قال المتنبي الكبير :
ولقد سألنا ونحن أدرى بنجد .. أطويل طريقنا أم يطول
وكثير من السؤال أشتياق .. وكثير من رده تقليل
من خلال ما يجري في العراق والمنطقة , قلنا ونقول من باب الدراية المبنية على التوثيق ومعرفة جيوسياسية المنطقة : أن المحور التوراتي الصهيوني لازال ممسكا ببوصلة ألآحداث , وقد حقق كثيرا من مشاريعه ومخططاته بأيدي أنظمة الحكم وعوائل السلطة , ولعل مرحلة صدام حسين وما كشفته من عورات المنطقة والعراق هي التي أوصلتنا الى مانحن فيه اليوم , ولكن أبعاد العقول المفكرة وسيادة الجهل هو الذي جعل النكرات من أمثال عزة الدوري المقتول بين جبال حمرين وحقل علاس النفطي الذي حرقته عصابات داعش المفلسة من قيم ألآنسانية كأفلاس صدام وعزة ومن معهما من رصيد الرجولة التي كان لها يوما في جزيرة العرب حيث حولها ألآسلام من قبائل متقاتلة في بيوت مهزوزة وبنات موؤدة وأصنام معبودة تحاصرهم ألآكاسرة والقياصرة عن بحر العراق وخضرة ألآفاق كما يقول سيد ولد العرب ألآمام علي “ع” بتوصيف رسول الله “ص” والذي قال : لاتسبوا : مضر وربيعة فقد كانا مسلمين , مثلما كان سيف بن ذي يزن مسلما وأن لم يشهد بعثة رسول الله , أعتمادا على تشخيص طريقة تفكير المتكلمين : تكلموا تعرفوا , واليوم يدخلنا حكم العوائل وتبعية أنظمة ألآعراب بحرب على أهل اليمن وهم مادة العرب , وكل التبريرات التي قدمت بأسم ماسمي بتحالف عاصفة الحزم مردودة ومستهجنة بحكم المنطق , أما أصحاب ألآهواء فلا منطق لهم , فلهم مايقولون , أن الطائرات التي تقتل أطفال ونساء ورجال اليمن وتدمر المدارس والمستشفيات لن تقتل عزيمة الشعب المقاتل الفقير الذي يكتفي بوجبة طعام متواضعة يوميا , فليس عند أهل اليمن ما يفقدوه من حطام الدنيا سوى كبريائهم وعزتهم فلا نخاف عليهم , ولكن نخاف على بلاد نجد والحجاز أن تقسم , فنجد هي كما قال عنها المتنبي وهو في العراق , والقطيف والبحرين تكوين لتجمع قبائل عربية أختمرت فيها تجارب كثيرة وأفكار فأختارت وأستقرت على ولاء أهل البيت “ع” والطائف لم يبتعد عن اليمن بنجرانه وعسيره وطسم وجديث مادته البشرية , وعرب اليمن عرفوا بالولاء المميز من أيام سام بن نوح الى زيد بن علي بن الحسين الذي قال عنه الشاعر ألآموي متشفيا فقتله الله على يد أسد في بساتين الكوفة :
صلبنا لكم زيدا على جذع نخلة .. ولم أر مهديا على الجذع يصلب ؟
أن حرب اليمن التي تخطط لها أمريكا وتدعمها لوجستيا وتهلل لها أسرائيل فرحا , وهو ذكاء يحسب لآوباما وغباء يضاف لآفراد العائلة الحاكمة في السعودية والخليج والذي شخصه البرلمان الباكستاني فمنع حكومته من التورط باليمن البلد العصي على الغزاة والمحتلين ولذلك توقفت تركيا وترددت مصر رغم حاجتها الملحة للمال السعودي , أن حرب اليمن التي تدار بمزاج بدوي متخلف ستشكل خطرا على المملكة السعودية المحكومة بقبضة أمنية حديدية بفضل المال والمشورة البريطانية ثم ألآمريكية , والحروب عادة تضعف القبضات ألآمنية مما ستجعل من نجد متعصبة لوهابيتها المتطرفة , وألآحساء والقطيف تقترب من معاناة البحرين فلا تسكت على تهميشها وهي منبع البترول , وستنحاز نجران وعسير وبقية ألآراضي اليمنية المستقطعة سعوديا منذ عم 1926 وتتعاطف مع موقف الجيش واللجان الشعبية والقبائل اليمنة التي أنتصرت لوحدتها الوطنية مما سيجعل المشهد تولد فيه وحدة وطنية يمنية , وتتقسم المملكة السعودية وهذا هو المخطط التوراتي الصهيوني , فهل من يدرك ذلك , ويعلن خطورة وفشل عاصفة الحزم ويجنبنا مزيدا من العبث والفوضى التي جلبتها لنا عصابات ألآرهاب التكفيري الممولة من أعراب السعودية والخليج