26 نوفمبر، 2024 6:39 م
Search
Close this search box.

نصيحتان بريئتان للمملكة السعودية .!

نصيحتان بريئتان للمملكة السعودية .!

لا يتعلّقُ ولا يرتبطُ هذا الموضوع بِ < عاصفة الحزم > ولا بالحوثيين , ولا ايضا بالمتحالفين مع هذا الطرف او الطرف المقابل , كما انه يكاد لا يتعلّقُ بالسياسةِ اصلاً لكنه يتعلّقُ بِ ” الإعلام ” من زاويةٍ خاصّةٍ لا ينتبهُ اليها ولا يروها الكثيرون .!
ومع الإدراك المسبق أنّ النُظُم الملكية في وطننا العربي وخصوصاً في منطقة الخليج العربي لها ما لها من الخصوصية في طبيعة وماهية وآلية نظام الحكم فيها , على الرغم من التباين بين نظامٍ وآخر , لكنها جميعا ” بالطبع ” تخضع للتوارث والتوريث الملكي في الحكم , لكنّ الرأي العام العربي والعالمي كان قد فوجئَ ايّما مفاجأة حين ابتكرت المملكة منصباً جديداً لم تسبقه سابقة في المناصب والمواقع والعروش وهو منصب : < وليُّ وليّ العهد > وهو الأمير ” محمد بن نايف آل سعود ” , والذي هو وليٌّ للوليِ ” الأمير مقرن بن عبد العزيز ” , وبهذا الصددِ وأصدائه , ومن دون تدخّلٍ في شؤون المملكة وفي الهيكلية الجديدة – الفريدة في توليفة وتركيبة نظام الحكم فيها , ومع التصوّر المسبق لما تمليه الضرورات السياسية والأمنية والأعتبارات الأخرى كذلك ! في إختراعِ وابتكارِ هذا المنصب , فأنّ التكرار المتكرّر ” في الإعلام ” لمصطلح < وليُّ وليّ العهد > فأنه يوحي وكما أنَّ فيه ” محاكاة ” صامته وغير مباشرة للتمسّك والتشبّث بالسلطة والخشية والخوف المسبَقَين منْ أنْ تذهب او ” يفلت ” زمام السلطة الى غير هذه السلسلة المتسلسة من عائلة الحكم . وهنا , لا تدعو كلماتنا ” بالطبع ” ولا يمكن لها أنْ تتمادى وتسألٌ بلطفٍ عن الغاءِ هذا المنصب ” وهو أمرٌ لا يعنينا بشكلٍ من الأشكال , إنما ولكنما حرصاً على السمعة العربية وِفقَ ما لايفهمه وما لايدركه عالم الغرب في الشأن العربي وفي الشأن الملكي الخصوصي , فنرى و وِفقَ متطلبات ” الإعلام ” بشقّيه الأكاديمي والمهني أن توقِف المملكة التكرار شبه اليومي لعبارة ” وليُّ وليِّ العهد ” وأن تكتفي بالقول : < سموّ الأمير محمد بن نايف آل سعود – وزير داخلية المملكة > , ثمّ ما الفائدة التي يجنيها الإعلام السعودي من إعادة الترديد المكرّر لعبارة : < الوليُّ لوليِّ العهدِ > فهل هنالك مَنْ لا يُصدّق إشغاله لهذا الموقع .!!
  ثمَّ , وبالعزفِ ” المنفرد ! ” على ذات الوتر, وبأنتهاجِ ذات النهج في ” فلسفة الحكم ” , فقد كانت الفترةُ قصيرةٌ بين تولّي الأمير ” محمد بن سلمان  آل سعود ” – وهو نجل الملك – لمنصب وزير الدفاع وبين اندلاع معركة ” عاصفة الحزم ” , فتزخر نشرات الأخبار أنّ الأمير الشاب يلتقي ويجتمع بقادةٍ عسكريين عرب واجانب ورؤساء دول والتباحث معهم في شؤون الحرب ومضاعفاتها ومتطلباتها , وسموّ الأميرِ لا يفقه من العسكرية والجنديّةِ شيئاً ولا علاقة له بها اصلاً , وماذا وبماذا تحدّث الوزير السعودي مع الجنرال ” لويد اوستن ” قائد القيادة المركزية الأمريكية حول المعارك الدائرة في اليمن , او في لقائه مع الرئيس المشير عبد الفتاح السيسي وغيرهم ايضاً .! فالأمير الذي يتولى حقية الدفاع هو من مواليد 1985 ومؤهلاته هي انه خريج كلية القانون في الرياض لا اكثر, ولو لم تكن الحرب قائمة وعلى اشدّها وتحمل في طيّاتها تفاعلات اقليمية ودولية , لكان من الممكن ترك الوزير في منصبه ليتدرب ويتأهّل في ادارة وزارة الدفاع الى اجلٍ مسمّى او غير مسمّى .
وإذ من المستبعد الى درجةٍ ما أن يجري السماح للوزير الشاب التدخّل في شؤون وتفاصيل الخطط الحربية وادارة عمليات القصف الجوي وما يرافقها من طلعات الأستطلاع والتصوير الجوي واعمال الاستخبارات , لكنّ ترك حكومة المملكة للأمير محمد بن سلمان – نجل الملك – أن يمثلها في اللقاءات والأجتماعات الخارجية هو إساءة للملكة بذاتها .
  إنَّ الأسباب الكامنة والمؤجّجة لكتابة كلّ هذه الكلمات ” اعلاه ” هي فقط مؤثّراتٌ سيكولوجية وقومية تعود جذورها الى سنينٍ طوالْ مضت اثناء دراستي الجامعية في بريطانيا ومعايشتي عالم الغرب عن كثب , وثمَّ لاحقاً اختلاطي وتداخل عملي مع العديد من الصحفيين والمراسلين الأوربيين , كلّ ذلك رسّخَ في رؤايَ أنَّ عموم الرأي العام الغربي لايميّز في نظرته بين عربيٍّ من القطر ” س ” او من القطر ” ص ” وبتعبيرٍ آخرٍ فأنَّ ايَّ تصرّفٍ سياسيٍّ او غير سياسيٍّ قد يحدث في اية دولةٍ عربيةٍ فأنّ الغربيين يعدّونه من السلوك العربي العام , ومن هنا  غدت تهمة الإرهاب تلتصق بالعرب كلّما حدثَ عملٌ ارهابيٌّ في ايّ من دول العالم بالإضافةِ الى الترويج والتسويق الإعلامي الأسرائيلي المدروس لذلك < وعلى مدى نصف القرن الماضي كانت قد حدثت تصرّفاتٌ وسلوكياتٌ فرديّة لبعض ائرياء دول الخليج في اوربا لكنها اساءت كثيراً الى المجتمع العربي او الى المواطن العربي من خلال تلك النظرة الغربية > ..
وهكذا فأنَّ العالم ينظر الينا كشعبٍ واحد على عكسِ ما ننظره الى انفسنا كأمة واحدة .! , ومن المؤسف أنْ ليس هنالك ايّ نظام عربي يفكّر في انعكاسات سياسته الداخلية والخارجية على عموم العرب كدولٍ وشعوبٍ ومجتمعات ..!

أحدث المقالات