23 نوفمبر، 2024 6:24 ص
Search
Close this search box.

الحشد الشعبي شكرا.. تستحق كراهية امريكا وبجدارة

الحشد الشعبي شكرا.. تستحق كراهية امريكا وبجدارة

لم اعرف يوما كراهية ككراهية امريكا للحشد الشعبي في العراق ,,صحيح ان امريكا تلقب بعدو الشعوب وأنها لا تعمل الا بمصلحة لها ولا تتدخل في منطقة ما الا بعائد يعود لها بالنفع ولا تتحرك بأي اتجاه إلا بإستراتيجية مدروسة على ايدي دهاقنة السياسة الامريكيين ولفترات طويلة وهي لا تخشى احد ولا دولة ولا مجتمع اذا ارادت ان تعبر عن كرهها وحبها لدولة ما في اي بقعة من بقاع العالم فهي مستندة في ذالك كله الى قوتها وهيمنتها العسكرية والمالية على العالم وهي ايضا تعتقد ان اي تدخل او مشاركة في معركة او قتال على ارض من اراضي الله الواسعة لها الحق في ذالك
ولها وحدها سواء استطاعت ان تحصل على اذن من مجلس الامن الدولي ام لم تحصل عليه فهي تستطيع اسكات اي صوت صادح يعلو ضد هذا التدخل او ذاك فأمريكا ليست كأي دولة في العالم بل انها امريكا بدمها وشحمها التي عاثت فسادا في الارض من شمالها الى جنوبها ومن شرقها الى غربها والأدلة لا تحصى في هذا المجال ..
اليوم امريكا تعلن صراحة مواقف متشنجة من فصائل الحشد الشعبي العراقي ومنذ اكثر من ثماني اشهر وهي لا تترك فرصة الا وتحدثت عن خشيتها وخوفها من تلك الفصائل المجاهدة المنبثقة من فقراء العراقيين الملبيين لنداء مرجعيتهم الشريفة في التصدي لقوات داعش التي بدأت تقضم الارض العراقية قضما وهي تتحرك باتجاه بغداد فصار لزاما على المرجعية الشريفة التصدي لتلك القوة المتوحشة التي استخدمت ابشع وسائل القتل والتنكيل على المواطن العراقي وفعلا هبت تلك القوات لرد وصد عصابات داعش وبقوة جهادية عقائدية ليس لها مثيل في القتال وفي اروع صور التضحية من اجل
الام والبنت والأخت والزوجة وفي كل مكان ,,هذا الذي جرى كان قد اغاض امريكا فأعلنت صراحة انها ضد هذا الحشد وهذه الفصائل المقاتلة وكأن امريكا هي الوصي على العراق وحصلت ايضا بعد هذه الاحداث على موافقة بعض الدول السائرة في ذيلها على تحالف دولي للتصدي لداعش جوا وبدأ طيرانها يجوب الاجواء العراقية فوق المناطق المستباحة من قبل داعش وكذالك وضعت شروط في تحركاتها اهم هذه الشروط هو ابعاد الحشد الشعبي من المعارك في تلك المناطق بحجج واهية وغير مقنعة ..
لماذا كل ذالك ؟
اعلنت امريكا قبل تحركها في تحالفها المثير للجدل ان تحرير المناطق المحتلة من قبل داعش يحتاج الى ثلاث سنوات وهذا القول صدر على لسان قادة الجيش الامريكي ويبدو ان الثلاث سنوات في الحسابات الامريكية مرسوم فيها الكثير من الاهداف التي تريد ان تحققها امريكا على ارض العراق اهم تلك الاهداف خلق مجتمع متنافر مقسم يعيش في كنتونات متباعدة تسوده الكراهية والحقد ويبدو كذالك ان الهدف الاول من هذا التصور قد بأء بالفشل بعد ان تحرك الحشد الشعبي لتحرير مدن العراق مثل ديالى وتكريت وحزام بغداد وجرف الصخر ودحض الهدف الاول من اهداف امريكا ,, معروف ان
داعش هو صنيعة امريكية بامتياز وليس هذا سرا بل يتحدث عنه القاصي والداني وولادة هذا المارد من القمقم الامريكي غرضه اخافة الشعوب والدول منه وجعله العصا التي تلوح فيها امريكا بوجه من يتمرد على ارادتها لكن الذي حدث ان هذا المارد الذي صورته امريكا لا يقهر سقط بأول مواجهة على ارض المعركة على ايدي الحشد الشعبي ومقاتليه المجاهدين بالتأكيد سيجعل من امريكا في وضع مخزي وحرج امام بعض الدول التي صورت لهم ذالك وأخافتهم ويضعفها امام الرأي العام الدولي والأمريكي بأن داعش مجرد لعبة تتطاير اجزاءها بمجرد هبة ريح من قبل الحشد الشعبي في العراق ,,
هذا يعني ان الوضع الجديد للعراق الذي رسمه بايدن بثلاث اقاليم اقرب الى الانفصال لثلاث دول منه الى التوحد والعودة للعراق الواحد من الممكن ان يتهاوى ويصبح حلم تفتيت العراق بعيد المنال بمجرد ان تمتزج دماء العراقيين من جميع المكونات في معارك الشرف ضد صنيعة امريكا داعش ..
من المؤكد ان امريكا لا تنفك تتحدث عن ان هذا الحشد هو عبارة عن فصائل ايرانية تستمد قوتها من ايران وتعتبر ايران الممول اللوحيد بالمال والرجال لهذه القوات وبما أن ايران هي العدو رقم واحد لإسرائيل وأمريكا فأكيد سيكون موضوع الحشد سبب للحديث عن دولة ايران واعتبارها تتدخل في الشؤون العراقية وكأن امريكا بعملها وقواتها واساطيلها وبوارجها وطائرتها لم تتدخل في الشأن والقرار العراقي الحكومي والعسكري على الارض وفي السماء وهذه حجة واهية لا تصمد في الواقع كثيرا لأن الاحداث تفضح الادعاءات الكاذبة ,,
اذن لانستغرب من حديث رئيس اركان الجيش الامريكي (مارتن دمبسي) وهو يخشى من الحشد الشعبي من التمدد في العراق وتقوية نفوذه بعد انتصاراته المتكررة في تكريت وديالى وهو يتحدث امام الكونكرس الامريكي بمرارة المنكسر عن الحشد ويخشى (مارتن ديمبسي ) من انقلاب الحشد الشعبي على امريكا في العراق وفي اي لحظة وان بلاده ترحب بأي قوة تقاتل داعش لكن المشكلة لدى امريكا هي بعد انحسار وهزيمة داعش وخروجه من العراق وهذا يعني ان الاستراتيجية الامريكية ما بعد داعش لم تنتهي بانتهاء صفحة داعش بل تستمر في تنفيذ برامجها لكنها تخشى من المليشيات من تقويض
والقضاء على هذه الاهداف .
يقولون في الاعلام وعلى السنة السياسيين ان امريكا جاءت الى العراق من اجل تحرير العراق من داعش طيب يعني هذا ان امريكا ترحب بأي قوة تزيح داعش من المدن العراقية بغض النظر من اين تاتي تلك القوات حتى لو كانت من خارج العراق وهذا واضح من تحالفها الدولي اي انه ترحب بفرنسا وكندا واستراليا وقطر والأردن بالتدخل في العراق ضد داعش اي هدفها السامي الاوحد هو تحرير العراق لكن هذا الهدف السامي الامريكي يقف بالضد من قوات عراقية من نفس البلد المحتل وتضع شروط اهمها ان طيرانها لا يتدخل في حال وجود قوات الحشد الشعبي وإنها لا تزود العراق بالأسلحة خوفا
من ان تقع في يد الحشد الشعبي اي مفارقة هذه وكيف يجب على المتتبع عدم الوقوف عندها انها غريبة تقبل امريكا بكل تدخل لكن لا تقبل بالحشد الشعبي وهو من نفس البلد ,,
اذن من الواضح ان الحشد الشعبي يتقاطع مع امريكا بكل توجهاتها جملة وتفصيلا وهذا هو السبب الذي يجعل امريكا لا ترغب بالحشد الشعبي لأنها تريد من يكون معها يمتثل لأوامرها وبدون اي تردد وينفذ ما تريده هي وليس له الحق بقول كلمته وهذا طبعا لا يمكن الحديث عنه او التفكير فيه من قبل قادة وقوات الحشد الشعبي الجهادية ولا مرجعياتهم الرشيدة التي تشارك في المعركة درست امريكا باستفاضة ولفترة طويلة ما هية الحشد الشعبي وتعرف اهدافه وتعرف ان هذا الحشد الذي جاء بفتوى الجهاد الكفائي وليس الجهاد العيني الذي يعني على الجميع المشاركة لكل من يحمل السلاح
وعرفت ان هذا الحشد هو بمثابة العثرة التي تقف ضد تحركها في المنطقة من اجل تمرير اجنداتها ليس على العراق حسب بل على كل دول الداير العراقي على الاقل وربما يصل الى ابعد من ذالك والشعوب ترى ان ثلة من المجاهدين تقف بوجه اعتى قوى على الارض ويصبح درسا يدرس في ضمائر الاحرار قبل ان يدرس في الاكاديميات ,,
من هذا كله فأن كراهية امريكا وحنقها ضد الحشد الشعبي والمجاهدين العراقيين في محلة وأن الحشد الشعبي يستحق هذه الكراهية وهي بمثابة الوسام الذهبي على صدور ابناءه ..
((من يمارس الحق لا يخشى احد ))

Kathom [email protected]

أحدث المقالات

أحدث المقالات