عندما قرأت خبر وفاته صباح اليوم لم اصدق للوهلة الاولى ، بل تقصدت ان لا اسأل احدا من زملائي الصحفيين لاتأكد من صحة الخبر وتمنيت ان لو كان خطأ مقصودا او خبرا مفبركا له غاية ، لكن سرعان ما انتشر الخبر وكان وقعه كالصاعقة ، حتى اصبح خبر وفاته حقيقة مؤكدة.
هاني العقابي الاستاذ والزميل والصديق الذي عرفته من العام 2007 ، لم يتغير حتى يوم وفاته ، رغم تغير الظروف والنفوس ، لقد كان انسانا طيب القلب وسمحا ومتسامحا ، والبسمة لا تفارق محياه ، مهني في تعامله ومحبا للخير ومتعاونا مع الجميع ، ليس له اعداء ولديه مئات الزملاء والاصدقاء والاحبة.
هو رئيس لجنة المراقبة في نقابة الصحفيين العراقيين ، وعضوا في لجان كثيرة ، ومشهود له الاخلاص والمثابرة في عمله والسعي في انجاز المهام الموكلة اليه وحتى التي خارج اختصاص لجنته، فلم يكن يتردد في تقديم ما يصب في صالح الاسرة الصحفية .
غادرنا دون ان يودعنا ، وترك فينا الما وجرحا سيأخذ منا مأخذا حتى يندمل .
لن اتقبل بسهولة عدم وجوده في نقابة الصحفيين التي كلما دخلتها وجدته يتجول في اروقتها وابتسامته لا تفارق محياه .
سأكتب عنه ، فليس مغالات مني ان مدحته وذكرته بخير لانه يستحق كل الخير وما اقوله قليل بحقه ، فعلى مدى السنوات التي عرفته بها لم اسمع منه ما يغيض الاخرين ، وروحه الطيبة ووضوحه ومهنيته كانت اسمى بكثير من ان ينحدر كأنسان الى مستويات البعض التي غادرتهم انسانيتهم ممن يتلونون ويداهنون ابتغاءا لمصالح ضيقة غير مكترثين من نظرة الاخرين تجاههم ، كان واضحا بسيطا ومحبا للجميع .
رغم انك ودعتنا فجأة وداعا اخيرا ولم تترك لنا فرصة الوداع ، لكننا نقولها الان والمرارة تعتصر قلوبنا ،وداعا ايها الاستاذ الطيب والزميل والصديق ابا اديب ، وداعا لابتسامتك الجميلة .
اللهم اغفر له وارحمه برحمتك الواسعة وادخله فسيح جناتك والهم اهله وذويه ومحبيه والاسرة الصحفية الصبر والسلوان.