23 ديسمبر، 2024 4:35 م

رسالة الحكومة الى العراقيين .. الا طحين

رسالة الحكومة الى العراقيين .. الا طحين

نحن نعلم أن الحكومة الحالية هي نتاج توافقات و أتفاقات و معاهدات و توقيعات عقدت في أقبية المصالح الحزبية و الفئوية و لم ترى نور الكراسي حتى رضخت و أنبطحت بكامل قواها العقلية للأخر في الشمال و الغرب على أن تنفذ ما يريدون بأنبطاح تام ودون أي أعتراض و الا فالكارت الاحمر موجود كورقة تهديد و تجربة من سبق ليست ببعيدة عنكم ، و ما يحصل اليوم نتيجة الضغوط ليس هو مطالبة الاقلية بحقوقها و أستحقاقاتها فهو أمر مفروغ منه فحقوقهم وصلتهم و فوقها ( بوسة) و أنما الصفقات تدور على ما فوق الاستحقاق و تتعداها الى قضم الكعكة التي هي حق الاغلبية و تصل الى (الخبزة ) فعلى المستفيد من الكرسي أن يدفع و يستمر بالدفع ، و بما أن المؤتمنون على حصة الاغلبية زاهدون بها و همهم مكاسبهم الحزبية الضيقة و ما يحصلون عليه من فتات الاكلات السريعة و الصفقات الآنية و المناصب المتأرجحة فلن يهمهم أن تذهب الكعكة كلها الى الاخرين ،

إن ما يحصل اليوم من نتائج السياسة الانبطاحية للحكومة يلقي بضلاله على الواقع المعيشي لفئة معينة محددة بأطار المكون الشيعي و خاصة في مدن الوسط و الجنوب التي عاشت في سنوات المحن الماضية تحت ضلال الدكتاتورية الفقر المذقع و الحرمان من أبسط مقومات الحياة الكريمة فلا وضائف ولاخدمات و لا بنى تحتية و لا مشاريع و لا أصلاح للاراضي الزراعية لا بل كان يمنع حتى حفر البزول و يعاقب اشد العقوبات من يحاول أن يصلح ارضه بل كانوا يزرعون القمح و يحرمون من أكله حتى كان أزلام النظام البعثي يفتشون البيوت و خزانات الملابس و ينبشون الارض ليخرجوا كيساً من الارز خبأه الفلاح ليسد به جوع عياله في أيام الحصار في حين كان سكان المناطق الشمالية و الغربية يتمتعون باراضيهم المستصلحة و بخيرات العراق من مناصب الدولة المجيرة لهم و لاولادهم و بعد التغيير تأمل سكان الارض ( الجنوبية ) أن يعدل أعوجاج الميزان و أن يستلم اصحاب الحق حقهم و فعلا مسك المغيبون و خاصة ( أصحاب الخارج ) منهم زمام الحكم فجعلوه بستاناً لهم و لاحزابهم و بقرة حلوب تدر عليهم المنافع و المكاسب و أكتشفوا مفتاح الدخول الى صندوق الانتخابات و هو( الفقر ) المزمن الملازم لسكان المناطق التي يحكموها فكانت استراتيجيتهم إبقاء الفقر متربع على عرشه هناك ، حتى يمكن الحصول على أكبر عدد من الاصوات بأقل ثمن ، و نجحوا كثيراً في شراء الاصوات من الفقراء ببذل الاموال و الهدايا هنا و هناك فالفقير لا يفكر الا بسد جوعه اليوم ، و طبعاً هذه السياسة لا تكلف شيئاً فهي تجلب الاتباع  و الانصار وليس فيها جهد او تعب ولا تكلف ذمة و لا ضمير و لا وطنية ،

وفي النتيجة يستمر دولاب السحق لهؤلاء الفقراء فعندما تتقلص الميزانية المالية نتيجة سياسة هبوط أسعار النفط العالمية فلا يمكن المساس بكعكة المتسلطين من رواتب و مخصصات و منافع فتلك حدود لا يمكن التقرب منها ، بل يدفع الفقراء الثمن من ضرائب ورسوم ويؤخذ منه ما أعطي أليه لان الاستراتيجية المتفق عليها ان يبقى سكان الاراضي الجنوبية فقراء ، فهل يبقى الفقراء ساكتون هذا ما سنعرفه في الجزء الثاني من فلم ( أنبطاحيون ) و دمتم سالمين .