في ميدان الأدلة القانونية المعتبرة مكان لا كدليل مادي مباشر ولا غير مباشر؛ بل لا ترقى لمرتبة القرينة، والقضية قد اصدر القضاء حكمه فيها، واذا كانت لديه ادلة تغير من مضمون الحكم فعليه سلوك الطرق القانونية التي اقرها القانون؛ لا ان يكون الامر مجرد استعراضات تلفزيونية غرضها تحقيق استهدافات قد تكون ذات صبغة شخصية او سياسية، اننا لسنا ضد الانتقاد وتأشير نقاط الخلل في القضاء لكن ان يتم ذلك بطريقة شفافة لان القضاء ميدان لا يصح الولوج فيه بدون ادلة قطعية مع مراعاة الشفافية في الطرح بعيد عن التجريح والتشهير، لذا من الموجبات ان تغادر قناتنا العزيزة البغدادية تناول قضايا منظورة امام القضاء العراقي لان في ذلك تأثير على سير العدالة، وعلى السيد الحمداني ان يكون لديه علم عن الضيف الذي لم يكن له حضور مسبق على الشاشة ان يعرف ويدقق ويمحص ما يحمله من احداث ووقائع وما سيقوله على الشاشة، وضرورة ان تكون ذا فائدة للمشاهد أولا وان تقوي من حرفية البرنامج ثانيا، وتعزز المهنية والوطنية ثالثا.
أنى اسال الأخ الخشلوك أولا والحمداني ثانيا هل يصح ان يعرض برنامج استوديو التاسعة شخص ادعى ان مشعان الجبوري قد يكون قتل أخيه في الثمانينيات، ولم يعرف ان يرتب جملة مفيدة تؤكد صحة روايته، وترك ومغادرة ما جرى في جلسة البرلمان بجلسته الثامنة والعشرين التي عقدت يوم الثلاثاء 14/4/2015، وما تلاها النائب احمد الجبوري من بيان بصدد جريمة بشعة وتعد من الجرائم ضد الإنسانية ارتكبتها عصابات داعش واعوانهم، (( أستنكر فيه قيام تنظيم داعش الارهابي بأعدام نحو 1500 معتقلا من أبناء نواحي الكيارة وحمام العليل والشورش بضمنهم منتسبين في القوات الامنية وضباط وطلبة واساتذة بالإضافة الى منع التنظيم أهالي الشهداء من اقامة مجالس العزاء على ارواحهم ، وكذلك القى النائب عادل خميس بيانا باسم محافظة الانبار ندد فيه بجرائم تنظيم داعش ضد عشائر الانبار وخاصة عشيرة البو محل وقيامه بقتل 300 شخص من اهالي الانبار، مطالبا مجلس النواب بتحمل المسؤولية ازاء جرائم الابادة الجماعية، داعيا الدول العربية والاسلامية ومراجع الدين والمجتمع الدولي للتدخل لحماية ابناء الانبار ودعم ابناءها بالسلاح واعتبار المجازر الجارية جريمة ابادة جماعية؟ )) هل يصح ذلك؛ جريمة لا تقل بشاعة عن جريمة سبايكر، ولا يمكن ان يكون كادر البرنامج قد سقطت عنه جلسة البرلمان المعنية ولم يشاهدها، خصوصا ان كادر البرنامج يعد باحث دؤوب وقد أرهقهم العمل وأضناهم الجهد، غير متوانين عن مواصلة البذل ما وسعتهم الطاقة.
ان ما ذكره نواب البرلمان في جلسة البرلمان المذكورة فيها دماء اغتيلت غدرا في الموصل والانبار، اليس لها قيمة وضحايا سبايكر وغيرها المغدورين، قيمتها اعلى واثمن؟ لماذا تمارس هذه الازدواجية بتناول القضايا؟ ولماذا التركيز على قضايا بعينها وهي بسيطة وترك قضايا مهمة؟ ولماذا الإصرار على استضافة اشخاص يعلوا كلامهم اتهامات باطلة او تحريات مظللة؟
إننا نخشى ونتمنى عدم دقة ذلك؛ ولا نريد ان يصل لسمعنا بان هناك توجيه لكادر المراسلين بالبحث عن كل واقعة لها علاقة بالمالكي ومشعان والكربولي وحنان الفتلاوي لأجل عرضها لتحقيق أغراض تسقيطية فقط.
واننا نلاحظ على الحمداني إصراره على ان كل ما يقدمه صحيح وذلك غير منطقي لان حتى في الميدان القضائي قد تصدر احكام تكون خاطئة وتسحق فيها حقوق، وقد بدا ذلك واضحا في منشور كتلة المواطن الذي اصر فيه السيد عون الخشلوك ومن خلال الحمداني على ما ساقه في مقام الإثبات ولم يكن إلا على سبيل تدعيم صحة ما نشره وحكمه هذا يكون ضعيف قاصر البيان، ولسنا بصدد الدفاع عن صحة ما ذهبت اليه البغدادية من عدمه، لكنه كسياق عام، لا يصح لما يحمله ذلك من تفسيرات سليبة، ويحمل في طياتها غلو وإفراط وتنصيب دريئة للخوض والجدال، وبعيدا عن الجد والاجتهاد لوقف مظاهر الفساد والانتهاكات.
فلماذا يتم التركيز غالبا على ذكر قضايا تتعلق بأشخاص معنيين بطريقة تعلوها الخصومة العنيدة لقناة البغدادية لرئيس الوزراء السابق ولبعض السياسيين والبرلمانيين، مما جعل البرنامج يخرج عن مساره الإعلامي المهني.
اننا اعتدنا، على ان قناة البغدادية هي اقرب قناة فضائية الى البيت العراقي، فندعو القدير أنور الحمداني، ان يُمكن حِسَنَا الإعلامي بهضم كل مضامين ومحتوى برنامجه بمهنية، وان لا يجعل من خلال تقديمه البرنامج هواجس ومؤشرات للكراهية، والحلاق الماهر لا يمزق الرقبة بأمواسه الحادة؛ وأن ضمير الاعلامي وحسه الإعلامي المهني المرهف واستقلاله إلا عن القانون والموضوعية والضمير، هي التي تجعله يتعامل بشفافية في إعطاء الأهمية لقضايا الدم العراقي بصورة متساوية والجدية في متابعة القضايا التي تهم المجتمع العراقي ككل وتجنب التكرار اليومي لقضايا تحقيقية تتم في البرلمان او القضاء، وان لا ينسى قضية عشرات آلاف المعتقلين التي لا تزال غائبة عن جدول اعمال ستوديو التاسعة وبطريقة غريبة، رغم وجود دعوات لتشريع قوانين تعيد الحقوق لأصحابها وتنصف الابرياء الذين جرّوا إلى السجون بجريرة المخبر السري والاعترافات القسرية، وبخاصة قانون العفو العام الذي لا زال يرزح تحت ظل المساومات السياسية والمناكفات الحزبية.
على انه يجب الإشارة بصفة خاصة، اننا نريد لبرنامجك أن يؤدي غرضا وطنيا كما معلن عنه، فلا تجعل المتابعة مملة؛ بسبب مضمون وادارة البرنامج الذي بدا ينحرف عن مساره، ، ونتمنى من الأخ الحمداني ان لا يتقمص دور القاضي والمحقق في نفس الوقت، لان ذلك؛ يجعل الحقائق غير واضحة وتمتزج معها الاكاذيب بسبب المصالح السياسية والشخصية والمحاباة، ولا تختفي خلف الجبال عندما تسمع صوت محتاج قادم من الوادي باتجاهك.
وأخيرا اخوتنا الأعزاء في القناة وعلى راسهم الأخ عون الخشلوك، اجروا مراجعة متأنية ودقيقة لما قدمتوه في الآونة الاخيرة وازيلوا الشكوك التي بدأت تراودنا نحن رجال القانون فكيف بالمتلقي البسيط، بان البرنامج يجب تسميته بعنوان {نحن ونوري المالكي ومشعان وجمال الكربولي وسبايكر….} وليبقى برنامج ستوديو التاسعة برنامج منصف لم يتعدى ويبتز جهة وطائفة معينة، ويبقى برنامج الجميع واحد ضمانات العدالة المجتمعية، لا ينسى او يتناسى جرائم ويركز على جرائم او يعطي تبرير لبعضها تحت عنوان دعم رئيس الوزراء وغيره؛ لان تلك الممارسات تضعكم قانونيا وشرعيا في نفس خانة مرتكبيها، والوصول إلى الحقيقة لا يكون بأية وسيلة، وإنما بالوسائل المشروعة التي أحاطها القانون بضمانات مقصود منها في المقام الأول الحفاظ على حريات الإفراد من جانب ونزاهة الدليل من جانب أخر0
ونختم مقالتنا بقول لسيد البلغاء الإمام علي عليه السلام: ( القائل بالحق قليل، واللسان عن الصدق كليل، واللازم للحق ذليل ).
((ان قناة البغدادية كانت ادعاء عام منتج وحققت الكثير من الاثار الصحيحة على عقلية وفكر الشعب العراقي، والبغدادية كانت تعمل كمفوضية نزاهة منتجة؛ بعد ان اكدت ان لا حصانه لمزور ولا مزايا لفاسد ولا احترام لمرتش… ان الادعاء العام الشعبي (قناة البغدادية) أكد ان الشعب العراقي يريد تطهير الدولة من الفساد، فهل ستنفذ ارادة الشعب، ومن يقوم بتلك المهمة؟ )) هذا ما قلناه في مقال سابق
لا ننكر لقناة البغدادية دور كبير في اخافة الفاسدين وهز عروشهم والذين لم يخافوا من محاسبة الجهات الرقابية والقضائية بقدر ما أصبحوا يحسبون ألف حساب لما سيعرض في قناة البغدادية وبخاصة ستوديو التاسعة، وهي بذلك سلطة رابعة لها مقومات هيئة نزاهة وادعاء عام شعبي فعال.
يقوم برنامج ستوديو التاسعة باطلاع المشاهدين على حقيقة ماجرى ويجري في العراق من خلال حث الناس عامة والنواب خاصة، اذا تناهى إلى علمهم بحكم عملهم البرلماني صورا متعددة لجرائم الفساد والانتهاكات، واستطاعت البغدادية بداية؛ وبفضل المهنية والصدقية اللذان كانا يشوبان عملها(ونرجو ديمومتهما)؛ أن تقوي مساهمة الجمهور في مكافحة الجريمة ومنع وقوعها، عن طريق الاخبار، وذلك لسعة المساحة التي يمكن ان يؤديها الاخبار في تغطية مفردات الحياة العامة، وكنت قد كتبت مقال سابق عن ان هناك انحراف في بوصلة مهنية وحيادية البغدادية(برنامج ستوديو التاسعة بالذات) كونها تغادر جرائم تصنف بانها ضد الإنسانية لبشاعتها وجسامتها وان مرت عليها فإنها تمر مر الكرام بدون التركيز عليها وتركز على أمور وقضايا نجدها تحمل صبغة سياسية وتحمل في طياتها البعد الشخصي؛ خاصة عندما يتم الإصرار على تكرارها وكأن العراق ليس فيه الا ذلك الامر او تلك الشخصية وبطريقة بات يعلوها البعد عن الوطنية والوطنية عودتنا عليها قناة البغدادية، خصوصا انا عملت في القناة لاكثر من سنتين تقريبا كمحامي في عدة دعاوى عنها ولدي تصور كبير عن عمل القناة وكنت رئيس هيئة الدفاع مع استاذي الفاضل ضياء السعدي عن صحفي البغدادية (منتظر الزيدي) وتحملنا الكثير من المخاطر والتهديدات والمغريات، فينتابني الحزن عندما اشاهد الإعلامي المبدع أنور الحمداني يلوك بأمور ليس من الضروري تكرارها لان الماسي والجرائم وصفحات الفساد في البلد تحتاج منه ان يغطي اغلبها لا(مثلا) ان يركز على منشور صدر من كتلة المواطن ليومين متتاليين وغيرها من التكرارات لأمور تصبح غير مهمة بإعادتها؛ وبطريقة اخلت نوع عما بالمهنية الإعلامية المطلوبة، وحملت في ثناياه الاستهدافات الشخصية؛ كما في التركيز الذي يكاد يكون يومي، على شخصية مشعان الجبوري والمالكي والكربولي وغيرها؛ والتي أوصلت للمشاهد فكرة لا يمكن ان يغادرها بان كل حلقة يجب ان يكون هناك موضوع ما يتعلق بمشعان الجبوري ورئيس الوزراء السابق المالكي وجمال الكربولي واصبحوا فاكهة البرنامج ونرى ان برنامج ستوديو التاسعة الذي سخر له الأخ عون الخشلوك كادر كفء وامكانيات كبيرة لاجل انجاحه والسيد الخشلوك بنفسه يشرف على اعداد حلقات البرنامج وتلك أمور جيدة، لكن، مثلا في يوم 17/4/2015 ركزت على مسائل غامضة وقد تكون شخصية( لقاء مع امرأة تم خطف أولادها من بعض عناصر التيار الصدري، اظهار شخص يدعي ان مشعان الجبوري قتل أخيه، اظهار إفادات تثبت ان محافظ البصرة من كتلة المواطن لا يعمل في محافظة البصرة ، ام اظهار شخص يدعي انه اخ المدرب محمد عباس او اظهار اشخاص سلموا سندات وهمية يوميا) وغيرها الكثير من المناشدات التي تخص قضايا وامور لا نقول انها ليست مهمة لكنها شخصية في اغلبها، وهناك مهم واهم وافضل ومفضول، ونقول للسيد الحمداني والاخ العزيز الخشلوك، ان استضافة شخص قادم من كندا لأجل ان يروي وقائع اشبه بقصة ويتم تقديمه بانه لديه شهادة مهمة ومنتجة قد تغير مجرى التحقيق الذي تم في قضية المدرب المرحوم محمد عباس، وظهر الرجل وهو يسرد وقائع وروايات ليس لها في ميدان الأدلة القانونية المعتبرة مكان لا كدليل مادي مباشر ولا غير مباشر؛ بل لا ترقى لمرتبة القرينة، والقضية قد اصدر القضاء حكمه فيها، واذا كانت لديه ادلة تغير من مضمون الحكم فعليه سلوك الطرق القانونية التي اقرها القانون؛ لا ان يكون الامر مجرد استعراضات تلفزيونية غرضها تحقيق استهدافات قد تكون ذات صبغة شخصية او سياسية، اننا لسنا ضد الانتقاد وتأشير نقاط الخلل في القضاء لكن ان يتم ذلك بطريقة شفافة لان القضاء ميدان لا يصح الولوج فيه بدون ادلة قطعية مع مراعاة الشفافية في الطرح بعيد عن التجريح والتشهير، لذا من الموجبات ان تغادر قناتنا العزيزة البغدادية تناول قضايا منظورة امام القضاء العراقي لان في ذلك تأثير على سير العدالة، وعلى السيد الحمداني ان يكون لديه علم عن الضيف الذي لم يكن له حضور مسبق على الشاشة ان يعرف ويدقق ويمحص ما يحمله من احداث ووقائع وما سيقوله على الشاشة، وضرورة ان تكون ذا فائدة للمشاهد أولا وان تقوي من حرفية البرنامج ثانيا، وتعزز المهنية والوطنية ثالثا.
أنى اسال الأخ الخشلوك أولا والحمداني ثانيا هل يصح ان يعرض برنامج استوديو التاسعة شخص ادعى ان مشعان الجبوري قد يكون قتل أخيه في الثمانينيات، ولم يعرف ان يرتب جملة مفيدة تؤكد صحة روايته، وترك ومغادرة ما جرى في جلسة البرلمان بجلسته الثامنة والعشرين التي عقدت يوم الثلاثاء 14/4/2015، وما تلاها النائب احمد الجبوري من بيان بصدد جريمة بشعة وتعد من الجرائم ضد الإنسانية ارتكبتها عصابات داعش واعوانهم، (( أستنكر فيه قيام تنظيم داعش الارهابي بأعدام نحو 1500 معتقلا من أبناء نواحي الكيارة وحمام العليل والشورش بضمنهم منتسبين في القوات الامنية وضباط وطلبة واساتذة بالإضافة الى منع التنظيم أهالي الشهداء من اقامة مجالس العزاء على ارواحهم ، وكذلك القى النائب عادل خميس بيانا باسم محافظة الانبار ندد فيه بجرائم تنظيم داعش ضد عشائر الانبار وخاصة عشيرة البو محل وقيامه بقتل 300 شخص من اهالي الانبار، مطالبا مجلس النواب بتحمل المسؤولية ازاء جرائم الابادة الجماعية، داعيا الدول العربية والاسلامية ومراجع الدين والمجتمع الدولي للتدخل لحماية ابناء الانبار ودعم ابناءها بالسلاح واعتبار المجازر الجارية جريمة ابادة جماعية؟ )) هل يصح ذلك؛ جريمة لا تقل بشاعة عن جريمة سبايكر، ولا يمكن ان يكون كادر البرنامج قد سقطت عنه جلسة البرلمان المعنية ولم يشاهدها، خصوصا ان كادر البرنامج يعد باحث دؤوب وقد أرهقهم العمل وأضناهم الجهد، غير متوانين عن مواصلة البذل ما وسعتهم الطاقة.
ان ما ذكره نواب البرلمان في جلسة البرلمان المذكورة فيها دماء اغتيلت غدرا في الموصل والانبار، اليس لها قيمة وضحايا سبايكر وغيرها المغدورين، قيمتها اعلى واثمن؟ لماذا تمارس هذه الازدواجية بتناول القضايا؟ ولماذا التركيز على قضايا بعينها وهي بسيطة وترك قضايا مهمة؟ ولماذا الإصرار على استضافة اشخاص يعلوا كلامهم اتهامات باطلة او تحريات مظللة؟
إننا نخشى ونتمنى عدم دقة ذلك؛ ولا نريد ان يصل لسمعنا بان هناك توجيه لكادر المراسلين بالبحث عن كل واقعة لها علاقة بالمالكي ومشعان والكربولي وحنان الفتلاوي لأجل عرضها لتحقيق أغراض تسقيطية فقط.
واننا نلاحظ على الحمداني إصراره على ان كل ما يقدمه صحيح وذلك غير منطقي لان حتى في الميدان القضائي قد تصدر احكام تكون خاطئة وتسحق فيها حقوق، وقد بدا ذلك واضحا في منشور كتلة المواطن الذي اصر فيه السيد عون الخشلوك ومن خلال الحمداني على ما ساقه في مقام الإثبات ولم يكن إلا على سبيل تدعيم صحة ما نشره وحكمه هذا يكون ضعيف قاصر البيان، ولسنا بصدد الدفاع عن صحة ما ذهبت اليه البغدادية من عدمه، لكنه كسياق عام، لا يصح لما يحمله ذلك من تفسيرات سليبة، ويحمل في طياتها غلو وإفراط وتنصيب دريئة للخوض والجدال، وبعيدا عن الجد والاجتهاد لوقف مظاهر الفساد والانتهاكات.
فلماذا يتم التركيز غالبا على ذكر قضايا تتعلق بأشخاص معنيين بطريقة تعلوها الخصومة العنيدة لقناة البغدادية لرئيس الوزراء السابق ولبعض السياسيين والبرلمانيين، مما جعل البرنامج يخرج عن مساره الإعلامي المهني.
اننا اعتدنا، على ان قناة البغدادية هي اقرب قناة فضائية الى البيت العراقي، فندعو القدير أنور الحمداني، ان يُمكن حِسَنَا الإعلامي بهضم كل مضامين ومحتوى برنامجه بمهنية، وان لا يجعل من خلال تقديمه البرنامج هواجس ومؤشرات للكراهية، والحلاق الماهر لا يمزق الرقبة بأمواسه الحادة؛ وأن ضمير الاعلامي وحسه الإعلامي المهني المرهف واستقلاله إلا عن القانون والموضوعية والضمير، هي التي تجعله يتعامل بشفافية في إعطاء الأهمية لقضايا الدم العراقي بصورة متساوية والجدية في متابعة القضايا التي تهم المجتمع العراقي ككل وتجنب التكرار اليومي لقضايا تحقيقية تتم في البرلمان او القضاء، وان لا ينسى قضية عشرات آلاف المعتقلين التي لا تزال غائبة عن جدول اعمال ستوديو التاسعة وبطريقة غريبة، رغم وجود دعوات لتشريع قوانين تعيد الحقوق لأصحابها وتنصف الابرياء الذين جرّوا إلى السجون بجريرة المخبر السري والاعترافات القسرية، وبخاصة قانون العفو العام الذي لا زال يرزح تحت ظل المساومات السياسية والمناكفات الحزبية.
على انه يجب الإشارة بصفة خاصة، اننا نريد لبرنامجك أن يؤدي غرضا وطنيا كما معلن عنه، فلا تجعل المتابعة مملة؛ بسبب مضمون وادارة البرنامج الذي بدا ينحرف عن مساره، ، ونتمنى من الأخ الحمداني ان لا يتقمص دور القاضي والمحقق في نفس الوقت، لان ذلك؛ يجعل الحقائق غير واضحة وتمتزج معها الاكاذيب بسبب المصالح السياسية والشخصية والمحاباة، ولا تختفي خلف الجبال عندما تسمع صوت محتاج قادم من الوادي باتجاهك.
وأخيرا اخوتنا الأعزاء في القناة وعلى راسهم الأخ عون الخشلوك، اجروا مراجعة متأنية ودقيقة لما قدمتوه في الآونة الاخيرة وازيلوا الشكوك التي بدأت تراودنا نحن رجال القانون فكيف بالمتلقي البسيط، بان البرنامج يجب تسميته بعنوان {نحن ونوري المالكي ومشعان وجمال الكربولي وسبايكر….} وليبقى برنامج ستوديو التاسعة برنامج منصف لم يتعدى ويبتز جهة وطائفة معينة، ويبقى برنامج الجميع واحد ضمانات العدالة المجتمعية، لا ينسى او يتناسى جرائم ويركز على جرائم او يعطي تبرير لبعضها تحت عنوان دعم رئيس الوزراء وغيره؛ لان تلك الممارسات تضعكم قانونيا وشرعيا في نفس خانة مرتكبيها، والوصول إلى الحقيقة لا يكون بأية وسيلة، وإنما بالوسائل المشروعة التي أحاطها القانون بضمانات مقصود منها في المقام الأول الحفاظ على حريات الإفراد من جانب ونزاهة الدليل من جانب أخر0
ونختم مقالتنا بقول لسيد البلغاء الإمام علي عليه السلام: ( القائل بالحق قليل، واللسان عن الصدق كليل، واللازم للحق ذليل ).